سُقوط الدولة تحت طابة البولِـنْــغ (Bowling)

H.Z. 2  (1)… وبين المنظُور والمحظُور، كان أَن حَدَثَ المحظور.

وصدر القرار الذي كأَنْ “لا بُدَّ مـما ليس منه بُدُّ”، ونجح جميعُ من تقدَّموا إِلى الامتحانات كأَنْ لم يتقدَّموا إِلى امتحانات، ولا درَسوا للامتحانات، ولا ينتظرون نتائج الامتحانات كي يطرُقوا أَبواب الجامعات. وانزاح كابوسٌ مرعبٌ عن بال مَن كانوا مرعوبين من رسوبهم وتحضيرهم مُـجدَّداً لامتحانات الدورة الثانية.

ها نحن إِذاً: لا دورةَ ثانيةً، ولا انتظارَ ثانياً، فلْيتقدَّموا جميعاً إِلى باب الجامعة.

هوذا صرحٌ آخَر ينهار على مرآنا: النظامُ التربوي الذي كنا نتغنّى به ونكبُر، تخترقه ارتكابةٌ سبَّبَها السلوكُ السياسيّ.

وقبلَه شهدنا ونشهد ما لا نزال نشهده: الفراغُ الرئاسي تَحوكه ارتكابةٌ يسبِّبُها السلوكُ السياسيّ.

وبعده شهدنا ونشهد سيناريواتٍ تبريريةً ماكياﭬـِلِّــيَّــة لتمديد المجلس النيابي تَخيطه ارتكابةٌ يسبِّبُها السلوكُ السياسيّ.

وقبل فترةٍ شهدنا ضبّاطاً تَخرَّجوا ولم يتسلَّموا سيوفَهم لغياب رئيس الجمهورية الذي تُعيقه ارتكابةٌ يسبِّبُها السلوكُ السياسيّ.

وها لبنان اليوم يترنَّح بين غُولَين: التمديد والفراغ، وما أَشرسَ هذَين الغُولَين.

وها أَعمدةُ الدولة تتهاوى واحداً بعد آخَر مهدَّدةً بانهيار الهيكل على رؤُوسنا جميعاً.

تتَهاوى… تتَهاوى بعد كلّ ضربةٍ قاصمة، تماماً كما تتهاوى القَناني الخشبية بضربة طابة البولِـنْـغ.

هل صارت الدولةُ مرمى بولِـنْـغ تتهاوى عليه أَركانها واحداً بعد الآخر تحت ضربات ارتكابات السلوك السياسي؟

وهل السياسيون لـيَسُوسُوا البلاد إِلى الازدهار؟ أَم إِلى السقوط بضربة طابة البولِـنْـغ؟

شو يعني أَن يحضَر نوّاب ويَحرِدَ نوّاب؟

شو يعني أَن يُشرِّع نوابٌ، ونوابٌ يشرِّعون صدورهم أَمام الكاميرات للتنظير والتصاريح العنترية؟

جميعُهم يطالبون بضرورة انتخاب الرئيس وليس منهم من يخطو نحو انتخاب الرئيس.

شو يعني أَن يمتنع نوابٌ عن تأْمين النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية، وغداً يهرعون فُرادى وجماعاتٍ لتأْمين النصاب في جلسة التجديد لـمجلسهم أَو ليُقَونـنُـوا إِفادات التلامذة فيَعُوموا جميعُهم على وجه النجاح.

كيف تتهاوى أَركان الدولة واحداً واحداً ويتساوى الجهل بالمعرفة ولا من يتحرّك ولا من ينتبه؟

جميعُهم منتبهون إِلى حساباتهم السياسية وﭘــوانتاجاتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية ولا ينتبهون إِلى أَنّ زئبق الوطن ينساب بين أَفواههم وكلامهم وهم لاهون، كأَنّ الدولة مزرعتُهم يُديرونها كما يَأْمُرون ضامنين تطويعَها على قياسهم.

الامتحانُ معيارُ أَهليّة واستحقاق، ومن ينال إِفادة نجاحٍ بلا تصحيح امتحانِه تُوْدي به الإِفادة إِلى السقوط.

ويأْمل جُلُّ المواطنين أَن يتقدّمَ معظمُ السياسيين إِلى امتحان المواطنية وأَن لا يجدوا من يصحِّح لهم امتحانهم فيَحملوا جميعُهم إِفاداتٍ تفضَح أَهليَّتهم ولا تدلُّ أَبداً على نجاحهم في امتحان الدخول إِلى استحقاق قيادة الوطن.

*********

إِذاعة “صوت لبنان” برنامج “نقطة على الحرف”

اترك رد