صدر ضمن فعاليات السنوية الحادية عشرة لحديقة البطاركة الجزء الثاني من ثلاثية معالم ومغاور ومحابس الوادي المقدس ضمن برنامج كشف معالم الوادي المتصلة بتراثه الروحي والعمراني والبشري .
يتناول هذا الجزء بالنص والصورة 31 معلماً تتوزع بين مغارة ومحبسة ومدفن ومعلم عمراني . أبرزها مغاور محلة برزو من وادي قنوبين، التي تحتضن مجموعة من المغاور العميقة ذات البعد الاستغواري المميز، حيث وجدت بقايا عظام وهياكل بشرية أهمها في مغارة شخص العدرا، التي جمعت الدلائل حول كونها كانت مخبأ بطاركة حقبة قنوبين، بالاضافة الى ما تحويه هذه المغاور من صاعدات وهابطات رائعة الجمال فريدة الألوان، وفيه مدافن سيدة الكرم ومار سمعان ومدفن محلة القلاعي (القلاع ) حاضنة عظام أبناء الوادي، ومغاور أطباق الحرير التي استعملت في الماضي أمكنة لاستجماع دود القز واستيلاد حرير قنوبين المفقود، وفيه المغارة المردومة المعروفة باسم قطين فرنسيس، وحولها السؤال الذي يحتاج الى المزيد من الأبحاث لتحديد ما اذا كانت تسميتها تعود الى الحبيس الفرنسي فرانسوا دي شاستويل المولود سنة 1588، وقد عرف الوادي المقدس ، وقضى في دير مار ليشع حيث مدفنه سنة 1644، وفيه أبرز مغارة كانت لا تزال مأهولة حتى الأمس القريب مغارة نعامة، ومغارة عيشو المسماة نسبة للذي استحبس فيها وفق الرواية الشعبية المتداولة.
وقد استند النص التعريفي بمعالم هذا الجزء إلى مراجع تاريخية للمطران مارون ناصر الجميّل والأب أنطوان ضو والأب يوحنا صادر والى سجلات الكرسي البطريركي في الديمان التي توثق بصورة دقيقة مجمل تراث الوادي الاقتصادي والزراعي والاجتماعي والبشري وحركة الهجرة والسكان …
الجزء الثاني صدر بست لغات بعد اعتماد اللغة الايطالية سادسة إلى جانب العربية والفرنسية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية، وبطباعة أنيقة فاخرة على مطابع مؤسـسة الرعيدي، مرفقاً بخريطة علمية وافية عن المواقع الجديدة اعدتها دار الهندسة.
يقع الكتاب في 350 صفحة سوف يقدم في الرابع من أيلول المقبل نهار السنوية الحادية عشرة لحديقة البطاركة، وسوف يوزع كما الجزء الأول، على المرجعيات الروحية والزمنية والسفارات والمؤسـسات المحلية والأجنبية كأحدث مرجع موثق فاخر غير مسبوق حول معالم الوادي المقدس .
الكتاب الجديد هو الثاني من ثلاثية استغرق العمل فيها أكثر من ست سنوات تراوحت بين أعمال البحث عن المعالم فكشفها وتصويرها واعداد النصوص عنها باللغات الست المذكورة . لقد كان الدليل الأبرز الى هذه المعالم ابن وادي قنوبين شربل القاضي، رمز تراث الوادي البشري الحيّ ، وقاد العمل الزميل جورج عرب مع فريق تناوب عناصره البالغ عددهم 15 دورياً . لقد كان عملاً مضنياً قاسياً في ظروف مناخية صعبة صيفاً شتاءً محفوفاً بالأخطار. وقد تعرض عدد من أعضاء الفريق لحوادث تركت آثاراً دامية لا تمحى على أجسادهم ، وقد وردت صورهم تباعاً في المواقع التي وصلوا اليها .
الكتاب مهدى كسائر أجزاء السلسلة الى البطريرك الراعي، وتحمل مقدمته تحية تقدير من الكاتب الزميل جورج عرب لجميع الذين يشاركون في هذا العمل المضني الشاق، ولما حققته الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية في هذا المضمار، موضحاً الفرق بين عمل الجمعية المذكورة وعمل رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وهما عملان يتكاملان .
المطران مارون العمّار ، النائب البطريركي ، المشرف على رابطة قنوبين حيّا جهود الرابطة والإنجازات غير المسبوقة التي تحققها وتصدرها علمية راقية. وشكر الصحافي جورج عرب لتفانيه وتحمله أخطار المجازفة والمشقة، والسيد وديع العبسي الذي يتبنى تكاليف هذا العمل غير المسبوق الذي يحمل هويتنا الروحية والثقافية الى العالم ، ويبرزها بخصائصها الفريدة للمرة الأولى، ويضعها في متناول أجيال المنتشرين المولودين في الخارج . بدوره شدد العبسي على أهمية هذا العمل المتصل بايماننا وتاريخنا وهويتنا، والمطلوب تعزيز الاهتمام به في مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد هذا التاريخ .
وزارة الثقافة
وكانت رابطة قنوبين قد زودت وزارة الثقافة بجردة اسماء المغاور والمعالم بهدف تنسيق التعاون والاهتمام بها ، لجهة تسهيل الوصول اليها امام السياح كمواقع فريدة في العالم ، وللباحثين المتخصصين لتعميق الدراسات التاريخية والأركيولوجية بشأنها … وتنظم الرابطة مؤتمراً صحافياً حول برنامج كشف المعالم من ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس ، وندوة لتقديم الجزء الثاني .
كلام الصور
1 ـ أعمال شاقة
2ـ المغاور الروائع
3 ـ مغاور النساك في الوادي المقدس