زعيم الحوثيين الزيديين الشيعة في اليمن، عبد الملك الحوثي، قائد شاب (35 عاما) يذكر بزعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، من حيث طريقة التعبير أو في مضمون خطابه. ويظهر دائما مع الكوفية اليمنية على كتفيه والجنبية، أو الخنجر التقليدي.
بروز عبد الملك الحوثي في الساحة اليمنية يعود للعام 2004، بعد مقتل أخيه حسين بدر الدين الحوثي، الزعيم الأول للحوثيين الزيديين الشيعة، إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وهو الأصغر بين أبناء الأب الروحي للمجموعة، بدر الدين الحوثي. وكان عمره آنذاك 24 عاما.
وظهرت شخصيته شيئا فشيئا، بحيث يلقي خطابات طويلة ومرتجلة تبدأ دائما بالقضية الفلسطينية وإسرائيل، ويلوح بسبابته اليمنى بينما يزين خنصره خاتم من الفضة والعقيق.
ويذكر القائد الشاب لحركة “أنصار الله” الزيدية الشيعية بزعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، من حيث طريقة التعبير أو في مضمون الخطاب الذي يركز على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب وإسرائيل.
ومثل حسن نصر الله، يمزج الحوثي الشاب لغة حازمة مع ابتسامات وانتقادات للفساد المستشري في بلاده، كما يعد بخطوات تصعيدية على أن يكشف عن تفاصيلها لاحقا، متقنا فن التشويق السياسي وجاذبا انتباه الإعلام بموجب جدول زمني يحدده بنفسه.
يقرأ كثيرا ويطالع الصحف ويتصفح الإنترنت ويمارس السباحة والمشي.
لا يظهر الحوثي تقريبا في تجمعات عامة، ويتحصن في معقله في صعدة بشمال غرب اليمن، وتبث كلماته من مكان مغلق. ويحيط جمهور الحوثي زعيمهم بهالة تكاد تكون من القدسية، فهو لا يجري المقابلات ويكتفي باستقبال مبعوثين وبالتحاور عبر مبعوثيه.
ويظهر الحوثي دائما بالكوفية اليمنية على كتفيه والجنبية، أو الخنجر التقليدي. ويؤكد الصحافي اليمني عابد المهذري أنه “في الحياة العامة أقرب ما يكون للفقراء وطبقة المجتمع المتوسطة”، وهو “منضبط في حياته يصحو وينام باكرا، يقرأ كثيرا ويطالع الصحف ويتصفح الإنترنت”، و”يمارس رياضة السباحة والمشي ويحرص على الالتقاء بأصدقائه القدامى ورفاق الطفولة”.
وأضاف أن الحوثي “مرح يحب النكتة… يكتب الشعر وتطربه الأناشيد والفنون الإسلامية”.
ويؤكد عدد من المحللين أن علاقة الحوثيين بإيران تتعاظم في ظل قيادة عبد الملك الحوثي. وقد اعتبرت سيطرتهم على أجزاء من الساحل الغربي لليمن مكسبا استراتيجيا لإيران، بحيث باتت الجمهورية الإسلامية تتواجد عند باب المندب والبحر الأحمر.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نوتردام اللبنانية إيلي الهندي “إن جميع المجموعات السياسية والمسلحة التي تدور في الفلك الشيعي والإيراني تعتبر حزب الله وحسن نصر الله نموذجا، والحوثيون يندرجون في هذا الإطار”.
وأضاف “إن الحالة الحوثية تستلهم بوضوح خطاب حزب الله، وتنطلق مثله من مبدأ العداء لإسرائيل ولو أن اليمن بعيد كثيرا عن إسرائيل…”
واستفاد الزعيم الحوثي الشاب في 2011 من فرصة الانتفاضة الشعبية ضد صالح ليحقق إنجازات جمة أبرزها الوقوف في الصفوف الأمامية للثورة”.
ويتخذ الحوثيون حاليا بشكل رسمي اسم “أنصار الله”، إلا أن الكيان السياسي الأول الذي أسسوه كان حركة الشباب المؤمن الذي ظهر عام 1992 كتجمع سياسي مندد بـ”التهميش” الذي يعاني منه سكان شمال غرب اليمن، معقل الزيديين الذي يشكلون نسبة ثلث السكان في اليمن تقريبا.
وشعار الحوثيين هو “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
(فرانس 24 / أ ف ب)