تقع حديقة البطاركة في الديمان في نطاق جغرافي واسع يتصل بوادي قنوبين، تحيطها مساحات شاسعة من الاشجار البريّة بخاصة السنديان، تتخللها واحات خضراء من شجر الأرز. أبرز هذه الواحات تتصل شرقاً بحديقة البطاركة، ناحية أرزة البطريرك الكردينال صفير. وضمن برنامج تجميل الموقع بكامله تمّ تأهيل شجر هذه الواحة، حيث نظفت الممرات ورفعت الأشواك والأعشاب البريّة، وفتحت طريق للمشاة تقودهم صعوداً، بعد جولتهم في حديقة البطاركة، إلى استراحة الحديقة وواحة الأطفال، وسط تجهيزات صوتية لبثّ الموسيقى الدينية والتراتيل الروحية.
تمّ تنفيذ هذه الأعمال بدعم عضو الهيئة الفخرية في “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” بيار مسعد، في إطار دعمه مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وباتت المساحة هذه واحة جديدة لاستقبال الزوّار لرياضة المشي والمطالعة والتأمل والصلاة، في مجالس مطلّة إطلالات رائعة مباشرة على دير سيدة قنوبين والمعالم المحيطة به في عمق الوادي المقدس.
أخيراً وضعت مقاعد خشبية في ظلال شجرات الأرز الباسقة القائمة على طريق المشاة الجديدة المذكورة، تتميز خصوصية تراثية بارزة كونها استعملت في المشغل الذي أقامه الرسام العالمي صليبا الدويهي حين زيّن سقف كنيسة الكرسي البطريركي في الديمان طوال النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي ( 1935- 1940) في عهد البطريرك أنطون عريضة ( 1932- 1955)، بلوحات تمثل الوادي المقدس وعيد تجلي الرب ومريم العذراء في بشارتها، واستقبالها المجوس.
كان المشغل قائماً على مسطح داخل الكنيسة، ومقاعده من خشب الأرز واحتضن لقاءات يومية بين البطريرك عريضة والرسام الدويهي، لمتابعة مسار رسم اللوحات التي كان البطريرك يتدخل في أدقّ تفاصيلها الفنيّة، وقد نقلت هذه المقاعد بعناية، ووضعت على كل منها لوحة تعريف بخصوصيتها التاريخية.
كلام الصور
1- الطريق من أرزة البطريرك صفير .
2- مقاعد عريضة وصليبا الدويهي في ظلال أرز البطاركة في حديقتهم.