علي صوافطة- القدس (رويترز)
وسط أجواء مبهجة وأنغام الموسيقى التراثية الأصيلة يحتضن المسرح الوطني الفلسطيني في القدس إبداعات وطاقات فرق فنية راقصة، جاءت لتحيي ليالي “مهرجان القدس للفنون الشعبية”.
استهل المهرجان أولى أمسياته مساء الجمعة 27 فبراير بعرض لفرقتي “نهاوند للمواهب الشابة” و”نبع التراث المقدسية”.
واختار مدرب فرقة “نهاوند للمواهب الشابة” أن يبدأ عرضه باسكتش مسرحي يوضح فيه الفرق بين الرقص على أغاني التراث الفلسطيني الأصيل ورقصات أخرى لا علاقة لها بالتراث.
وبعد دخول الفرقة وهي ترتدي ملابس لا تعكس زي التراث الفلسطيني على وقع أغانٍ لبنانية، بدأ احد الراقصين بالصراخ طاردا الفرقة من على خشبة المسرح قبل أن تعود مرة اخرى بلباس من التراث الفلسطيني على وقع أغانٍ فلسطينية.
وقال أسامة أبو لالة مدرب الفرقة لـ “رويترز” بعد العرض “أردت أن أوضح للجمهور الفرق بين رقص التراث الفلسطيني والرقص الاخر”.
وتضم فرقة نهاوند للمواهب الشابة التي تأسست في 2009 في حواري القدس القديمة ما يزيد على 60 راقصاً وراقصة من أعمار مختلفة.
ويتحدث هيثم جدة المدير التنفيذي للفرقة عن نشأتها: “قبل ست سنوات بدأنا في البلدة القديمة في القدس تشكيل فرقة فنية هدفها المحافظة على تراث المدينة ومحاربة تهويدها.”
ويضيف:”نسعى اليوم لتكون لدينا مدرسة تجمع هذه المواهب وتعمل على تطويرها، وفتح المجال لها للمشاركة في المهرجانات المحلية والخارجية”.
وقدمت فرقة “نبع التراث المقدسية” التي ارتدى المشاركون فيها الزي الفلسطيني المطرز لوحات فنية اراقصة على وقع أغاني التراث الفلسطيني.
في نشرة تعريفية بالفرقة يرد ما يلي: تأسست في 2008 بجهود نخبة مميزة من خيرة شباب وصبايا القدس مساهمة منها في الدفاع وحماية موروثنا الثقافي والتراث الفلسطيني عموما والمقدسي بشكل خاص.”
المهرجان الذي ينظمه “مركز يبوس الثقافي” بدعم من الاتحاد الاوروبي ومؤسسات تعاون يعتبره القيمون عليه أنه “فعلا كفاحيا يتصدى لعوامل الإماتة والتغييب والمحور.”
وتضيف نشرة حول المهرجان:”في ظل هجمة منتظمة تتسارع وتيرتها ضد كل ما هو فلسطيني ينتمي الى جذر هذه الامة وتراب هذا الوطن وتراث هذا الشعب رأينا أن يكون لفرق الفن الشعبي الفلسطيني مهرجان يؤكد حضورها الناصع.”
رانيا إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي الذي ينظم هذا المهرجان الذي يقام للمرة الاولى تؤكد أن “هذا الجهد جزء من مشروع كبير نطمح من خلاله إلى تأسيس مدرسة للرقص الشعبي في المدينة المقدسة”.
وأضافت لـ “رويترز” في ختام العرض: “الحضور اللافت لفئة الشباب لهذا المهرجان يؤكد مدى حاجة الشباب وتعطشهم لهذا الفن في المدينة المقدسة”.
تابعت: “يسعى مركز يبوس الثقافي إلى فتح آفاق أخرى أمام الشباب المقدسي للحفاظ على هويتهم وتراثهم، من خلال مجموعة من البرامج، منها تنظيم زيارات للقرى المهجرة في مدينة القدس والتقاط صور لها وتنظيم معارض لهذه الصور، إضافة إلى إتاحة المجال لاقامة معارض فنية لعدد من الفنانين الشباب”.
وقالت: “كنا نستعد لإقامة هذا المهرجان نهاية العام الماضي وتأجل افتتاحه لأكثر من سبب، آخرها الطقس العاصف الذي اجتاح المدينة، ولكن كان لدينا الإصرار والتصميمم على إقامته”.
وفي كلمة قصيرة له في حفل الافتتاح قال جون روتر، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، إن الاتحاد قدم الدعم لهذا المهرجان لإيمانه بأهميته في الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني.
وتمتد عروض المهرجان حتى الثالث من مارس مارس تتخللها أمسية خاصة للفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنه تقدم فيها عرضا تراثيا خاصا بعنوان “يا ستي”.