بعد صراع مع المرض توفي في 26 فبراير في القاهرة الكاتب المصري المرموق سليمان فياض عن 86 عاما وعشرات الكتب في سير أعلام العرب وعلم اللغة والقواميس وتطوير قواعد اللغة العربية.
وقال اتحاد الكتاب في نعيه للكاتب الراحل إنه “برحيل… فياض فقدت الثقافة العربية واحداً من أهم الكتاب العرب، فقد أثرى المكتبة العربية بإبداعاته في القصة والرواية والدراسات اللغوية طوال خمسين عاماً”.
أضاف أن فياض “لم يكن كاتباً مهما فقط ولا حكاء أرخ للحياة الثقافية المصرية وحسب، لكنه كان مثقفاً رفيعاً وأحد التنويريين الذين حاولوا تقديم الوجه الصحيح للدين”منذ تخرجه في الأزهر حيث أصدر كتبا تتناول قضايا الثقافة الإسلامية.
ولد محمد سليمان عبد المعطي فياض في السابع من فبراير 1929 في قرية برهمتوش بمحافظة الدقلهية، وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1956 وعمل بالصحافة في مجلات: “الإذاعة والتلفزيون”، “البوليس”، “الشهر”، “إبداع”، فضلا عن عمله خبيراً لغويا فى مشروع تعريب الكمبيوتر لبعض برامج اللغة العربية لصالح شركات مصرية وعربية.
ومنذ نهاية الخمسينيات كتب فياض برامج وتمثيليات للإذاعة وكان أول من شجع السيناريست المصري أسامة أنور عكاشة (1941-2010) الذي كان يكتب القصة القصيرة في الستينيات، على كتابة الدراما التلفزيونية فأعد قصة قصيرة لعكاشة كسهرة تلفزيونية وهو ما أغرى عكاشة بخوض هذا الفن الذي أصبح من أبرز أعلامه في العالم العربي.
وبدأ فياض كاتبا للقصة القصيرة وأصدر مجموعات قصصية منها: “عطشان يا صبايا” (1961)، “وبعدنا الطوفان” (1968)، “أحزان حزيران” (1969)، “أصوات” (1972)، ترجمت إلى عدة لغات، “ذات العيون العسلية” (1992)، “أيام مجاور” (2009).
ومن كتب فياض عن أعلام العرب: “ابن النفيس”، “ابن الهيثم”، “ابن بطوطة”، “البيروني”، “جابر بن حيان”، “ابن البيطار”، “ابن سينا”، “الفارابي”، “الخوارزمي”، “الإدريسي”، “الدميري”، “ابن رشد”، “ابن ماجد”، “القزويني”، “الجاحظ” و”ابن خلدون”.
وله في مجال علم اللغة: “معجم الأفعال العربية المعاصرة”، “الدليل اللغوي”، “أنظمة تصريف الأفعال العربية”، “الأفعال العربية الشاذة”.
ونال فياض “جائزة الدولة التشجيعية” (1970)، “جائزة الدولة التقديرية في الآداب” من مصر (2002)، وجائزة سلطان العويس في الإمارات (1994).
وفي افتتاح معرض الإسكندرية للكتاب قال جابر عصفور، وزير الثقافة المصري، إن فياض “كتب رواية من أجمل الروايات بعنوان “أصوات”، وروايات عدة، وكنت أتمنى أن يكرم في حياته لكنه للأسف رحل ولم يحظ بالتكريم الذى يستحقه”. وأضاف أن المعرض الذي يستمر حتى 9 ارس ر “مهدى لروح سليمان فياض”.
(رويترز)