الأديب أحمد الصغير
كعادته كل مساء، أعد قهوة علت رائحتها ارجاء المكان … فقهوته ممزوجة بقليل من قشر البرتقال تفقد علبة سجائره فقد لا يكفيه ما بقي فيها. جلس على كرسي مكتبه، وضع فنجان القهوة على يمينه وعلى يساره وضع علبة السحائر . رتب بعض الأوراق، و مزّق البعض الآخر ورمى به حيث سقط
وضع أمامه ورقة بيضاء، أمسك قلم الحبر الأزرق الجاف. القلم مكتوب عليه: صنع في فرنسا. فحكام هذا البلد مرتهنون بالكامل لدولة فرنسا ، يستوردون كل شيء من هناك. السيارات الفخمة، العطورات الراقية،الملابس الحديثة… و النساء لهم … و للشعب أقلام الحبر الجاف.
همّ بالكتابة فلم يجد برأسه شيء يستحق الكتابة، و أخذه الشرود الى هناك،الى فرنسا المستعمرة … بلد النور. هكذا لقبها العرب
لم يجد ما يكنب فأخذ يجرّ قلمه فوق الورقة البيضاء … يرسم خطا غير مستقيم، كالاخلاق … كاد الخطّ أن ينغلق ليصبح دائرة الاّ أنه وعند تلك النقطة رفع قلمه … رسم أمام تلك الفتحة الصغيرة سهما و كتب وراءه … من هنا يأتي الأمل .