بعد أعمال النهب التي تعرّض لها متحف “ملوي” الوطني الواقع في مدينة المنيا بصعيد مصر، وتدمير آثار ذات أهمية دينية، بما في ذلك كنائس ومساجد في صعيد مصر والفيوم والقاهرة، ارتفعت أصوات المؤسسات الدولية منددة بالعنف والتطرف الذي تحدثه الجماعات المتطرفة، في مصر وسوريا، من سلب ونهب للمتاحف والمناطق الأثرية وتدمير التراث الثقافي.
في هذا الإطار أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، عن أسفها للأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي في مصر، وقالت: “أدين بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها المؤسسات الثقافية للبلاد ونهب ممتلكاتها الثقافية. إن هذه الاعتداءات تؤدي لا محالة إلى أضرار لا يمكن تداركها لتاريخ الشعب المصري وهويته”.
وحثت المديرة العامة السلطات المصرية على ضمان حماية سلامة المتاحف والمواقع والأبنية التاريخية، بما فيها تلك التي تتسم بأهمية دينية.
كذلك دعت المديرة العامة السلطات المصرية إلى منع الاتجار بالقطع الثقافية التي سُرقت من متحف “ملوي” الوطني. وكررت استعداد اليونسكو لتوفير دعم تقني لهذا الغرض، وحشد المنظمات الشريكة في اتفاقية 1970 بشأن مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، بما في ذلك: المجلس الدولي للمتاحف، المجلس الدولي للآثار، المواقع والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية، فضلاً عن المنظمة العالمية للجمارك.
أضافت: “لا يمثل التراث الثقافي الاستثنائي في مصر إرثاً من الماضي فحسب، بل يعكس تاريخ هذا البلد الذي يتسم بالثراء والتنوع؛ ويُعدّ بمثابة تراث للأجيال المقبلة؛ ومن ثم تدمير هذا التراث يُقوض بشكل خطير دعائم المجتمع المصري”
بدوره دان المجلس العالمي للمتاحف (إيكوم) في ختام مؤتمره الدولي الـ 23 الذي عقد في ريو دي جانيرو في البرازيل( 12 -17 أغسطس/ آب) بحضور 137 دولة، العنف والتطرف الذي تحدثه الجماعات المتطرفة في مصر وسوريا من سلب ونهب للمتاحف والمناطق الأثرية وتدمير التراث الثقافي.
كانت وزارة الدولة لشؤون الآثار في مصر أفادت أن أغلب محتويات متحف ملوي فقدت بعد اقتحامه من قبل مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي والاعتداء على أفراد الحراسة المكلفة بتأمينه، ووفاة أحد العاملين بطلق ناري.
في إطار آخر أكد الدكتور الحسيني عبد البصير، المشرف العام على المتحف المصري الكبير الذي شارك في المؤتمر نيابة عن وزير الآثار، “اهتمام الخبراء المشاركين في المؤتمر بمشروع المتحف المصري الكبير، باعتباره مشروع القرن، لما يمثله من منارة ثقافية وحضارية على المستوي العالمي”، لافتاً إلى أنه ألقى محاضرة عن مشروع المتحف المصري الكبير، عرض فيها شرحاً مفصلا عن ماهية المتحف، ودوره في تطوير العرض المتحفي بالمتاحف المصرية.
كلام الصور
1- إيرينا بوكوفا
2- متحف “ملوي”