الجزء الثاني من “مغاور الوادي المقدس” تاريخ الوادي مصوّرا، وتحضير لمؤتمر علمي حولها

ضمن فعاليات السنوية الحادية عشرة لحديقة البطاركة، التي تنظمها رابطة قنوبين للرسالة والتراث برعاية وحضور wadi moukadas 111البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قدّمت الرابطة الجزء الثاني من “ثلاثية مغاور ومعالم الوادي المقدس”، الذي أعدّه الصحافي جورج عرب مع فريق من الفنيين بست لغات تقدمة وديع العبسي.

مضامين الكتاب

الأب أنطوان ضو، أمين الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين، تحدث عن الكتاب الجديد قائلاً: “يستكمل هذا الجزء ما ورد في الجزء الأول من نصوص وصور لمغاور ومعالم ومدافن وآثار عمرانية متصلة بتراث الوادي، ومنتشرة في أقسامه الجغرافية الثلاثة، الشرقي ناحية وادي مار اليشاع، والمتوسط ناحية وادي قنوبين، والغربي ناحية وادي قزحيا. هذا يشكل مسحاً ميدانياً شاملاً غير مسبوق لهذه المعالم والآثار.

وجد فريق الكشف فيها مدافن ومقتنيات الحياة البشرية وفخاريات وسواها. وصوّرها تصويراً فنياً، وأعد حولها نصوصاً وصفية بمشاهداته وموجودات هذه المعالم. واستند المؤلف جورج عرب الى مراجع تاريخية أبرزها ما كتبه البطريرك الدويهي عن الوادي المقدس، ودراسات المطران ناصر الجميل، والأب يوحنا صادر وسواهم، الى سجلات وأرشيفي بكركي والديمان. فجاءت النصوص جامعة بلغة أدبية وجدانية شيقة الوصف الطبيعي للموقع، والمعلومات التاريخية بشأنه، واحصاءات تضيء على تراث الوادي البشري والاقتصادي والعمراني”.wadi moukadas 111- 2

وتابع الأب ضو: “ذهب المؤلف والفريق المعاون الى بيوت الوادي القائمة في مقارنة لموجوداتها وبعض موجودات المغاور القريبة منها. فقد تم كشف وتحديد المغاور المعروفة بمغاور أطباق الحرير، التي كانت تستعمل لاحتضان أطباق دودة القز لاستيلاد الحرير. وتمّ العثور على نماذج من هذه الاطباق وعلى الآلة البدائية المعروفة ” بالمنكلة” التي كانت تستعمل لطحن ورق التوت وتغذية ديدان القز وتطوير انتاجها.

أورد الكتاب مضامين سجلات الكرسي البطريركي في الديمان التي أشارت إلى أن الانتاج بلغ سنة 1904 في وادي قنوبين 4644 كلغ، وإلى أن هذا الإنتاج قد توقف أواسط سبعينات القرن الماضي في بدايات الحرب اللبنانية.

هذا النموذج الإحصائي يضيء على الحياة الاقتصادية في الوادي، وعلى فرص تطويرها في سياق المخطط الذي وضعه البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لاحياء الحياة في قنوبين، مثلما يضيء نموذج موقع مدافن سيدة الكرم ومار سمعان على ماضي الحياة الراعوية وسجلات الرعية، التي هي في أساس احصاء سنة 1932 الرسمي”.

وأضاف: “تشكل منطقة برزو أبرز مناطق الوادي التي تحتضن مغاور ذات طابع استغواري مميّز وفيها صاعدات وهابطات وترسبات مائية متحجرة رائعة الاشكال والالوان. وهي جديرة بالدرس والتعمق في جوانبها الاركيولوجية ولتحديد الحقبات التاريخية التي أقام الانسان فيها خلالها، ولا تزال بقايا الهياكل العظمية في بعضها، وبخاصة مغارة شخص العدرا، التي نرجح ان تكون مخبأ بطاركة قنوبين”.wadi moukadas 111-3

وختم: “هذا العمل غير المسبوق بشموليته ، الشاق المضني المبني على الايمان والعزم وتحمل المشقات والاخطار يمثل مادة جديدة تقتضي المزيد من الدراسات لاكسابها القيمة العلمية المتخصصة. ونشكر جهد المؤلف وفريق العمل المثابر، وعناية السيد وديع العبسي الذي يتبنى تكاليف هذا العمل، الذي يصدر تباعاً بمجلدات أنيقة فاخرة تستكمل بالجزء الثالث والاخير الذي يتناول بصورة أساسية معالم ناحية قزحيا. ويجري العمل حالياً لاعداد مؤتمر حول هذه المعطيات التي توافرت من خلال هذا العمل القيّم”.

العبسي

وديع العبسي، داعم هذا البرنامج من مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، حيّا البطريرك الراعي لعنايته الحثيثة بهذا المشروع الثقافي التراثي الاول في الكنيسة المشرقية، وأكد دعمه المتواصل لكل الجهود المطلوبة لابراز المزيد من الحقائق العلمية بأوجهها الروحية والتاريخية والطبيعية والبشرية في الوادي المقدس، ونشرها صفحات مضيئة من تاريخ المسيحيين في لبنان والمنطقة.

نوفل الشدراوي

رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي أكّد سعي الرابطة الى التنسيق والتعاون مع مختلف المرجعيات المعنية من وزارات وجامعات ودور علمية في لبنان والخارج، من أجل تنظيم مؤتمر علمي أول حول الارث الثقافي الذي تحتضنه هذه المعالم من مغاور ومحابس ومدافن ومعاصر وطواحين وسواها، هذا الارث الذي يشكل العنصر الاساس لهوية تجمع فرادة خلق الله وفرادة عمل الإنسان، ولهذا صنف الوادي منظراً ثقافياً لا طبيعياً في لائحة التراث العالمي.wadi moukadsas 111-4

البطريرك الراعي

البطريرك الراعي قال:  “ما يتحقق هو اسهام كبير في نشر تراث قنوبين، ونأمل في نشر هذا التراث وجعله ثقافة تتربى عليها أجيالنا من خلال المدارس والجامعات لاننا بدون هذه التربية لا يمكننا أن نضمن مستقبلاً واعداً”.

أضاف: “أريد ان أوضح أهمية ما تقوم به رابطة قنوبين للرسالة والتراث لجهة حماية الاغليين الايمان المسيحي والحرية، وهما العنوانان اللذان عاش لهما البطاركة حوالي أربعمئة سنة في الوادي المقدس. وختم الراعي شاكراً رابطة قنوبين وداعميها”.

*******

الصورwadi moukadas 111-5

1- نماذج من روائع ما يحمله الكتاب.

2- العبسي والشدراوي وعرب يقدمون النسخة الاولى المذهبة من الكتاب الى البطريرك الراعي.

3- بقايا الاوائل الذين عاشوا في المغاور والمحابس.

4- طبق من أطباق الحرير.

5- “المنكلة” آلة طحن ورق التوت لتغذية دودة الحرير.

اترك رد