الشاعر رمزت عليا
قل لــــــي بربكَ هل آويْتَ أحزاني
أم هل بكتْ في هسيسِ الفجر شُطآني؟
خُذني إليكَ وكلُّ العمْر أسفحــــُــــهُ
على دروبٍ وكانتْ بعضَ عُنواني
قد كنتُ أصغي إلى همْسِ الشفاه هوًى
وتحضنُ الشمسُ آهاتي وألـــــواني
نذرتُ نفسي إلى هدْبٍ سأسكنهُ
كالـــطّير في ظلِّ أوراقٍ وأغصانِ
يا سيدي لا خريفُ العمْرِ يُتعبني
ولا مشيبُ ذؤاباتي سينهـــــــاني
وهل يعابُ سنا نجــــــــــمٍ بليلتهِ؟
أم هل يخافُ حمامُ الحقل إحساني؟
وهل لقلبيَ نفعٌ إن سهَا وهفا
أو تاهَ عن حبّه في دوحِ بُستانِ؟
إن الخريفَ تباشيرٌ لممطـــــــرةٍ
من فيضِ غيْثٍ وأمطارٍ ستهواني
يا قلبُ فارشفْ نبيذَ الحبِّ من شفةٍ
لمياءَ في ظلِّ أنداءٍ وأحـــــضانِ
واطرقْ فضاءَكَ لا أفقٌ يحدّدهُ
وكنْ رنيماَ علـــــى أنغامِ تحنانِ
أوتارُ عودك فاحفظْ فيك نغمتَها
والنايُ في نوحهِ ترديدُ إنسانِ
لا تجعلِ الحُزنَ في دربٍ تمرُّ بهِ
بل فاصنع الحبَّ نبراساً لأكوانِ
قلبُ المحبِّ بريءٌ من تقوّلِهم
يا مكمنَ الصدقِ في أصْداءِ خلان
فهْوَ العطاءُ كفيْض الزّهر في ألََقِ
كم ينثرُ العطرَ في أنداءِ ولهان!
كم يلثمُ العاشقونَ الوردَ في شغفٍ
هل عائبٌ حمَقاً في طيب ريْحانِ؟