المطران العمّار تفقّد مخبأ بطاركة قنوبين: كنيستنا مدعوّة لاستعادة شهادتهم

ammarتفقّد النائب البطريركي العام المشرف على رابطة قنوبين للرسالة والتراث مخبأ بطاركة قنوبين في مغارة شخص العذراء المكشوفة أخيراً ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الذي تحققه رابطة قنوبين.

 رافق المطران العمّار، أمين الشؤون الثقافية والتاريخية في الرابطة المؤرّخ الأب أنطوان ضو، المنسق التنفيذي للمشروع الصحافي  جورج عرب، ومتطوعو الفريق الذي تولى كشف المغارة. وكانت جولة في طبقات المغارة الثلاث وفجواتها وسراديبها التي تشبه الانفاق المخابىء والأدراج الصخرية والجوانب المحتضنة الهياكل العظمية والجماجم ونبع وخزان المياه.

وشرح عرب مراحل كشف المغارة في سياق العمل لتحديد مخبأ بطاركة قنوبين، الذي أشار اليه المؤرخون اللبنانيون والرحالة الأجانب. وأوضح انّ الأب أنطوان ضو جمع كل النصوص التي تناولت المخبأ المذكور، واستناداً إلى هذه النصوص وما أوردته من دلائل على الدروب التي عبرها الرحالة الاجانب، وغالبيتهم قصدت دير قنوبين من ناحية دير قزحيا ومحبسة حوقا، كان تحديد المسافة الفاصلة بين المخبأ والكرسي البطريركي.

 أضاف: “كان المخبأ في المحلة المعروفة ببرزو المميّزة بمغاورها الفريدة. فقمنا بمسح شامل ودقيق لكل مغاور وكهوف هذه الناحية حتى توصلنا أخيراً الى مغارة شخص العذراء وفيها مخبأ البطاركة. وقد أوردنا الأدلة على كونها المخبأ بعد كشفها. وسوف يتابع العمل لتوثيق هذه الأدلة إعداداً لإصدار كتاب خاص بالمغارة المخبأ وانتاج فيلم عنها يستعيد لجوء البطاركة إليها في ظروف صعبة وقاسية من الاضطهاد”.

نزل المطران العمار ومرافقوه إلى الطبقة الدنيا حيث روائع الصاعدات والهابطات وطبقات الأملاح الكثيفة التي تغطي الحجارة بصورة لافتة وغير مألوفة، بالإضافة إلى جوانب اختلطت فيها بقايا العظام بالرمول واأاتربة. وقد أقام المطران العمار صلاة قرب المدفن الذي يحتضن الجماجم والهياكل العظمية. وقال: “زيارة هذه المغارة هي أولاً للاطلاع على ما نقله الينا متطوعو رابطة قنوبين للرسالة والتراث بعد كشفهم إياها. والصورة أصدق انباء من الخبر. إزاء هذه الصور الفريدة التي تجمع فرادة خلق الله وأثر يد الإنسان، نستعيد صوراً من ماضينا في سياق الجهد المبذول لرسم صورة الحاضر والمستقبل، نستعيد صور بطاركتنا وروحانيتهم النسكية وجهادهم للحفاظ على الأغليين الإيمان والحرية، وهذان أغلى وديعة تركوها لنا. لقد لجأ البطاركة إلى هذه المغارة ليمجدوا الله في بدائع خلقه الطبيعي وليكتشفوا وجهه أكثر وليتمكنوا من الانصراف إلى عبادته في مناخات روحية عالية .

 وتابع المطران العمّار: “كنيستنا مدعوة وسط التحديات الراهنة والتحولات المصيرية إلى استعادة هذه الروحانية فتجسد في سلوك أفرادها وهيكلياتها حياة الفقر والصلاة والتخلي، وكما انتصرت بهذه الروحانية على كل التحديات الماضية تنتصر أيضاً على التحديات الحاضرة”.

وأشار المطران العمار باغلاق باب المغارة المخبأ حالياً، لحمايتها وتنظيم دخول الزوار إليها من دون الإساءة إلى خصائصها ومع حفظ محتوياتها. بدوره قال  الأب أنطوان ضو إن المطلوب الآن قيام فريق علمي متخصص بإجراء الأبحاث الأركيولوجية والتاريخية المتعلقة بهذا الموقع الفريد داخل الوادي المقدس.

الصورة:

1- المطران العمّار داخل المغارة المخبأ

اترك رد