اشترت جامعة “ريدنج”، في مزاد علني نظمته صالة مزاد سوثبي، نص “ميرفي” أول رواية للكاتب الإيرلندي صامويل بيكيت (حائز جائزة نوبل للآداب 1969) مكتوب بخط يده، بنحو مليون جنيه استرليني (1.5 مليون دولار). يحتوي المخطوط الثمين ملاحظات مكتوبة على الهوامش وفيه اختلافات ملموسة عن النص النهائي للرواية التي نشرت عام 1938 ..
أوضح بيان صادر عن بيتر سيلي، كبير خبراء الكتب والمخطوطات في سوثبي: “هذا بلا شك أهم مخطوط لرواية كاملة لكاتب بريطاني أو ايرلندي من العصر الحديث يطرح في مزاد منذ عشرات السنين”.
تقع رواية بيكيت بخط يده في ست مفكرات تضمنت صياغات معدلة للنص ورسوماً بعضها لوجه للروائي الإيرلندي جيمس جويس والممثل الكوميدي البريطاني تشارلي شابلن اللذين أثرا في أعماله
محطات في حياة
صمويل باركلى بيكيت (Samuel Barclay Beckett) كاتب ينتمي إلى الحركة التجريبية الأدبية في القرن العشرين، أحد رموز مسرح العبث ، روائي، ناقد، شاعر إيرلندي. كتب بالفرنسية والإنكليزية، وتتميز أعماله بالكآبة والسوداوية وتتجه نحو البساطة، أبرزها مسرحية “في انتظار غودو”.
ولد بيكيت في مدينة دبلن –أيرلندا في 13 نيسان/ إبريل 1906. أبرز تفوقاً في دراسته منذ طفولته واستهوته الأفلام الأميركية الصامتة لا سيما أفلام شارلي شابلن وبوستر كيتون… وقد أثرت في ما بعد في أعماله، خصوصاً عندما اسس مسرح العبث أو اللامعقول ويعد الصمت أحد مميزات هذا الفن.
تخصص في الآداب الفرنسية والإيطالية في كلية ترينيتى بدبلن وتخرج عام 1927. في العام التالي توجه إلى باريس وعمل استاذاً للغة الإنكليزية وتعرّف إلى الأديب الأيرلندي جيمس جويس (1882 – 1941) مؤلف رواية “عوليس” وأصبح عضواً بارزاً في جماعته الأدبية وصديقاً شخصياً له.
أثناء وجوده في باريس كتب دراسة عن الروائى الفرنسي مارسيل بروست (1871 – 1922) مؤلف رواية “البحث عن الزمن المفقود” (1930). مجموعته القصصية الأولى “وخزات أكثر من ركلات”رأت النور عام 1933 في دبلن بعد عودته إليها، وتتمحور حول مغامرات طالب أيرلندى يدعى بيلاكوا. عام 1935 كتب روايته الأولى “مورفى” ، يتميز بطلها بشخصية مضطربة..
تعرض خلال وجوده في باريس لطعن بسكين حاد من قبل شحاد وكاد يموت، إلا أنه نجا من الموت، ويقال إن جيمس جويس بنفسه كان يعتني به في المستشفى، وفي التحقيق معه لم يتهم بيكيت الشحاذ، بل سأله عن سبب محاولته تلك فأجابه: لا أعرف ياسيدى. هذه الجملة استخدمها بيكيت ً في مسرحياته لا سيما “في انتظار غودو”. عام 1937 تعرف إلى طالبة البيانو الفرنسية سوزان ديكوفو دوميسنيل وتزوجها في ما بعد.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية شارك في صفوف المقاومة الفرنسية كمراسل ومترجم، لكن ما لبث الألمان أن اكتشفوا المجموعة التي يعمل فيها فهرب بيكيت وسوزان إلى جنوب فرنسا، تحديداً إلى بلدة روسيليان حيث عمل مزارعاً، آنذاك كتب روايته “وات”. وبعد هزيمة الألمان 1945 عاد بيكيت وسوزان إلى باريس واستقرا فيها.
عام 1946 كتب روايته “ميرسيه وكاميه”، في عام 1947 كتب مسرحيته الشهيرة “في انتظار غودو”، تتمحور حول شخصيات معدمة مهمشة ومنعزلة تنتظر “غودو” ليغير حياتها نحو الأفضل… إلا أنه لم يأتِ أبداً… المسرحية تعبر بصدق وببشاعة عن حال إنسان ما بعد الحرب العالمية الثانية والخواء الذي يعانى منه العالم. وقد عرضت عام 1952 ولاقت نجاحاً وحققت شهرة واسعة لبيكيت.
عام 1951 كتب المجموعة القصصية “قصص ونصوص من أجل لا شيء”، وفي عام 1954 كتب مسرحية ” نهاية اللعبة”، تتألف من فصل واحد وعرضت في لندن في العام نفسه. تتمحور حول شخصيات مصابة بالعمى والشلل وتعيش في صناديق القمامة…
عام 1958 كتب مسرحية “شريط كراب الأخير” وعرضت في لندن في العام نفسه، بطلها شخص واحد يستمع إلى مذكراته التي سجلها على شرائط، يدور مضمون المسرحية حول العزلة والشيخوخة والعجز النفسي. في نهاية الخمسينيات كتب لإذاعة الـ “بي بي سي” أعمالا مهمة من بينها: ” كل الساقطين”، ” الجمرات”، ” الأيام السعيدة”…
عام 1963 كتب بيكيت مسرحية “مسرحية” وسيناريو الفيلم القصير “فيلم”، إخراج ألان شنايدر، بطولة “بوستر كيتون”، وقد حصل على جائزة النقاد في مهرجان البندقية (1965). عام 1966 كتب للإذاعة “قل يا جو”.
عام 1969 حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب، إلا أنه لم يذهب ليتسلمها. عام 1972 كتب مسرحية “ليس أنا” التي عرضت في العام نفسه، وعام 1977 كتب مونولوج “صحبة”.
في 22 كانون الأول /ديسمبر 1989 توفى بيكيت بعد تعرضه لأزمة في جهازه التنفسي. فتوقف قلمه بعد 60 عاماً من التعبير الصادق عن مشاكل إنسان القرن العشرين.
كلام الصور
1- صامويل بيكيت
2- غلاف مسرحية في انتظار غودو