“ونبقى معه”… حكايات عمر وجهاد مقطوفة من قلب المعاناة (*)

بقلم: الأديب سليمان بختي

باسم مؤسسة سعاده للثقافة ومجلة تحولات مشرقية وباسم دار نلسن للنشر وباسم زملائي المنتدين وباسمي الشخصي ،أرحب بكم في هذا اللقاء المميز حول bakhtiكتاب “ونبقى معه” للأستاذ  حسن مرتضى. وفي العنوان الفرعي للكتاب “الزعيم في مدينة صور “. وهذا كتاب يبدأ بـ “كندى الفجر تهمي كلماته وينتهي بـ “لنعود ونجتمع كلنا هذه المرة في محاولتنا الثالثة والثابتة لتحقيق أعظم انتصار لاعظم صبر في التاريخ”.

هذا كتاب مختلف يدهشك في منتصف العمر. لا حجاب بينه وبين كاتبه ولا قناع. يشيل من الحياة ويحط على االورق. وحسن مرتضى في كل ذلك يحن حنيناً صادقاً الى كل صواب.

في هذا الكتاب ” كل حسن مرتضى” حكايات العمر، السيرة والجهاد، سجل حياته ومرآة عصره. فيه كل تلك القيم النهضوية التي تتجدد وتتجلى في الكلمات والمواقف والقضايا . وفي تقديم الآخرين وتكريمهم في غيابهم والحضور.

من قلب المعاناة الذاتية الموضوعية يسوق الينا حسن مرتضى أدباً جديداً مقطوفاً من اشجار الحياة وشؤونها وشجونها . وبجرأة وعفوية يقول حسن مرتضى كلمته ويتأمل زمن الزعيم. يقول حكمته ويتأمل بحر صور، ولا يزال يسبح في بحر صور ويصلي على النبي ويتذكر الرفاق والأصدقاء ، ويرعى احوال البساتين ويسرح شعر الحقول، ويبلسم جراح الامة. فالزمن صار عنده زمان القلب والعين والذاكرة والمواقف وليس زمان الساعات والتواريخ واللحظات العابرة.

كل هذه المعاني والصور والمشاهد دخلت الى قلب حسن مرتضى وعقله وفاضت كلمات وعبر. منذ التقى بسعاده الفكر وسعاده القدوة وسعاده الرمز تغير كل شيء في حياته وصار  يسابق نفسه مستعينا بالبذور التي زرعها الزعيم في طريقه فنمت وشبت ونضجت واختمرت على الوفاء والجهاد والكرامة . وببساطة وعفوية ادرك مرتضى ان القضية تساوي وجودنا وتحيي فينا ايماناً وصراعاً وعطاء حتى الانتصار . كل يوم في حياة حسن مرتضى هو دعوة لتحقيق التغيير، لمقارعة المستحيل، لمصارعة التنين، لاصلاح امر مائل او خطل زائل او موت عابر. وقف حسن مرتضى ضد موت المجتمع فشارك في كل شيء يحيه ويعليه وينهض به الى حركة جديدة وحياة أجود وقيم أعلى. رفض كل هذا الموت صارخاً نحن ابناء الحياة ولا نقبل باقل من الأفق وذروة الضياء وقبسات الفجر والندى.

واخيرا، ان تكتب يا صديقي حسن كلمات او ذكريات او تكريم او غياب او خطاب او كتاب ان تكتب في قضية او مناسبة او محاضرة او قصيدة فلا يتغير شيء سوى الاطار اما المبدأ اما الجوهر اما الاساس فهو في المعنى الذي يسبق كل قول، في الموقف الذي يهزك ويدفعك الى الكتابة. وهنا هو دائما قضية النهضة في بلادنا.

“ونيقى معه” يدعونا الى ساحة الجهاد التي لم يبارحها لحظة رغم العواصف والاعاصير والبراكين. فكيف لا نبقى معه وبعد ان بيّن لنا التاريخ اين اصبحت البلاد والناس مع غيره .

“ونبقى معه” لان اسئلة الحياة لا تقتصر على ما هو عقلاني محض ولا على ما هو وجداني خالص ولا على ما هو مادي بحت فهناك اسئلة لا يرد عليها الا بالموقف الوقفة والوقفة العز. فكيف لا نبقى معه ورأينا اين اصبحنا في زمن التردي والتخاذل وغياب المواقف.

“ونيقى معه ” ونظل لاننا نبقى في قلب الحياة، في شرع العقل، وفي ثنايا النفس ومدارج الروح ومسالك الاهواء. لذلك، لكل ذلك، نبقى معه ومعك ومع قيم الحق والخير والجمال. قيم الوفاء الوفاء والاصالة والكرامة.

***********

  (*)   ألقيت في حفل توقيع كتاب “ونبقى معه” للأديب  حسن مرتضى                                                  

اترك رد