سُوغومون سُوغومون

الأديب جورج مغامس

في شارعٍ بِرلينيٍّ، في الشّهرِ الثّالثِ انتصفَ وبدرُه اكتملَ، منذ عقودٍ تسعةٍ عشَرة،
george mghamesشَهرَ الفتى المسدّسَ.. أطلقَ النّارَ..
سَقَطَ الدّسّاسُ الكبيرُ!

سُوغومون تِهْلِريان أردى طَلعت باشا.
أرداه وسْطَ النّهارِ.. وسْطَ الشّارعِ.. وسْطَ النّاسِ.. وسْطَ صمتِ «الغربِ» المريبِ..
أرداه شِلوًا على ذمّةِ «الرّجلِ المريضِ»..
أرداه أمثولةً.. شاهدًا للقاتلِ عند قبرِ القتيلِ!!
لم تكنِ الرّصاصةُ فولاذًا أو نحاسا..
من دمِ أمِّه كانت.. من دمِ بيتِه.. من دمِ شعبِه.. من ترابِ البلادِ الحبيبِ..
وكان لها صدى الأجراسِ تدحرجتْ من شاهقِ القبابِ…

**

مدوّيةً كانت،
شرّعت بابَ النّظرِ في جرائمَ منظّمةٍ نهبًا هدمًا حرقًا قتلاً نفيًا.. تحريضًا وتأليبًا وكَيْلَ اتّهاماتٍ خبيثة.. جنونًا يُبيدُ إبادةَ الطّوفانِ أو البركانِ…

**

وانعقدَ على الشَّتاتِ نزفُ الشّجرِ نزفُ الحجرِ .. نزفُ شقائقِ النّعمانِ.. نزفُ أوراقٍ تحكي حكايةَ مملكةٍ تداخلت على أنوالِها ألوانٌ من الشّرقِ وألوانٌ من الغربِ،
وبَرقَ سيفٌ من جبلٍ، على ذُراهُ يدُ اللهِ وظلُّ حمامةٍ بشّرت نوحًا بطيِّبِ الخبرِ..
كتبَ أيقونةَ القسَمِ والقدَرِ.. وَقْفًا منذورًا للأبدِ:
ننتصرُ لأمِّنا الأرضِ، للتّاريخِ أبًا عريقا..
نحصّنُ ثباتَ الحقِّ بثابتاتِ الحقائقِ..
نجلو الكرامةَ بإقرارِ أُمّةِ التُّركِ بما اقترفت أيديها الحميديّةِ..
نطهّرُ الذّاكرةَ من وباءِ سلطانِها الأحمرِ..
نَركُزُ في عينِ الشّمسِ رايةَ الهُوّيّةِ كلَّ النّقاءِ كلَّ البهاءِ،
وفي ضميرِ الدّنيا نكرّسُ بقمحٍ بخمرٍ وجهَ الأمّةِ الأرمنيّة…

**

سُوغومون سُوغومون
أيّها الفاتحُ الرّسولُ خطَّ أَلِفَ «القضيّة»،
تبارك اسمُك مِفتاحًا لأَلْفِ قضيّةٍ وقضيّة، في عالمٍ بلا قلبٍ يخترعُ لكلِّ يومٍ قضيّة..
تباركتَ قصيدةَ القدوةِ، تُنشَدُ في صحوةِ الشّعوبِ الظّليمة!!

زوق مصبح، 14 أغسطس  2014

اترك رد