الأديب أحمد الصغير

وقف على شرفة داره يتأمل جمال الطبيعة … فالبحر أمامه يروي حكاية حياة مستمرة لا تستقر على حال … الشمس أشرقت فأرسلت أشعتها الصفراء الدافئة في حركة يومية دائمة … استنشق جرعة هواء فامتلأ صدره ثم زفر فأفرغه … مرر كلتا يديه على صدره و بطنه … تمطط ، تثاءب ، ثم ابتسم ،،، فالكون أعلن عن ميلاد يوم جديد.

لم يكن بخاطره غير إعداد قائمة المدعوّين لحضور حفلة عيد ميلاده … فاليوم عيد ميلاده.

أعدّ ورقة وقلماً و بدأ بكتابة أسماء المدعوّين الأهم، فالمهم ثم الأقرب فالأقل قرباً … أنهى إعداد القائمة وعلى وجهه علامات الغبطة والابتهاج … فقد جهّز كل شيء لتكون حفلة ناجحة، رائقة و مسلّية … وهو الذي لم يلتق باصدقائه وصديقاته منذ أمد بعيد …

أحضر لحفلته نبيذاً ومرطبات وحلوى وشيكولاطة فاخرة … أعدّ لها سجائر راقية جداً ومأكولات خفيفة صنعها له أشهر وأعرق مطاعم المدينة.

عاد إلى شرفة داره ليلقي نظرة جديدة على العالم الخارجي ليرى من خلالها روعة الكون و سحر الوجود … وقف ، نظر إلى الشارع فاستغرب قلة الحركة فيه ، فلا مارّة و لا سيارات … توجّه بنظره ألى اوّل الطريق فرأى جمعاً من الناس يسيرون في سكون رهيب ويحملون على أكتافهم نعشاً كتب عليه … اليوم عيد ميلاده