نطلب منكِ يا مريم…

أمس اشتعلت قلوب المؤمنين فرحاً بتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، ورُفعت الصلوات والأمنيات إلى أمنا العذراء القديسة طلبًا لحمايتها واحتضانها للبنانيين p-camille-moubarak-2-1أجمعين، كيما يعيشوا بأمان وسلام في وطن شاءه الله أرض قداسة وفسحة حرية ومحطة لقاء.أمس رأت عيون المؤمنين الأم العذراء تلفّ  بزنارها الأزرق أرض الوطن وشعبه وترابه وأرزه ومياهه وبحره وجبله وسهله، وكل شبر رزق فيه وكل إنسان ينتمي إليه.

 تمّ التكريس وعاد كلّ منا إلى بيته وعمله، وعادت أذناه لتسمع مجريات الأحداث وعيناه لتقرأ أخبار المناطق والناس وقلبه ليخفق لأصوات بعيدة عن الابتهالات، وأنفه ليشمّ رائحة البارود فينسى عبق البخور، ويجلس متأملاً أي لبنان كرسناه لقلب مريم الطاهر؟! وأية طهارة تقبل أن تكرّس لها كل الرّجاسات، وأية نقاوة ترضى باحتضان النجاسات، وأية براءة تلتقي مع أبشع القاذورات. ويعود كل منا إلى إيمانه بفعل التكريس ويقرأ صامتًا حبّ مريم ويتأمل واجمًا رحمة الخالق ويستذكر أمثلة حصلت في تاريخ الأمم والشعوب التي تكرّست لقلب مريم، وكانت كما نحن اليوم، خليطًا من المفاسد والمعابد، ومزيجًا من الأرجاس والأقداس، وكان ما كان، وكثرت النعمة حيث كثرت الخطيئة. وفعل الروح فعله وخرجت تلك الشعوب من محنتها متجاوزة كل العقبات لتصل إلى سلام نشدته وإلى زمن الخير الذي تاقت إأليه. 

marie-1

وهكذا نحن اليوم، دعونا أمنا لحمايتنا، وكلنا يعرف مما نطلب الحماية وممن. وهنا أستذكر إحدى صلواتنا التي نرفعها إلى العذراء طالبين إليها قائلين:

 نطلب منك يا مريم، من الشيطان نجّينا، من الآثام وقّينا… إلى آخر هذه الطلبات التي هي لسان حال معظم الشعوب، علمًا أن لكل شعب شيطانه، ولكلٍّ علّته ومرضه، ولكلٍّ آثامه وأخطاؤه… ونحن في لبنان وما يحيط به، تكثر الشياطين، فللموت قتلا وتشويهاً شيطانه، وللمال سرقة وجرمًا شيطانه، وللجرائم على أنواعها وللبطر والكراهية ونكران الأخوّة الإنسنيّة شياطينها، وللمفاسد الأخلاقية وسقوط القيم والتخلي عن الفضائل والسعي إلى المتعة الرخيصة واللذة المبتذلة بعيدًا عن الحب المشعّ  شياطين كثيرة تملأ قلوب الناس وعقولهم وتنمو في شعر آذانهم وتتغذى بما يفيض من ألسنتهم من شرور ممزوجة بالأدعية والسجود.

هذه هي يا مريم مزهرية الموت التي نرفعها إليكِ سائلين أن  يغسل حبّك كل هذه الشرور لنعود صورة وهاجة لوجه الله ونلتقي  بابنك على طريق الحق والحياة.

اترك رد