“حامل الوردة الأرجوانية” جديد الدكتور أنطوان الدويهي مواجهة بين كاتب وطاغية

sajnيصدر الدكتور أنطوان الدويهي قريباً رواية  جديدة في عنوان “حامل الوردة الأرجوانية” (إصدار مشترك عن “الدار العربية للعلوم” و”دار المراد”)، تتمحور  حول قصّة اعتقال كاتب وسوقه ليلاً الى سجن “حصن الميناء” وهي قلعة بناها المماليك قبل سبعمئة عام لمراقبة البحرعند هذا الشاطىء. في ما يلي مختصر عن الرواية وفصل منها في عنوان “تلك الليلة”، ونبذة عن الدكتور أنطوان الدويهي.

 تسعى الرواية الى إدراك سرّ الاعتقال الذي كان بمثابة المفاجأة الكبرى واللغز المُحيّر لكل محيط الكاتب العائد قبل خمس سنوات من هجرة طويلة الى بلاد الغرب, وهو في نظر الجميع مثال الرجل الهادىء، المسالم، المقيم في عالمه الخاص، الذي لا تشوب حياته شائبة. والمحاولات الكثيرة لمعرفة سبب اعتقاله “الأشبه بإلقاء القبض على عازف الأرغن” لم تصل الى نتيجة.

هل اعتقاله هو تأكيد لما كانت تردّده والدته على مسمعه في العديد من الأحيان بأن “لا تخشَ شيئاً، فما يخشاه المرء يقع فيه”، وهي كانت تقولها بحسّ العليمة بدواخل نفسه، وبقلق الخائفة عليه من مصاعب الحياة؟ ومع انه لم يكن يخشى الاعتقال، فهو كان على الدوام ومنذ مستهلّ ذاكرته، شديد التعلّق بحريته، وهي سمة  غالبة على ذاته الأعمق، ونابعة من المناطق القصيّة في وجدانه وفي لاوعيه، حيث يُحفَظ ما يشعر انه جوهره.

تدور الأحداث التي لا تكلّ لمعرفة سبب الاعتقال، في غرفة السجن وانطلاقاً منها، وهي خالية من النوافذ، لها كوّتان مستديرتان عاليتان يتعذّر الوصول اليهما، وجدرانها الباهتة عارية من كل شيء إلاّ من صورة الطاغية المثُبِت نظره على السجين طوال الليل والنهار. وهو يبدو في هذه الصورة في الخمسيات من عمره، مرتدياً بزّته العسكريّة، أي قبل نحو ثلاثين عاماً، حين وصل إلى الحكم إثر المقتلة الشهيرة التي سفك فيها دماء صفوة رفاقه، وقد ارتسم على شفتيه ما يشبه الابتسامة.  الطاغية وجهاً لوجه مع الكاتب في الغرفة المغلقة، وفي الخارج البحر.

 وتتوالى الرواية كنهر ليلي متدفّق يمتدّ فوقه مثلما فوق البلاد، شبح الاستبداد، ويلفّه هاجس فقدان الحريّة، تخرج منه وتعود اليه سواقٍ كثيرة، مندمجة بعمق في مجراه، عن ذاكرة الهجرة، وعن الإبحار بين العالمين، عن الهيام الطويل بآنّا الذي انتهى وحُبّ رانيا الذي بدأ، عن الأم البالغة الخامسة والثمانين، عن دمار الطبيعة والمشاهد المُثقلة بالجراح، عن قاتلي الجسد وقاتلي الروح، عن اليقظة المأسوية للتاربخ، عن غرائب الأقدار وأسرار الفراق, وعن مسارات الزمن والموت.

sijn-11

تلك الليلة

كان الوقت تخطّى قليلاً الثانية بعد منتصف الليل حين سمعتُ وقع تلك الخطى على الدرج الخارجي. لم أتبيّن ما هي للوهلة الأولى بسبب الطقس العاصف والمطر المنهمر بلا انقطاع منذ مطلع المساء. من زمان اعتدتُ السهر المتأخّر بينما ترقد والدتي في غرفتها، في بيتنا الفسيح المبني بالحجر، الذي يعلوه قرميد أحمر، وتحيط به حديقتان، حديقة صغيرة من السنديان والصنوبر الساحلي، وحديقة فسيحة من البرتقال والرمّان واللوز، تعزله بسورها العالي عن جواره. يشرف البيت، جهة الشرق، على سهول الزيتون المترامية وفوقها جبل المكمل المغطّى بالثلوج، وجهة الغرب، على وادي نهر جوعيت، المرتسمة في أفقه قلعة صنجيل ثمّ البحر. يبدو بيتنا وحديقتاه كواحةٍ خيالية في محيطٍ مشوّه بمختلف أشكال البناء الهجين، وقد اجتاح الاسمنت معظم أنحاء البلدة التي فقدت هويتها المعمارية وانحسرت حدائقها، الواحدة تلو الأخرى، إلى حدّ الزوال. ويستغرب معظم الناس احتفاظي بهذا المنزل الكبير وحديقتيه، التي أتتني من طريق الوراثة، وتركي لها كما هي عليه منذ  أكثر من قرن، بينما بإمكاني استثمارها في مشاريع بناء تدرّ عليَّ أموالاً طائلة. ومع أنهم لا يعرفون الكثير عن كُتبي، فهم يكنّون لي المودّة، ويحرصون على التعبير عن تقديرهم لي حين أجتاز شوارع البلدة لأمرٍ ما. ويؤلمني أن لا أستطيع نقل رأيي إليهم في شأن البيت والحديقتين وسوى ذلك من مسائل تثير تساؤلهم. فماذا تراني أقول لهم؟ هل أقول إن كلّ هذه الأبنية التي أجهدوا أنفسهم في تشييدها منذ ربع قرن، هي في نظري خراب بخراب؟ وإن شجرة سنديان أو صنوبر واحدة هي في عرفي أهمّ بما لا يُقاس من بناء شاهق؟ هل أحدّثهم عن مدى غبطتي وتأثّري، لأن حديقتيََ أصبحتا ملجأ الطيور الأخير، وكم أشعرعميقاً بها ليس فقط وأنا أصغي إلى تغريدها الحي وهي تستقبل النهار وتودّعه، بل أيضاً وخصوصاً حين تكون راقدةً على الأغصان في ظلمة الليل، تحت السماء المرصّعة بالنجوم، أو في مهبّ الأمطار والعواصف، وأني لم أعد أتخيّل حياتي من دونها؟ وقبل ذلك كلّه، كيف تراني أنقل الى الآخرين شعوري بأن هذا البيت ليس لي وحدي، بل هو ملك كلّ الذين عاشوا فيه من أهلي على مرّ الزمان، وبأن تعلّقهم به وبحديقتيه لا يزال موجوداً وإن فارقوا الحياة؟ فمن قال إن المشاعر تزول مع أصحابها؟

لا يمكن أن يأتي أحدٌ لزيارتي في هذا الوقت المتأخر، لذلك لم أتبيّن للوهلة الأولى وقع الخطى على الدرج الخارجي في الليل العاصف. كنت جالساً قبالة النافذة التي أضحت مسرحاً شاسعاً للبروق والرعود، وكنت غارقاً، مثل كلّ ليلة، في هذا السيل من الأحاسيس والصور والأفكار الذي يفيض في نفسي حين يعمّ السكون والظلمة ويحلّ الرقاد على الكائنات، وأبقى أنا المستيقظ الوحيد. خصوصاً عندما تهبّ الرياح ويهطل المطر، فأغوص أكثر في داخلي ولا أعود أشعر بما يحدث حولي. لم أدرك وقع الخطى إلاّ حين اقتربتْ واشتدّتْ، تلاها طرقٌ على الباب أفاقني فجأةً من غفلتي.

في اللحظات التي سبقت ذلك، كنت أستعيد مشاهداتي وأنا أتنزّه قبل يوم على شاطئ النخلتين. فما إن هدأ المطر قليلاً حينذاك وحلّ بعض الصحو، حتى قصدتُ الشاطئ. لم يكن من متنزِّه سوايَ. أعجبُ من الناس في المدينة البحرية كيف يختفي كلّ أثرٍ لهم على طول الشاطئ، ما إن تنطلق الريح ولو خفيفة. كان هناك هذه المرّة شخصٌ واحد هو بائع الفستق الذي التقيته واقفاً وراء عربته، مُشعِلاً مدخنتها في انتظار لا أدري أيّ مارّة. رجلٌ كهل، نحيل القدّ، أسمر البشرة، مُديراً ظهره إلى البحر أمام المرفأ الصغير. قلت في قرارتي: كم هذا الشخص بعيد عني، وكم الهوّة عميقة بين عالمه القائم على عربته وفستقها ومدخنتها وانتظاره مرور عابري السبيل، وعالمي الموصول بهواجس البحر وأسرار العاصفة واشتعال الأفق، في ما يشبه الاحتفال الكوني في داخلي وأنا أسير وحيداً على هذا الشاطئ. لكني ما إن ابتعدتُ قليلاً عنه حتى ارتفعتْ فجأةً من مذياعه أغنية “ليه يا بنفسج؟”، التي بدا أنه يحبّها كثيراً ويصغي إليها بتأثّر، والتي أحبّها أنا أيضاً، وقد ملأت أنحاء المكان. شعرتُ كم أصابت الأغنية في تلك اللحظة نفسي، كما أصابت نفسه، وكم وحّدت بيننا. فكيف يكون بائع الفستق غريباً عني إذا كنا كلانا نحبّ هذه الأغنية؟

 ثم انتقلتُ في تفكيري الليلي إلى الوقت الذي بدأ المطر ينهمر فيه على الشاطئ، حين هرعتُ إلى مقهى “الشراع الأبيض” الذي كان خالياً من الروّاد، وجلستُ في مكاني المعتاد قبالة البحر. كان المطر يهطل غزيراً على بلّور النوافذ الفسيحة والريح تلوي بشدة رؤوس الأشجار. حينئذٍ تذكّرتُ آنّا، وانتابني سرّ فراقها. تساءلتُ: كيف يصبح الفراق ممكناً، وكيف نقبل به؟ كيف لا أعرف شيئاً عن آنّا، ولا تعرف عني شيئاً كلّ هذا الزمن؟ كيف أعيش في عالم – وهذا المشهد البحري جزءٌ منه – لا علاقة له ولناسه بعالمها، وتعيش هي في أمكنةٍ لا أدركها، ومع بشرٍ أجهل مَن هم؟ كيف يمكن ذلك؟ هي، هذا الكائن الذي اندمج عميقاً في جسدي وروحي، واندمجتُ عميقاً في جسده وروحه، كلّ تلك السنين. شعرتُ أن قبول الفراق، هو المقدّمة الكبيرة، غير المُدرَكة، غير المرئية، لقبول الموت. ذاك الذي أمضى ردحاً من عمره في بيت صباه، في ذلك الحي، في تلك الطريق الأليفة المُظَللة، والذي يمرّ اليوم  بهذه الأنحاء من دون أن يلتفت إليها، كأنّها لم تكن. وتلك التي لم ترَ أختها ولم تكلّمها منذ عشر سنين، وهي تعيش في مدينةٍ أخرى لا تبعد عنها أكثر من مئتي ميل، مع أن لا أخت ولا أخاً ولا أقارب لها سواها، ومع أنها لم تختلف يوماً معها. عندما حلّ ذاك المصاب وأضحتْ وحيدة، حاولنا وصلها بأحد أترابها، فلم يكن لها في الدنيا إلا تلك الأخت التي تحدّثتْ للمرة الأولى معها وهي لا تعرف عنها شيئاً. حالات كثيرة أخرى أشدّ وقعاً وقسوةً. إنه الفراق الرهيب، البسيط، العادي، اليومي، بلا ألم، ولا تمزّق، ولا توقّع، ولا انتظار. ليس الفراق المأسوي، المعذِّب، البشري، النبيل، بل فراق اللامبالاة، الذي فيه ما فيه من الرضوخ والنسيان الحيوانيين، اللذين تأباهما الروح. الفراق الممهِّد للموت.

ثم تذكّرتُ كيف بعد حين، دخل المقهى رجلٌ وامراة لم يكونا في مقتبل العمر، بلّلهما المطر، وقد أمسكا الواحد بيد الآخر بخفر. جلسا هما أيضاً قبالة البحر، يداً في يد. قلت لنفسي إن الفرق العميق بيني وبين فؤاد، الذي زارني ذلك اليوم، أني حين أنظر إلى هذين الرجل والمرأة، أفترض حكماً، وبصورة بديهية ولاشعورية، أن علاقتهما وثيقة، عميقة، متينة في وجه كلّ ما هو سواهما. أما هو، فينظر إليهما وهو يفترض على نحوٍ بديهي وتلقائي ولاشعوري أيضاً، أن هذه اليد في اليد مشوبة باحتمالات التفسّخ، وربما الغموض، وربما الرياء، وبالتوجّه شبه المؤكّد نحو الانفصال. هذا ما فرّق أحدنا عن الآخر على الدوام، وما لم أكن أعيه من قبل. إن نظرتي ونظرة فؤاد إلى هاتين اليدين المتشابكتين، المبلّلتين بالمطر في المقهى البحري، تفسرّان وتختصران كلّ تباينات شخصينا وحياتينا.
تماماً قبيل سماعي الطرق على الباب، أخذني تفكيري إلى الكتاب الذي يراودني منذ مدة، وهو يدور حول شخصية أسمّيها “سيّد الروح”، تنعكس على نفسه، أكثر من أيّ نفسٍ أخرى، انهيارات التاريخ ومآزقه، وهواجس المرحلة وآفاقها، حيث تلتقي ذاته المدركة، المتألمة، بالذات الجماعية وتصبح مرآتها الوحيدة.

اشتدّ الطرق على الباب، الذي بدأ خافتاً، عميقاً، وسط أصوات العاصفة، ثم ارتفع وتسارع بتصميمٍ وإلحاح كبيرين. نهضتُ من مكاني سائلاً: “من الطارق؟”. أجابني صوتٌ أجهله: “رجال الأمن”. فتحتُ الباب، ووجدتُني أمام ثلاثة رجال ألقوا عليَّ التحية وقال لي مَن يتوسّطهم: “قائد المنطقة يريد لقاءك”. كان شيئاً طاغياً كالقَدَر استسلمتُ له كمَن يرمي بنفسه في نهرٍ مظلم.

مرّ عليَّ أسبوعان قبل أن أعلم أين أنا، كانا هما الأصعب منذ توقيفي. عند وصولي ليلاً معصوب العينين، أبلغني آمر السجن أني لن أوضع في زنزانة بل في إحدى الغرف، في انتظار أن يتمّ استجوابي ويتقرّر مصيري. أدركتُ بعد ذلك أني معتقل في “حصن الميناء”، فارتاحت نفسي قليلاً إلى المكان الذي لم أكن أتخيّله سجناً قطّ. في كلّ مرّة كنت أتنزّه فيها على شاطئ النخلتين، كنت أرنو من بعيد إلى “حصن الميناء” القائم على طرفه الشمالي. إضافة إلى المشاهد الطبيعية، لا سيما البحر وخلجانه وجزره وطيوره وأشجاره، كان هذا الحصن من المعالم البشرية النادرة التي يتّجه إليها نظري في هذه الأنحاء. إنه الرابط الوحيد مع الماضي الأقدم، إذ بناه المماليك قبل نحو سبعمئة عام من ضمن سبعة أبراج على طول الشاطئ، لردّ هجمات الصليبيين بعد هزيمتهم وتراجعهم إلى جزيرتي قبرص ورودس، وقد اندثرت كلّها على مرّ الزمن ما عداه.

يغلب عليّ الظنّ أن غرفة اعتقالي كانت مركزاً لمراقبة البحر. ليست هي فسيحة ولا ضيّقة، سقفها على شيء من الارتفاع، في أعلاها كوّتان مستديرتان يتعذّر الوصول إليهما من دون سلّم، ويتألف أثاثها من سرير حديدي منخفض وطاولة وكرسيّ خشبيين وخزانة صغيرة. لا يضايقني شيءٌ في ذلك، فأنا لا أحبّ كثرة الأثاث وأفضّل الأمكنة شبه الخالية منه. لكن ما يعذّبني في هذة الغرفة أمران: خلوّها من النوافذ أوّلاً، وهذا ما لا طاقة لي على تحمّله إذ يصيبني بما يشبه الاختناق. فطالما اخترتُ أماكن سكني وفقاً لنوافذها وما يرتسم فيها، قبل كلّ اعتبار. ثم إن جدران الغرفة العارية، الباهتة، التي فقدت ألوانها من زمان، لم تكن لتزعجني هي أيضاً، لولا صورة الطاغية المعلّقة على الجدار قبالة سريري، وهو ينظر اليَّ طوال الوقت بلا انقطاع. يبدو في هذه الصورة في الخمسينات من عمره، مرتدياً بزّته العسكرية، أي قبل نحو ثلاثين عاماً، حين وصل إلى الحكم إثر المقتلة الشهيرة التي سفك فيها دماء صفوة رفاقه، وقد ارتسم على شفتيه، لا أدري لماذا، ما يشبه الابتسامة. رغم دخول الطاغية عامه الثمانين, فهذه الصورة، بحجمٍ ضخم، هي نفسها على الأرجح التي تستقبل المسافرين في مطارات بلاده، وقد وصفها لي مراراً الذين مرّوا من هناك. ومجرّد وجودها في هذا السجن، يدلّ على مدى توغّل شبح الاستبداد داخل أرضنا، ومدى استخفافه بسلطة حكّامها. ومثلما تهمّني النوافذ وما تطلّ عليه، فإن لديَّ رغماً مني، حساسية مفرطة إزاء الأشياء المحيطة بي في الداخل، خصوصاً الصور. إلى حدّ أنه يصعب عليَّ النوم في غرفٍ لا أرتاح للّوحات التي تزيّنها. وكم كانت آنّا تهزأ بي بتحبّب حين كنا نرتاد خلال رحلاتنا الفنادق، في المدن التاريخية أو على ضفاف البحر، وأقوم أحياناً قبل النوم بإنزال اللوحات عن الجدران وإخفائها في الخزانة، ثم إعادتها إلى أماكنها في اليوم التالي. فكيف لي الرقاد في هذه الغرفة المحكمة الغلق، الخالية من النوافذ، مع صورة الطاغية المحدّق فيَّ، التي لا أجرؤ على نزعها.

إن غياب النوافذ وصورة الطاغية، وأبعد من ذلك، جهلي سبب اعتقالي وقلقي البالغ على مصيري، تخلق في داخلي اضطراباً عميقاً أجهد نفسي في إخفائه. ولولا قدرتي على الصمت وعلى العزلة، وما تحمله إليَّ زيارة أمي ورانيا كلّ أسبوع من عزاء، إضافةً إلى صوت البحر ومطره ورياحه، لأُصبتُ بالجنون.

prison

د. أنطوان الدويهي

 روائي وشاعر ومفكّر لبناني, أستاذ جامعي في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية(علم الحضارات المقارن). انتقل من مسقط رأسه في شمال لبنان الى بيروت لإتمام دراسته الجامعية حيث حصل على الإجازة التعليمية في اللغة الفرنسية وآدابها، وعلى الإجازة التعليمية ثم الجدارة في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية, حصل بنتيجتها على منحة تفوّق للتخصّص في الخارج, فأكمل دراسته العليا في باريس حيث حاز دبلوم دراسات عليا, ثم شهادة الدكتوراه في الأنتروبولوجيا, من جامعة السوربون آخر عام 1979. بقي في باريس حتى اواسط التسعينات حيث كتب في الصحافة اللبنانية المهاجرة وشغل رئاسة قسم الدوليّات في مجلة ” النهار العربي والدولي” لصاحبها غسّان تويني, وفي مجلّة ” المستقبل” لصاحبها نبيل خوري.

 خلال المرحلة الباريسية, وبعد عودته الى لبنان قبل نحو عقدين من الزمن, انصرف الدويهي الى الكتابة الأدبية, كما مارس التعليم في الجامعة اللبنانية خلال ستة عشر عاماً, لا سيما في مادتي الأنتروبولوجيا وسوسيولوجيا الآداب والفنون.

صدرت له عن “دار النهار للنشر” في بيروت الأعمال الأدبية الآتية: “كتاب الحالة” (١٩٩٣)، “حديقة الفجر” (١٩٩٩)، “رتبة الغياب”(٢٠٠٠)، “الخلوة الملكية” (٢٠٠١), و”عبور الركام” (٢٠٠٣).

 وفي المجال الفكري ، صدرت للدويهي باللغة الفرنسية الأعمال الآتية: كتاب “الطباعة في لبنان والمشرق. مقاربة سوسيو- ثقافية” (“دار صادر”، بيروت، 2004) ، الاشراف العلمي على الكتاب الموسوعي “أربعة قرون من ثقافة الحرية في لبنان. القرن السادس عشر- القرن العشرون ” (شمالي أند شمالي، بيروت، ٢٠٠٦ ) ، كتاب “مجتمع زغرتا. البنى الاجتماعية- السياسية للجبل اللبناني. 1861- 1975” ( دار غوتنر، باريس، 2010) . اضافة الى مجموعة ابحاثه الأكاديمية, ومئات المقالات.

sijn 3

اترك رد