في قلب ستغافورة تقع “سنا غاليري” مساحة فن إطارها العام لبناني ومضمونها فن عربي معاصر على وسع المنطقة العربية… افتتحها رجل الأعمال اللبناني أسعد رزوق سنة 2012، تتميز بطابع جميل دافئ وتتألف من أربع صالات عرض، لتعريف الرسم التشكيلي العربي إلى آسيا، وهو وضع لهذه الغاية خطة تمتد على خمس سنوات تقضي باستضافة 15 فناناً من أنحاء العالم العربي وإقامة شبكة اتصالات مع صالات العرض في آسيا لإقامة معارض لهؤلاء فيها.
منذ سنوات يراقب أسعد رزوق الفن المعاصر العربي، ويلاحظ تفجراً للإبداع وللفنانين تماشياً مع تطور المنطقة، مع ذلك لا تتوافر مساحة لتقديمهم إلى العالم مع أنهم ينتمون إلى 22 بلداً عربياً، فليس ثمة بنى تحتية للفن لعدم إتقان تصديره، ونادراً ما تتكلم وسائل الإعلام عن الفن في الدول العربية، ولا وجود لرعاة الفن أو مؤسسات مخصصة لتقديم الفنانين العرب إلى العالم، باستثناء معهد العالم العربي في باريس، لذا أراد رزوق أن ينشئ مركزاً للثقافة العربية في سنغافورة.
يوضح أسعد رزوق أن العالم العربي يجهل أهمية آسيا وثقلها، لأنه مبرمج للتطلع نحو الغرب، وأن عدد اللبنانيين في سنغافورة قليل وليس في هذا البلد سوى أربع سفارات عربية، لذا يعمل على أن تنفتح الثقافة العربية على العالم، وليس على الغرب فقط الذي يتفاعل معه العالم العربي بشكل كبير.
يعتبر رزوق عمله نوعاً من المقاومة الثقافية، في مواجهة مشاهد العنف والإرهاب في بعض الدول العربية التي تملأ وسائل الإعلام العالمية، وإبراز الفن العربي في آسيا، لإعطاء دفع للفنانين وللثقافة، مؤكداً أن “لدينا ما نقدم أكثر مما يعرض في وسائل الإعلام”.
تقضي خطة أسعد رزوق بإقامة معارض لـ 15 فناناً على مدى خمس سنوات واستضافتهم في غاليريهات في آسيا، التي سيبرم معها اتفاقات لابتكار شبكة فن عربي. قد لا تحقق خطته نتائج على المدى القريب، فعندما يقدم فناناً عربياً للمرة الأولى في آسيا، لا ينتظر أن يكون النجاح فورياً. يجب التحلي بالصبر والتعرف إلى الأسواق، فآسيا قارة ضخمة بين سنغافورة وبكين وطوكيو وسيول وكوالالامبور وجاكارتا… ثمة تفاوت أكبر من أوروبا. يجب البدء من الصفر لأن لا وجود للعرب في هذه البقعة من العالم، وكم كان فرحه كبيراً عندما رأى في هونغ كونغ صالة عرض تعرض لرسام عراقي.
سيتم اختيار الفنانين من بلدان مختلفة ومواضيع لها صدى في آسيا، مع أن الاختيار صعب لتداخل المشاهد الفنية وتنوّعها، ذلك أن العالم العربي يضمّ 10 آلاف فنان، و”سنا غاليري” صالة عرض وحيدة في آسيا، لذا لدى رزوق خيارات كثيرة ويجب وضع معايير محددة، فهو يهدف إلى إبراز التنوع في العالم العربي، لذا لا يركز على هوية خاصة، لا يمكنه التغاضي عن تقديم فنانين لبنانيين… ومتابعة نشاطات ثقافية خاصة بهذا العالم مثل معرض لورا بوشناك التي تركز على تربية النساء المسلمات، قضية لها صدى في إندونيسيا وماليزيا.
في أيامنا هذه، تتوزع مساحة الفن التشكيلي وفق النسب التالية: 80% للفنانين غربيين، 15% للصينيين، 5% للباقي، وفي هذه الـ 5% يمكن تقديم فن العالم العربي، لكن ثمة منافسة مع بلدان أخرى غير ممثلة مثل الفيلبين وإندونيسيا وبرمانيا أميركا الجنوبية… لذا يجب المحاربة، برأي رزوق، لأن الفن في العالم العربي هو من نوعية جيدة، حالياً أصحاب المجموعات الأسيويين يريدون النوعية ذاتها من مجموعات غربية بهدف إقامة توازن.
الجمهور الذي يرتاد الغاليري هو من الغرب ومن آسيا، ولدى رزوق مشاريع طموحة وهي حمل الجمهور على اكتشاف الثقافة العربية الشاملة لأنها لا تتوقف على الفن فحسب، لذا يخطط لاستضافة طاه لبناني لإلقاء الأضواء على المطبخ اللبناني الذي يعتبر جزءاً من الثقافة…
كلام الصور
1- سنغافورة
2- أسعد رزوق
3- إحدى صالات العرض في سنا غاليري