الأديب إيلي مارون خليل
نعم، إحلم! إحلم يا رجل! إحلم! ألا تعرف تأثير الحلم عليك وشريكتك، زوجة، أختًا، بنتًا، صديقةً، حبيبة، عشيقة؟ ألمهمّ أنّها أنثى!
يا رجل!
ألحلمُ مثيرٌ كنسيم جبليّ، ربيعًا، موحٍ كقافية نادرة في قصيدةٍ مؤثّرة! والأنثى مُثيرةٌ كعاصفةٍ برّيّة، نادرةٌ كبنفسجةٍ خريفيّة.
ألسّبب؟ أسباب!
ألأنثى، يسحرها الحلمُ. يأخذها إلى عوالمَ من الحبّ الطّمأنينة السّلام السّكينة! وهذه صفاتٌ تحبّها وتتمنّاها، وقد لا تحيا إلّا فيها، ومن أجلها! هي تُشَكِّلُ عناصرَ سعادتِها.
وما الحلمُ!؟
وهْمٌ يسيطر على الذّهن العقل المنطق الحكمة… فلا يبقى لك إلّا الانسياقُ، وهو أعمى ولا إرادة له، ولا وجهة ثابتة، مؤكَّدة، ما يجعلك منساقًا فاقدًا وعيَك ورغبتَك، مستسلِمًا لخَدَرٍ لذيذ يُنسيك ما عداه، فتشعر بأنّك تمتلك الدّنيا بما فيها ممّن، وممّا تحبّ، أو تتمنّى، أو تشتهي!
والحبُّ؟ أعظمُ أحلامِ الأنثى، وأعمقُها، وأحبُّها، وآلمُها. فهي تحيا، لا إلّا له! الحبُّ! إنّه رغبتُها، أملُها، مُرادُها الأوّل. وقد يكون لك، أو لسواك، أو لك ولسواك معًا، أو… لكما ولسواكما، في الآن نفسِه! كما للمال، للذّهب، للماس، لأيّ شيء مادّيٍّ! وهذا الحُبُّ، لا حدود له. لا يتوقّف أمام جدار. لا ينتهي عند مدى.
وأنتَ، أيضًا، تحلم وتحبّ! تحلم بالحُبّ، وتُحِبُّ الحلم! كأنّهما متلازمان، متشابكان، متّسِقان، منسجمان… هما يحميانك، كالأنثى، من المَلَل، السّأمِ، الضّجر، الوحدة، الواقع… ألملَلُ يؤذيك: روحًا وأمنيات. والسّأم يطرحك في العيش بلا نفْسٍ، ولا نفَس، في هذي الحياة. والضّجر يحْجُر عليك، فيقتل فيك الرّوحَ، فتخلو من الطّموح. والوحدةُ تُميت فيك، رغائبَ الحياةِ، لتُصبِحَ راذلًا نفسَك بملء إرادتِك! أمّا الواقع، فيُلقي بك، في جحيمِ الفراغ الجوفاء الّتي تَهرق عيشَك وحياتَك، وتُعلِنُك كائنًا لا رجاء له، ولا منه، ما يجعلُك ممحوًّا لا قيمة لك، ولا تُقدّر قيمة سِواك. ومَن هو غيرُ مقدّرٍ لأحد، هل يكون مستحِقًّا نعمة الحياة!؟
إحلم، يا رجلُ، إحلم! إحلم بالحُبّ، بالسّعادة، بالمرأة. أليست المرأة رمز الحبِّ والسّعادة!؟ فلمَ اسْتَلّها الله، إذًا، من ضلع آدم، إلى جانب قلبِه، أليس لتكون ساكنتَه؟ والوحيدةَ ربّما، إنِ استطاعت أن تجعل من نفسها، حلمك الوحيد، بذكائها، بثقافتها، بحنانها، بحبِّها، أكثر ممّا بجمالها!؟
ألسّبت 19/ 7/ 2014