لـمناسبة إِدراجِ منظمةِ الأُونسكو الـزَّجلَ اللبنانيَّ على اللائحة التمثيلية لــ”تُراثِ البشريَّـة الثقافيِّ غيرِ المادِّيّ”، وهو أَوَّلُ عنصرٍ لبنانيٍّ يَدخُل هذه “اللائحة” العالـميّة، ولأَنّ الزَّجلَ تُـراثٌ لبنانيٌّ عريقٌ أَعلاماً وأَعمالاً، دَعا “مركزُ التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU) إِلى لقاء حول “الـزَّجَـل اللبنانيّ هُـويَّةٌ تُـراثـيَّة”، السادسة مساءَ الاثنين 2 شباط 2015 في القاعة 904 من كُلِّيَّة الإِدارة والأَعمال – مبنى الجامعة الجديد – الطابق الأَرضي، قريطم – بيروت.
يَفـتَــتِـح اللقاءَ ويُـنَـسِّــق مُداخَلاتِــه ومُحاوَراتِه مُدير المركز الشاعـر هـنري زغـيب، ويشارك فيه: الدكتور عدنان حيدر (“الزَّجل- بُحُورُهُ وموسيقاه”)، الشاعر جوزف أَبي ضاهر (“الغَزَل في الزَّجَل”)، والشاعر موسى زغيب في استشهاداتٍ مباشِرة ونماذج من أَنواع الزَّجل في لبنان.
إرث حي
وكانت منظمة الأونسكو سنة 1990 أقرّت “ضرورة البحث عن التراث الشفويّ لـحفظ إِرث البشرية غير الماديّ الحيّ أَو الـمُهدَّد بالزوال” وأَوصَت بــ”اتخاذ التدابير الضرورية لتأْمين استمراره وانتقاله من جيلٍ إِلى جيل”. وفي نهاية السنة المنصرمة 2014 أَدخَلَتْ الـزَّجلَ اللبناني تلك “اللائحة”.
وجاء في قرارها أَنه “نوعٌ من الشعر الشعبيّ اللبنانيّ الـمُلْقى أَداءً أَو الـمُغنَّى تأْديةً، فردياً أَو جَماعياً، في مناسباتٍ اجتماعيةٍ أَو عائليةٍ، وفي مبارزات شعرية مباشرة أَمام الجمهور، تتجلّى فيها جمالاتُ لبنان وما فيه من قِــيَــمٍ في السَماح والحوار بين الأَديان والفئات اللبنانية والحقّ في الاختلاف”.
وشدَّدَت الأُونسكو على أَنّ الزجل اللبنانيّ “صمَّامُ أَمانٍ ذو دورٍ رئيسٍ في المساعدة على تمتين التماسُك الاجتماعي”. ووَرَدَ في ختام القرار أَنّ “الــزَّجَل اللبنانيّ منتشِرٌ على جميع الأَراضي اللبنانية، ويُسهم في تنصيع الهُوية الثقافية واستدامتِها بين صفوف الشعب اللبناني”، وبهذه الصفة أَدخلَتْه الـمنظمة إِلى “التراث الحي في دول الأَبـيـض المتوسط”.
وجاء في الدعوة إلى هذا اللقاء أَنّ “هذا الفنَّ الذي يتفرّد فيه لبنان بعبقريةِ ارتجالٍ، ووَفرةِ أَنواعٍ، وتَعَدُّد أَوزانٍ، وإِبداعاتِ شعرائه وغِنى آثارِهم المطبوعةِ والمُوَثَّقةِ مسموعةً ومرئيةً، دُخولُهُ العالـميةَ حافـزٌ لإِدخاله مناهجَنا التربويةَ الرسميةَ، بنتاج شُعَرائه، ونَماذجَ أَظهَـرَ كنوزَها الأَخوان رحباني بأصوات فيروز ووديع الصافي وصباح ونصري شمس الدين، مادةً ركيزةً في الاختيارات ليَدخُلَ هذا الإِرثُ اللبنانيُّ الجميلُ صفوفَ أَجيالنا الجديدة، مثلما تَـنشأُ أَجيالٌ في العالم على تُراث بلادِها الحيّ الجميل”.