لهذه اللاجئة السورية، ابنة الـ 104 أعوام، قصة تختصر آلام أكثر من شعب، ونزاعات دموية قاتلة وعالماً بلا رحمة. المصور اليوناني ياسون أثاناسيادس التقط قصتها وصورتها بعدسته في مخيم “دوميز” للاجئين الأكراد في العراق.
كنه فادو كانت فتاة مسيحية – أرمنية عندما وصلت إلى محافظة الحسكة السورية عام 1915، عضلات رجليها اليافعتين تمكنتا من الصمود وإيصالها إلى بر الأمان بعد كيلومترات من السير الشاق، لكنها وصلت وحيدة. أكثر من مليون أرمني قضوا موتاً إما في مجازر جماعية أو خلال سلوكهم طريق النجاة من القتل، تساقطوا كأوراق خريف استعجلته قسوة الدهر.
في الحسكة الكردية السورية، تبنتها عائلة كردية مسلمة، وعاشت حياة متواضعة وأحياناً قاسية. لكن “الثورة السورية” واندلاع المواجهات المسلحة المتعددة الأوجه، دفعت بإبنها الى اتخاذ القرار الصعب بالفرار. حملها على ظهره وسار بها نحو مخيم اللاجئين، أعاد سلوك طريق أجداده.
وصلت بسلام، لكن يبدو أنها سئمت درب الجلجلة، أكان عثمانياً أم سورياً. “كل يومين تُطالب بالعودة الى منزلها في سوريا”، يقول إبنها لياسون. بعد قرن من الحياة الصعبة، شاء الدهر أن تعيش سنواتها الأخيرة في مخيم للاجئين.
******
KABARARMANI.COM