“مركز التراث اللبناني” في “اللـبـنانية الأميركية”: “مرايا التراث” جزءاً سابعاً في ثماني ندوات

logo“اثنَتَا عشْرةَ سنةً من عمر “مركز التراث اللبناني” ولا نزال في المطالع. سبعةُ أَجزاء من “مرايا التراث” ولا نزال في المقدمات.
موسماً بعد موسم، نجترح الندَوات واللقاءات والأَنشطة التراثية، وكلما توغَّلْنا في كنوز تراثنا اللبناني اسَّاقَطَت من فضائه نجومٌ شهيةٌ تُغري بالتَّوَغُّل بعدُ صوب اكتشاف أَبعادٍ تَحسُرُ عن ماضٍ وأَيدٍ مباركةٍ وعقولٍ ناصعةٍ زرعَت لنحصُدَ ونتّعظ.
في هذا الجزء السابع من الــ”مرايا” صفحاتٌ مُـمتعةٌ تتعاكس فيها المرايا فتــتلاقى الوجوه بالنتاج بالإِرث، ويكون كنزٌ جديدٌ للبنان الفريد بكنوزه.

ما أَوسعَه هذا التراث، وما أَغناه في تَــنَــوُّع أُصوله وأُصَلائه. لكأَنه المدى كلما قطَفْنا فيه فاصلةً أَشرقَت منه فواصل.
رسالتنا في “المركز” أَن نُواصلَ حَسْرَ الزمن عن وجه تراثنا البهيّ حتى يَشُعَّ وجهُهُ جليّاً نقيّاً لائقاً بوجْهِ لبنان”.

بهذه اللمحة قدّم مدير “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية الشاعر هنري زغيب للجزء السابع “مرايا من تراث لبنان” الصادر حديثاً عن منشورات “المركز” في 240 صفحة حجماً وسطاً، يضمُّ اللقاءات الثمانية التي نظّمها “المركز” في الموسم الماضي 2013-2014 مع نصوص المحاضرات ووثائق وصُوَر رافقت عرض الـمُحاضِرين، ونماذج مما صدر عن تلك الندوات في الصحافة اللبنانية.

في مقدمة الكتاب لرئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا أنّ “أهمية هذا المركز في الجامعة تكبر خصوصاً في هذا الزمن الذي نمر به، وتمر به البلاد من صعوبات على غير صعيد، ما يتطلّب من جميع المخلصين التضافر في الجهد والتنفيذ لإبقاء الأمل في القلوب والعزم في العقول. وهذه ليست رسالة المركز وحسب، ولا رسالة الجامعة وحسب، بل رسالة لبنان الحضاري الذي يجب أن نحافظ عليها في كل ما نأتيه من أعمال، كي لا تخترقنا الأحداث التي تُلهب الجوار من حولنا، وقد تسعى إلى إضرام اللهيب في ربوع لبنان. لذا علينا التمسُّك بتراثنا وتاريخنا وهويتنا وشعبنا المقيم والمنتشر، كي لا نصبح من شعوب الشتات. وهنا أهمية “مركز التراث” في الجامعة اللبنانية الأميركية لمواصلة الدور والرسالة في خدمة الوطن والحضارة اللبنانية. لذا تدعم الجامعة “مركز التراث اللبناني” فيها وتؤكّد على دوره في مجتمع الجامعة وفي المجتمع اللبناني عموماً، ليخلق الجوّ السليم بمتابعة الإرث اللبناني والحفاظ عليه”.

في هذا الجزء الجديد نصوص ثماني ندوات عقدها “المركز” بين تشرين الأول 2013 وحزيران 2014، وما رافق النصوص من وثائق وما صدر عنها في الصحافة اللبنانية.

الندوة الأولى كانت عن الشاعر عبدالله غانم شارك فيها الشاعر شوقي بزيع والمحامي الكاتب ألكسندر نجار والرئيس غالب غانم وجهاد الأندري قارئاً من قصائد الشاعر، ورافقها معرضٌ موسّع جمع منتخبات من متحف مركز عبدالله غانم الثقافي في بسكنتا حيث أغراضه ومخطوطاته ومؤلفاته ونسخ من صحيفتَي “صنين” و”الدهر”.

الندوة الثانية كانت عن العنبر اللبناني كنزاً فريداً بقدمه في العالم، قدّمها العالـم الدكتور داني عازار وتداخل فيها الدكتور جورج طعمة عن أهمية العنبر في بلادنا، والمخرج فيليب عرقتنجي عن علاقة العنبر اللبناني بالفيلم الأميركي “جوراسيك بارك”.

الندوة الثالثة كشفت كيف أن تاريخ لبنان لا يكتبه المؤرخون بل اللبنانيون في جمع تراث قُراهم وبلداتهم، أعدّ لها وقدّم مضمونها الدكتور أنطوان مسرّة وشارك فيها نقولا الفتى عارضاً تراث كفرشيما، ومايا كنعان سعد تراث حمانا، وكامل جابر تراث النبطية والجنوب، وأنطوان سلامة تراث زوق مكايل بلدة المتاحف الثلاثة.

الندوة الرابعة استحضرت ذاكرة السينما اللبنانية من خلال ملصقات أفلامها كما جمعها الناشر عبودي أبو جودة، شارك فيها المخرج جورج نصر عارضاً صعوبات فيلمه “إلى أين؟”، وإميل شاهين عارضاً لمحة عن أبرز محطات السينما اللبنانية، ومحمود زيباوي عن أبرز الأفلام في مطالع السينما اللبنانية بين 1946 و1966.

الندوة الخامسة طرحت موضوع القطار في لبنان وتاريخ السكك الحديدية ومحطاتها، عرضه المخرج الياس معلوف منذ صفارة أول قطار في لبنان سنة 1895 حتى سكوت الصفارة وهجران السكك الحديدية سنة 1976، وما زال لبنان حتى اليوم بدون قطار وبدون سكك. وعرض معلوف وإدي شويري مشروع متحف القطار في لبنان، وتداخلت سارة ياسين وياسمين معكرون بو عساف حول الموضوع ذاته.

الندوة السادسة فتحت الحنين على ذاكرة بيروت في لقاء ثنائي التقى فيه الباحث نادر سراج أضاء على كتابه “أفندي الغلغول – شاهد على تحوُّلات بيروت خلال قرن 1854-1940” وانطلق منه ليبحث في دور المرويات الشفوية في تشييد الواقع الاجتماعي، ثم عرض المحامي عبداللطيف فاخوري ملامح ونوادر وطُرفاً وأخباراً وأحداثاً وروايات ومرويات من تراث بيروت أيام زمان بين الراوي والحكواتي والمسحّراتي وتقاليد وشخصيات طريفة تراثية من أيام بيروت الغابرة.

الندوة السابعة أعطت لمحة معمارية عمرانية عن مراحل البيت اللبناني تاريخاً وهندسة وتأثرات، مع المهندس المعماري أنطوان لحود متخذاً بلدته عمشيت نموذجاً، والمهندس المعماري أنطوان فشفش عارضاً بلدته دوما نموذجاً، إلى صور ومعالم من تراثيات بيروت المعمارية من مجموعة المهندس بهاء رفاعي، ولوحات عن بيوت بيروت القديمة بريشة مصطفى فروخ.

الندوة الثامنة الأخيرة كانت كشفاً على مقالات أمين الريحاني الأولى في مطلع شبابه في مطلع القرن الماضي (بين 1901 و1904) وجدها الباحث جان داية وجمعها في كتاب “كشكول الخواطر” (عنوان زاوية الريحاني الدورية في جريدة “الهدى” النيويوركية). وإلى رواية داية وقصة اكتشافه النصوص، تحدث في الندوة الدكتور لطيف زيتوني عن ثورة الريحاني عهدئذٍ وكيف لا تزال مادة لزماننا اليوم، وختم الندوة ناشر “السفير” الصحافي طلال سلمان في قراءة مقال الريحاني بعد 110 سنوات على صدوره.

وفي نهاية هذا الجزء السابع من “مرايا التراث” لائحة كاملة بمنشورات “مركز التراث اللبناني” وهي بلغت حتى اليوم 15 كتاباً أكاديمياً تراثياً جامعاً.

*****

(*) الكتاب ليس للبيع، ويمكن الحصول عليه من “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية.

اترك رد