“حرية مطلقة” عنوان المعرض الذي تنظمه “أيام غاليري” للفنان السوري خالد تكريتي في لندن (6 أيلول- 6 تشرين الأول 2013)، هو الفردي الأول له في العاصمة البريطانية، يتضمن أعمالا تتميز بمواد مختلفة وأقلام تبحث في مدى صحة مصطلح “الحرية” وعلاقتها بالهوية الفردية والجماعية.
يشتهر تكريتي بأعماله الفنية التي تستكشف وتدور مواضيعها حول سيكولوجيا الأنثى، وسيمثل المعرض تحولا نحو اللون الواحد من خلال نمط تصويري وحميمي، مستخدماً مجموعة من الصور عثر عليها وأخرى خاصة به التقطها في ميترو باريس.
لوحات تكريتي القماشية المنفذة بتقينية الكولاج، أعيدت طباعتها بعد التلاعب بالصور، من ثم أعاد صياغتها بدقة من خلال الرسم والقص والتلوين، لتسجيل يوميات بصرية وذكريات ورسم خريطة بيانية للزمن.
المكونات الحساسة والهشة التي تشكل هذا المعرض، تعدّ صورأً شديدة الخصوصية وانعكاسات لعوبة للقضايا الاجتماعية والحياة اليومية… تقدم لوحة “فوضى” نقداً عبثياً للطبيعة الفوضوية وانعدام اليقين في الوجود النعاصر، ونرى في لوحة “نسخة” شخصيات حيوانية-إنسانية تتجمّل في محاولة بائسة لتقديم شكلها الخارجي بأفضل صورة إلى العالم. يفضح الاعتماد على الجراحة التجميلية وأدوات التعديل الشخصي الأخرى زيف تقديس الفردية، ذلك أن تعدد الحيارات المتوافرة تفقد فرادة الشخص، لقد اصبحنا “نسخاً” بشرية، إذ اضحى كل واحد مشابهاً للآخر. والمخلوقات الهجينة التي يشكلها هذا العمل وأعمال أخرى في المعرض إشارة إلى مقاربة تكريتي للممارسة الفنية، بالإضافة إلى ثقافة وميتولوجيا بلده الأم السابق مصر.
طرح تكريتي قضبة الهجرة والنزوح في عملين في المعرض: “أطفال سوريا” يتضمن مجموعة من الأطفال في مقاعد معلقة في مدينة الملاهي، يدورون عالياً في الهواء، من دون وجود سماء أو أرض واضحة ، فهم بمثابة استعارة للحيوات المعطلة والأطفال المشتتين في سوريا التي مزقتها الحرب. “ضائعون بين السماء والأرض” يدور الأطفال بلا مهاية، تحاصرهم حالة من النسيان.
كذلك يبحث “هذه هي لندن” في التعددية الثقافية في عاصمة المملكة المتحدة، فاحصاً بوتقة الأعراق والهويات الجنسية التي تعرّف المدينة، مسكوناً بالرموز والقوالب ونمطية الجياة في لندن كغرف الهاتف، وكاميرات المراقبة ورافصي الملاهي الليلية. يحدد هذا العمل مفهومنا للحربة، حرية اختيار الفرد لهويته الوطنية وبلده.
ولد خالد تكريتي في بيروت عام 1964، يعيش في باريس ويعمل فيها. اعماله مقتناة في مجموعات: متحف الفن المعاصر، الدوحة، المتحف الوطني السوري والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. أقام معارض فردية في “أيام غاليري” في دبي وبيروت ودمشق، وشارك في معارض مشتركة في متحف الفن المعاصر الدوحة، المركز الثقافي الفرنسي دمشق، باريس، بيروت، صنعاء (معرض متجول 2011-2012). اختير عام 2012 ضمن أفضل 101 من الفنانين الذي يعيشون في فرنسا منذ العقد الماضي، في إحصاء أجرته Art Absolument للإصدارات الفنية.
كلام الصور
1- خالد تكريتي
2-3-4-5 – من المعرض