تعرض غاليري Art on 56th في بيروت مجموعة لوحات للرسام التشكيلي السوري عبد الله مراد، أحد رواد التجريدية في العالم العربي (27 نوفمبر- 16 ديسمبر) تتميز بمفاهيم “الأرابسك” ومتأثرة بالفن التجريدي العربي، تغلفها الألوان بطابع من الشفافية التي تسمح للمتلقي بسبر أغوار روح مراد الهائمة بين أصقاع الوطن الممزق.
في لوحات مراد تتراكم الطبقات وتتآلف من خلال مزيج من المواد من بينها ورق الجرائد لإضفاء طابع ديناميكي عليها، يحركه التناقض في التعامل مع المساحات والتآليف غير المتناسقة وانطلاق ريشة الفنان إلى فضاءات لا محدودة، ربما هرباً من واقع أو بحثاً عن مساحات لا مكان فيها للبشاعات، تسرح فيها الذكريات من دون أن تقطعها مرارة اللحظات الموجعة والنازفة بمعاناة لا تنتهي.
ولد عبدالله مراد في حمص عام 1944، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 1970، وهو عضو في نقابة الفنون الجميلة في سوريا وفي اتحاد الفنانين العرب، ويعتبر أحد رواد الفن التجريدي العربي. نال الجائزة الأولى في معرض تحية إلى ميرو وبيكاسو في المركز الثقافي الإسباني بدمشق.
أقام معارض فردية في دمشق، بلغاريا، بيروت، حمص، وشارك في معارض جماعية وبينالات في تركيا والشارقة وجنيف وتونس، اسطنبول… تندرج لوحاته ضمن مجموعات عامة وخاصة.
قد يكون أسلوب مراد التجريدي الأجدر اليوم للتعبير عن الحال التي يمر بها العالم العربي والمشاكل التي تعترضه، لذا يبدو اهتمامه بالتكوين اللوني والتدرّج في المساحات اللونية ذات دلالات وانطباعات مؤثرة، يندمج فيها الإنسان بالطبيعة وتتسم بمهارة لم تفقد الفنان بعضاً من عفويته التي امتاز بها في مراحله السابقة.
يعزف مراد في لوحاته على وتر المشهد الإنساني المجبول بالقلق والخوف وحتى العشق، مستخدماً الألوان الصارخة أو “المتوحشة”، يكتب من خلالها مفاهيم جمالية حرة وتطويراً بصرياً مشتركاً بينه وبين الناس.
الناظر إلى اللوحات يشعر بأن الفنان في حالة نزف داخلي تجعله يبحث عن الإنسان في الأزقة الخالية والثياب الرثة والمنازل من دون سقوف… كل ذلك في عملية تفاعلية، الهدف منها تعزيز مفهوم جمالي يأخذنا بعيداً، حيث عالم الجمال والموسيقى ورائحة تراب الوطن الذي هجرته الحياة.
كلام الصور
1- لوحة من المعرض
2- الرسام التشكيلي عبدالله مراد
3- 4- 5- من المعرض