في لقائه وفد المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (*) ، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الشباب المتحدر من أصول لبنانية إلى الحفاظ على وجودهم اللبناني والجنسية اللبنانية والتعريف بوطنهم حيث هم وقال:
“زيارتكم للبنان نعتبرها كنزًا كبيرًا، ونشكركم على زيارة هذا الصرح ونشكر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي عملت على تنظيم مجيئكم إلى لبنان. ونهنئ ملكة جمال الاغتراب على فوزها باللقب، وعلينا الاستمرار في الترابط بين شبيبة لبنان المقيم والمغترب لأن هذين التعارف والصداقة يوطدان العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، وقد أنشأنا في الكرسي البطريركي مكتبًا خاصًا لقضايا الشبيبة والانتشار، ونأمل أن نتعاون مع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والرابطة المارونية والمؤسسة اللبنانية للانتشار لتوطيد العلاقة في ما بيننا جميعاً لخدمة هذا الوطن.
وأدعوكم إلى الحفاظ على وجودكم اللبناني من خلال تسجيل انفسكم في سجلات النفوس للحفاظ على كل الحقوق العائدة إليكم، فالأرض تبقى ولبنان باق، ومن الضروري والمهم الحفاظ على الجنسية والهوية، كما تعرفون أن النظام اللبناني يقوم على الديموغرافيا، أي أن المسلمين والمسيحيين متساوون ويتشاركون في الحكم والادارة بحسب العدد الديموغرافي لكل منهم، لذا من المهم تسجيل انفسكم في سجلات النفوس لأن نظامنا ديموغرافي، وأدعو الجميع مسلمين ومسيحيين إلى القيام بهذه الخطوة لأنها ضرورة وطنية.
أنتم تعيشون في بلدان ليس للدين فيها علاقة بالدولة، فالعالم الغربي يفصل بين الدين والدولة، لكن في المشرق، ما عدا لبنان، كل الأنظمة دينية. أما في لبنان فهناك فصل بين الدين والدولة، ولكن بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين، فلبنان بلد تعددي ورسالة للشرق الذي يعيش هذه الفترة حرب التعايش”.
السنة والشيعة غير قادرين على التعايش في ما بينهم، واليهود غير قادرين على التعايش مع العرب في إسرائيل وفلسطين، أما الأصوليون فغير قادرين على التعايش مع المعتدلين على المستوى الإسلامي، ولبنان يعطيهم هذه الرسالة وهذا النموذج. نحن، مسلمين ومسيحيين، نعيش مع بعضنا بالتساوي والاحترام المتبادل، وهذا هو دور لبنان الكبير بالنسبة إلى العالم العربي، وعليكم أنتم أن تعرّفوا العالم إلى خصوصية وطنكم، لا سيما أنكم تسمعون بصدام الحريات وصدام الحضارات والثقافات، لكن لبنان يناقض ذلك، ففيه تعايش الحضارات والأديان. وقد قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني إنه نموذج للشرق والغرب. وأنتم سفراء حقيقيون للبنان إلى جانب السفارات والبعثات الديبلوماسية الرسمية، وندعوكم إلى التعريف بوطنكم حيث أنتم، فتحملون التقاليد والروح اللبنانية إلى زملائكم، ونأمل أن تستمروا في زيارة بلدكم الأم وأن تقنعوا غيركم بالمجيء إلى هذا الوطن، لأنه بلد الآباء والاجداد، وله تاريخ عريق ومجيد.
*****
(*) رافق الوفد رئيس الجامعة البثقافية في العالم ميشال الدويهي، والأمين العام للجامعة طوني قديسي. وقد سلم مسؤول الشبيبة في العالم ديماس شانتيري باسم الوفد درعًا تذكارية للبطريرك. ثم ألقى الدويهي كلمة اشار فيها إلى أن وفد الشباب المتحدّر من أصل لبناني يزور لبنان للمرة الأولى بدعوة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وقدم من 14 دولة للتعرف إلى البلد الام. ثم كانت كلمة لشانتيري شكر فيها البطريرك على الاستقبال مؤكدًا التعلق بالوطن الأم ومحبة الجميع له.
كلام الصورة
البطريرك الراعي مستقبلا وفد المجلس العالمي للشبيبة في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم