الأديب أحمد الصغير
عنّ له أن يتصفح بعض الكتب فيسلي نفسه ويريح ذهنه من هذا الشرود المتواصل، نظر في مكتبته و اصطفى مما احتوته، كتاب تاريخ عسى أن يجد فيه متعتة ومؤانسة.
وضع الكتاب أمامه، فتح صفحته الأولى، فاذا شيوخ العرب وقادتهم يجتمعون على صفحاته، يعقدون مؤتمراً لتدارس وضع الأمة الراهن، ومستقبلها…
نصبت للمؤتمر خيمة ضخمة في قلب الصحراء العربية و على جوانبها اصطف عزّاف الدفوف و الطبول ،،، وراقصة من أصول فارسية ،،، كان الشيخ المستضيف يقف أمام الخيمة وقد برز من جسمه بطن كما برميل النفط عندنا …
بدأ زعماء القبائل العربية يتوافدون، فجاء كليب، و جاء ثعلبة، و التحق حمارويه بن بغل، و اتخذ كل منهم صفحة من كتاب التاريخ مقعدا له…
ذبحت لهم الخراف السمان ،،، وقدمت لهم كؤوس النبيذ فتعالت ضحكاتهم …
إلا أن ريحاً هبت حينها فاقترح الحكيم ذؤيب بن عقاب تأجيل المؤتمر إلى عام قادم من قرن قادم، فتأجل المؤتمر … أما هو فأغلق كتاب التاريخ ليقرأ من الحاضر نصيباً.