“المؤتمر المريمي الشرق أوسطي الأول” عنوان المؤتمر الذي ينظمه مركز الدراسات المريمية في جامعة سيدة اللويزة (28- 29 نوفمبر) برعاية البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي وحضوره، في قاعة عصام فارس- في حرم الجامعة ذوق مصبح.
حول المؤتمر يقول الأب عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام: “يبرز دور أمنا مريم العذراء في حياة المؤمنين، كونها أم الإله التي حملت الخلاص في أحشائها فأضحت أم البشرية جمعاء. ما يلفت في هذا المؤتمر، من بين العناوين التي ستطرح للنقاش، هو دور مريم العذراء في العلاقات مع غير المسيحيين، وهذا الموضوع يعني لنا في لبنان الكثير الكثير، فمريم هي موضع إكرام رفيع لدى المسلمين، وتجمع تحت جناحيها كل الفئات اللبنانية، وكرس لها اللبنانيون عيداً وطنياً. نأمل أن يساهم هذا المؤتمر في وضع آلية للاحتفال بهذا العيد كي لا يظل في إطار فلكلوري، إنما يؤسس للاهوت مريمي لبناني يمتد من خلال لبنان إلى كل العالم العربي والإسلامي.
المطرن عون
راعي أبرشية جبيل المارونية والمشرف على لجنة المؤتمر المطران ميشال عون يوضح أن المؤتمر يهدف إلى إجراء دراسة حول الرسالة المريمية، وتفعيل العمل المريمي الجماعي بين مسيحيي هذه البلاد المشرقية، وذلك انطلاقاً من الإيمان بدور مريم العذراء في حياة المؤمن والجماعات والكنيسة. الرسالة التي رفعت إلى غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لرعاية هذا المؤتمر تضمنت النقاط التالية: مكانة مريم العذراء في الإيمان المسيحي، أفراداً وجماعات، مريم في الأنجلة الجديدة وحياة المبشرين: مكرسين وعلمانيين، دور مريم في وحدة الكنائس، دور مريم العذراء في العلاقات مع غير المسيحيين، وإيجاد روابط عمل بين المؤسسات والحركات المريمية
يضيف: “الجديد في هذا المؤتمر، أنه إلى جانب بعض المواضيع التي سوف يلقيها أخصائيون في اللاهوت المريمي، بهدف تثبيت التعليم الكنسي عن مريم العذراء، سوف يركز على ناحيتين رئيسيتين تشكلان الهدف الأولي للمؤتمر: الأولى شهادات حياة ونقل خبرات، حيث يعرض كل فريق روحانية جمعيته ورسالتها والتحديات التي تواجهها والتطلعات المستقبلية التي تحلم بتحقيقها، إلى جانب شهادات من غير المسيحيين. والثانية الحوار والمناقشة بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون الرسولي بين العاملين في الحقل المريمي… فكرة هذا المؤتمر بأهدافه وأبعاده تعود أساساً إلى الآفاق التي فتحها الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة”، وإلى المكانة التي تحتلها العذراء مريم في إيمان المسيحيين والمسلمين على السواء”.
الاب عبدو أنطون
يشير الأب عبدو أنطون إلى أن “المؤتمر المريمي الشرق أوسطي الأول، مقدمة لمؤتمرات مريمية أخرى لاحقة، وهو عمل جماعي وقد تواصلنا مع المرجعيات المعنية في البلدان المجاورة (سوريا، العراق، الأراضي المقدسة الأردن، مصر وقبرص)، لكن الظروف الأمنية الصعبة قد تحول دون مجيء الجميع الى لبنان”.
يضيف: “”فكرة هذا المؤتمر موجودة أصلا ضمن مشاريع مركز الدراسات المريمية في جامعة سيدة اللويزة، الذي يسعى دائماً إلى إيصال مريم العذراء إلى كل شرائح المجتمع وطبقاته. وقد اعتمد هذا المركز لا طريقة فرض الرأي على الآخر ولا الجدل العقيم ولا الحوار الفارغ، إنما شاء أن يجعل الآخر، أيا يكن، يبدي رأيه بكل حرية وقناعة، وأن يعبر عن إيمانه بكل صراحة وثقة”.
يوضح: “ابتدأت المؤتمرات المريمية تقريبا منذ العام 1900 لكنها توقفت بسبب الحروب العالمية، ثم استعادت نشاطها في فرنسا انطلاقاً من العام 1927، وقد توصلت حينها الى اتفاق الرأي حول نقاط أساسية منها: ضرورة التعليم المعمق عن مريم العذراء، التواصل مع أخصائيين في علوم مختلفة، خبرات القيمين على الأعمال المريمية، الحوار بين اللاهوتيين والرعاة”.
يتابع: “غاية المؤتمر سوف تنحصر حول محورين: الأول الناحية التطبيقية: بعد الدراسات التي قمنا بها عن المؤتمرات المريمية العالمية وجدنا كيف أنها تعنى بالحفاظ على التعليم الكنسي الصحيح عن مريم العذراء، لذا أخذنا على عاتقنا، مع الاغتذاء من هذا التعليم، الاهتمام بالناحية التطبيقية. وسوف نبذل جهدنا داخل المؤتمر للوصول إلى توصياتٍ مشتركة نرفعها إلى الكنيسة والمرجعيات المعنية، فتكون مادة للمؤتمرات اللاحقة، كما سنسعى إلى إيجاد الطرق العملية لعيش فضائل مريم ودعوتها المميزة. والثاني العمل الجماعي: هناك العديد من الرهبانيات والجمعيات والحركات والمؤسسات التي تعمل في الحقل المريمي حسب روحانيتها وأهدافها. أما الجديد في هذا المؤتمر فهو فكرة العمل الجماعي، إنه سينودس مريمي، هذه هي كنيسة المسيح الواحدة. إضف إلى ذلك وجود بعض الجمعيات المريمية التي تحوي مسيحيين ومسلمين. فهذا كنز روحي قيم لا يمكننا تجاهله”.
حول آلية العمل يقول “إنها تقوم على ثلاثة محاور: التعارف، من المفيد أن نعرف روحانية كل جمعية وأهدافها وتحدياتها وتطلعاتها. التمايز، في الواقع لقد باتت أغلب الجمعيات تشبه بعضها البعض في رسالتها، فمن خلال شهادات الحياة تبرز ميزة كل جمعية، وما الميزة سوف عمل الروح القدس فيها. التعاون: إن مبدأ التعاون هو الغاية الأساسية من المؤتمر، وقد بدأ تحقيقه فعلا عندما لبى الجميع، بكل انتماءاتهم، النداء إلى هذا المؤتمر. كلنا إيمان بأن مريم العذراء تريد منا شيئا ما. تريدنا أن نجتمع معا، تريدنا أن نحكي لغة السماء لا لغة الأرض، تريدنا أن نعيش مع بعضنا تحت جناحها وباسمها، تريدنا إخوة لأنها أمنا جميعا. وبما أننا متفقون على هذه المبادىء فلا لوم علينا، إذا، إن جعلنا من لبنان مريميا. هذه هي الصورة الحقيقية للبناننا، بلد الحب والسلام”.
الأب سمير بشارة
مرشد رابطة الأخويات الأب سمير بشاره يقول حول المؤتمر: “الحلم بدأ يتحقق وعدد المسجلين في المؤتمر يفوق المنتظر وهذه هي الأنجلة الجديدة التي تسعى إليها الكنيسة في العالم، ونأمل من هذا المؤتمر أن يعطينا بعض التوجيهات والتوضيحات لنسير في الطريق الصحيح، ومن هناك أكثر من مريم لكي تساعدنا لنحيا بإيمان أكثر”.
يضيف: “التحدي الكبير أن نلتقي جماعات مختلفة وهذا ما يفرح القلوب، من مختلف المنظمات والحركات المريمية ومن طوائف مختلفة من الجمعة إلى الأحد، ونتمنى أن يكون هذا المؤتمر انطلاقة لمؤتمرات أخرى، وألا يكون اكاديميا بل تطبيقيا على الأرض. يذكر قداسة البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي الأول “فرح الأنجيل” الذي وقعه الأحد الماضي، دور مريم الروحاني التبشيري ويقول “مريم دشنت ثورة في الحنان والعاطفة”. أملا أن يساعدنا هذا المؤتمر ايكليروسا وعلمانيين لكي ننمو بالرحمة والعاطفة الصحيحة والحنان وكيفية العيش تقوى صحيحة لأمنا مريم والدة الإله”.
كلام الصورة
المطران عون والأب أبو كسم بين الأب سمير بشارة والأب عبده أنطون