قراءة في رسالة الماجستير التي أعدّتها الطالبة نداء عثمان
وحازت على درجة ممتاز – جامعة الجنان طرابلس
التحولات الشعرية في الادب المهجري المعاصر- جميل الدويهي انموذجاً.
بين جبران وجميل رؤيتان متكاملتان
اعتمدت الباحثة الأستاذة نداء عثمان، غالباً، على مجموعتي الشعريّة “أعمدة الشعر السبعة”، وهي أوّل مجموعة في تاريخ العرب وحاضرهم، تضمّ سبعة أنواع شعر مختلفة، لكلّ منها لغتها وطريقتها. وكنت أتوقّع دائماً أن تدخل هذه المجموعة في الإحصاءات والتقويمات، والنقد بالطبع. وفي دراسة عثمان، تحقّق بعض من طموحي. وإلى مزيد من النور في المستقبل.
استناداً إلى مضمون الديوان، تعتبر عثمان أنّني “عدّة شعراء في شاعر واحد”. وبنيت قصراً في ديواني “أعمدة الشعر السبعة”، وفيه أنواع الشعر كافة. “فكنت بذلك أيقونة الإبداع المهجري المعاصر، مدرسة قائمة بنفسها بالعطاء والإبداع، والتجديد عن المهجري القديم، بالإضافة أنواع القصائد التي نظمت في الشعر المهجري؛ دخلت إلى صرح التمّيز من باب الشعر المدور والشعر المنثور. وملامح التجديد برزت في أنواع الشعر السبعة التي لم يسبقني إليها أحد” – كما تقول.
هذا هو النقد الصحيح الذي يشير إلى نقاط التميّز والأسبقيّة، بغضّ النظر عن المشاعر والصداقات، وتحييد الأنظار عن المنجز الرفيع. وهو ما يعاني منه المتميّز في كلّ بيئة، حيث يوجد أناس تهمّهم المساواة، وربّما الأسبقيّة، بأيّ ثمن، ولو كان بطرق ملتوية، فحالهم تشبه من يشارك في سباق بالركض، فيغشّ، ويركب سيّارة، ليصل قبل غيره إلى خطّ النهاية.
وتقول الباحثة المميّزة: “لقد نظّم الأديب الدويهي أجمل القصائد في اللغتين الفصحى والعامية، انطلاقًا من سعة معرفته وتعلّقه منذ نعومة أظافره بالشعر العامي، وتتبّع برامج الشعر العامي على شاشات التلفزيون، ومن خلال عبقريته الفذة… تميّز الدويهي في شعره بخروجه من الحالة الاجتماعية ليوقظ صوت المحراث النائم بعد رحلة السفر الطويلة، المحراث الذي صنع منه الحقل، وصُنع منه المجد والتاريخ وأصالة اللبناني الذي يتغنّى بانتمائه للريف وسفوح الجبل.
ولقد أيقظ الدويهي في المغترب الأدبيّ الحنين إلى غناء العجوز التي كانت تغني لطفلها أثناء النوم أغاني تراثية تحمل بين كلماتها وصايا وإرشادات يحفظها الطفل في اللاوعي عنده لتصبح دستور حياة في المستقبل.
هذه المنعطفات أساسيّة في مسيرته الشعريّة ، في مسراه الأسلوبيّ، وفق آلية فنّية معتمدة على التراث الكبير للغة العربية وللصور الشعريّة”.
اختصاراً، أضاءت عثمان على كثير من النقاط الحسّاسة في رحلتي، وجمعت حياتي كلّها في بضعة أسطر، فسجّلت سيرة ومسيرة، فيها إضاءة على حالات حقيقيّة، تبرزها انطلاقتي في عالم الأدب، والوظائف التي تكلّفتها من تلقاء نفسي، والقيم التي وضعتها. وعلى الرغم أنّ الشعر لا يحتمل كما النثر، فالقصيدة في كثير من الأحيان تطرح مسائل إنسانيّة وحضاريّة وعالميّة. وقد آمنت الباحثة نداء عثمان بهذا الواقع، فتحمّلت عبء المغامرة، ونجحت في البحر الخضمّ، لتصل إلى كنوز.
وزبدة البحث هي التحوّلات:
1- تحوّلات المكان من الوطن إلى الغربة
ومن خلال هذا المبحث تقول: “يبقى الوطن وترابه في قلب الشّاعر بقاء اسم الولد على لسان الأمّ المفجوعة، لا يتوقّف عن ترديده بُرهة! وسفوح العشب ورائحة التفاح التي تعجّ في فضاء منطقة الشّمال مسقط رأس أديبنا. كتب عليه قدر الترحال والهجرة الدائمة من مكان إلى آخر، لكن حبّ الوطن بقي في قلبه تعويذة ما بقي على قيد الحياة… إنّ معظم الأماكن المذكورة هي فضاءات مفتوحة (بحر، سفوح…) أو أنّها آنية (خيمة، بيت خشبي…) هذه الأماكن لا تعيق حريته، بل تترك مجالاً لأحلامه بأن تنمو وتكبر، ولخياله بأن يجوب العالم من دون أن يحدّه سقف. يكتب شعره على صفحة السماء ويرقم له النجوم ليًلا ونهارًا، يعبّ نظره بألوان الطبيعة الرائعة فيتخيّل فيها وجه وطنه وقلبه”.
أصابت الباحثة في تحليلها المتأنّي لتحوّلات المكان، فأيّ أديب اغترابيّ لا يمكن له أن ينفصل عن جذوره، ويعيش في حالة ابتعاد عن الأرض والأشياء التي أحبّها.
2- تحوّلات الزمان
في هذا الموضوع، تقول: “الوقت حين يخرج من مصطلحات مختبرات الفيزياء؛ يغدو شيئًا آخر. فالثانية في نظر المشتاق دهرٌ، وفي نظر المغترب عدّاد يعدّ للخلف. كيف وإن اجتمعت في شخص واحد لوعة العشق والغربة؟! الزمن يصبح رمادًا في منفضة الأيام. وتبقى صورة المحبوبة مهيمنة على المشهد.”
كما يبدو لي، هناك تداخل في تحولات المكان والزمان، فهما مترابطان، ملتصقان. أحدهما يفرض الآخر، فالانتقال من مكان إلى آخر، يحتاج إلى زمن للعبور، وزمن لما بعد العبور، والمشاعر بينهما تحتدم وتضجّ في العقل والروح. وتلك الحالة أصابتني منذ اغتربت، وأعيشها بمرارتها، وكثير من الأمل والرجاء.
3-: تحوّلات الرمز
تعترف الباحثة بأنّني أديب رمزيّ – واقعيّ، فالرمز عندي ليس صعباً ومنغلقاً، بل هو سهل ويمكن من خلاله الوصول إلى صورة واقعيّة. وتقول عن الديوان: “الرمز ذلك المصباح الذي ينير خبايا قلب الإنسان. ويضيء في رموز ديوان أعمدة الشعر السبعة (حقائب، الغريب، الحب أوجدني، لولا الهوى ما كنت أبصر عالمي…) إذ نجد أنّ الشاعر العاشق هائم يطوف الأرض وفي قلبه بوصلة حبّه ترشده. الحب قوّته، فيركب البحر ويجازف غير آبهٍ بالمخاطر”.
ومن جهتي، أعترف بأنّ “أعمدة الشعر السبعة” فيه رموز كثيرة، خصوصاً في بابي الشعر المنثور، والشعر المدوّر (الفصيح والعامّيّ). ولو أخذت الباحثة دواوين أخرى، لكانت وجدت مئات الرموز والصور والأبعاد التي تحتاج وحدها إلى دراسة أكاديميّة.
4: تحوّلات حضاريّة ومعرفيّة
عن هذه التحوّلات تقول: “في عصر السرعة والكلمة المختصرة والتقليد دون الوعي، اختار الشّاعر طريق الأصالة وعباءة التراث التي أضفت على شعره ميزة إضافية. فهو شكل معاصر وروح تراثية. ويعرف تمام المعرفة متى ينبغي التحرر من القديم ومتى انتقاء منه ما يناسب العصر”.
وكم يغبطني هذا التحديد لمفهوم الأدب عندي، فالتراث جزء لا يتجزّأ من المعاصرة، وأمزج بينهما في كوكتيل مفيد. ولا يهمّني أدب لا جذور له، ينبت في الهواء، ويموت ابن ساعته في لحظة، كعشب على جدار. والأدب الذي يدّعي الحداثة، له شعبيّة هائلة، خصوصاً عند الذين لا يفهون كلمة منه. فهؤلاء متفلسفون، يستغلون غموض الأدب، ليبرهنوا مفهوميّتهم، وتفوّقهم على الآخرين الصادقين فعلاً الذين يفغرون أفواههم، ويسألون: ماذا يقول هذا الشعر؟
5: تحولات النزعة الإنسانية
تركّز الباحثة في هذه النقطة على قضايا الالتزام والأخلاق والوعي الحضاريّ، خصوصاً في الأدب. ومعروف عن مشروعي أنّه راق، يعيب على الشتّامين والمقذعين وسليطي اللسان نهجهم الذي لا لزوم له في عصرنا هذا. وأعتقد أنّ الشاعر يمكنه أن ينتقد ويكون مصلحاً في عالم متخبّط، من غير حاجة إلى الإثارة التي تهدف إلى حشد الجماهير. وكثيراً ما كنت أخجل وأنحني بين الكراسيّ، عندما أسمع إثارة لفظيّة أين منها الكلمة الذهب التي تلتمع في السماء!
أقول في واحدة من أجمل قصائد التفعيلة عندي:
“الشتم صار عندنا بضاعةً رخيصةً
تباع في الدكّان…
ما أحقر الشّعر الذي يحقّر الإنسان”!
“أنعي المعلّقاتِ السبعَ
والبديعَ والبيان…
أنعي لكم عكاظ،
والفحول من بني ذبيان…
أنعي غناء النهر والحفيف، والألوان،
فإنّ صوت البوم صار عندنا معزوفة
وصار للنشاز دولة،
وصولجان”…
في القصيدة نفسها “ليس للعشّاق في قبيلتي مكان”، أدعو إلى القيم، وأستغرب أن يكون هناك من يخبرونني عن “مدرسة مختلفة أو “مذهب مختلف” لتبرير الصداقات. وهذه السفطائيّة مكروهة عندي، لأنّها تسيء إلى الأدب. وقد عانى أدبنا المهجريّ الكثير من جرّاء المديح الفارغ، وأصبحنا نحن ضحايا، ينظر إلينا على أنّنا نخب ثان. فإذا كان النخب الأوّل ركيك، فما موقعنا نحن؟
تقول الباحثة: “اليوم بات أي شخص يملك ورقة وقلمًا والقليل من المال لطباعة كتاب يحسب نفسه شاعرًا وأديبًا. مجرد أن يرصف الكلمات بطريقة ما، أو يحفظ بعض المرادفات يعتبر نفسه ملكًا على عرش الإبداع. أين هو من الملعلّقات؟ أين هو من السجع والجرس الموسيقى والعبارات الساحرة التي تذيب المشاعر من فرط رقتها واعجازها؟!”
6: تحوّلات البحر وتغيّر سميائيّته
لا شكّ في أنّ البحر رمز مهمّ عند المغترب، وتكثر في أدبيّاتنا صورة البحر والموج والعاصفة والمرافئ والمراكب والسفن وطيور النورس… والباحثة تضيء على هذا النقطة، فتقول: “نظر شاعرنا إلى البحر من زوايا عدة، مرة من زاوية القوّة التي يتمثّل بها، ومرة من زاوية الحبّ، فيرى فيه الحب الموعود بما فيه من سرّ وعلانية، ومرة من زاوية الاتّساع”. لكن الأستاذة نداء تعود إلى البحر مرّة أخرى، في الفصل الأخير من دراستها، عندما تناقش “التحوّلات الشعريّة بين جبران خليل جبران وجميل الدويهي”، بادئة بالإشارة إلى انتماء “كلّ من جبران وجميل إلى منطقة بشرّي وزغرتا- إهدن ذات الطبيعة النقيّة والصافية والألوان الخلابة في الفصول الأربعة، كحال طبيعة لبنان كلّها. جبران هاجر صغيرًا حاملًا معه صورة الطبيعة خميرة أطعم بها العالم نثرًا وشعرًا. أمّا الدويهيّ، فهاجر بعد أن عبّ ناظريه من فردوس الجنة، واختزن في ذاكرته أزكى العطور بتركبتها الفريدة بين امتزاج رائحة الزهور في الربيع مع النباتات العطريّة. وامتزاج رائحة ملح البحر مع عطر زهر الليمون وشاحًا تتزين به المنطقة الساحلية طيلة فترة الربيع.
وتربّى الدويهيّ في كنف عائلة لبنانية تشترك بالعادات والقيم، وإن اختلف مع جبران في النشأة والأسباب المرافقة؛ لكن هذا الجمال، وهذه الأسباب انعكست على أدبهما، فالنظرة إلى المرأة والبحر تجري في رمزيّات عدة”.
وأخشى لو علقت على هذه المسألة أن أتّهم بأنني أدّعي التشابه مع جبران. علماً أن جبران كتب نوعاً واحداً من الشعر، وكتب – حسب علمي- قطعة من الشعر العامّيّ على وزن “الموليّا”:
“طلعت عا راس الجبل فتّش عَلى طيري
ولقيت طيري يَ إمّي في قفص غيري
خشخشتلّو بالدّهب قلتِ لّو يا طيري
قلّي زمانك مضى فتّش عَلى غيري…
لاطلع ع راس الجبل واشْرف عَلى الوادي
وقـول يا مرحبا نسّم هـوا بلادي
يلّلا يطوف النّهر ويغرّق الوادي
واعمل زنودي جسر وبقطّعك ليّا”…
وجبران لم ينظم المدور الذي انا رائده في استراليا، وشاعره الوحيد. ولم ينظم التفعيلة.
أما في أعمالي الفكرية، فأناقش أفلاطون، وأرسطو، جبران، ونعيمة، والريحاني، كما أناقش غوته، ونيتشه، وشوبنهاور، وديكارت… ليس في كل ما كتبوه، بل في تفاصيل معينة، وجدتها لا تنسحم مع رؤيتي الفلسفية للخلق والعالم والمجتمع.
وتعود الباحثة إلى رمز البحر بيني وبين جبران فتعتبر أنه يمثل عنده “الروح الكبرى والذات العظيمة”، كما يمثل”المصدر الذي تتوق الذات للعودة إليه”. وجبران يرى البحر جاثماً كالأحزان، يجثو على صدره يودّ لو يحوّله رذاذ ماء خفيفة منتشرة بالفضاء، فتحلّق روحه بالحبّ إلى ما لا نهاية – بحسب تعبيرها. أما في ديواني “الأعمدة” فتتبدل رمزية البحر، فتارة يرمز إلى القوة والعظمة، وتارة أخرى دليل يشهد على الحبّ. وهو عندي أيضاً العظمة واللانهاية، بيد أنه لا شيء أمام حبّي ومشاعري.
ولو ذهبت الباحثة إلى دواوين أخرى، مثل “قصايد عا قزاز الشتي”، و”كلما طلعت عا خيمتي”، و”نقوش على خريف الغربة”، و”أحاول الفرار منك مثل طائر”… لكانت وجدت عداوة بيني وبين البحر. وهذه الدواوين جاءت في مرحلة زمنية بعيدة قليلاً عن “أعمدة الشعر السبعة”، ولكل مرحلة نهجها وطريقتها.
وتقارن الباحثة أيضاً بيني وبين جبران في موضوع المرأة، فترى أن صاحب النبي”ينظر إلى المرأة نظرة انكسار وضعف، فهي المرأة الضعيفة الذليلة التي لا تملك كلمة “لا” في قاموسها، يظهر هذا جليًا في “الأجنحة المتكسرة” في شخصية سلمى كرامة حبيبته، وأوّل زهرة في ربيع الحبّ عنده، رضخت لأمر المجتمع والعادات، فتزوجت رغمًا عنها، ودفنت روحها وحبّها تحت أقدام الضعف: “سلمى أدخلتني إلى جنة الحب والطهر لكن الطيب في هذه الدنيا لا يبقى”، أما المرأة عندي، فذات استقلال، سيّدة نفسها لها حياتها وأحلامها وكلمتها، حاكمة غير محكومة، تدخل الحبّ من أبوابه الواسعة بخطوات أميرة داخلة إلى قصرها، تعرف قيمة ذاتها، لهذا تتمرّد وتتدلّل على محبوبها كي يزيد من كلام الحبّ والغزل فتُطرب قلبها.
وتختم الباحثة عثمان: “إنّ أديبينا (جبران والدويهي) ينتميان إلى المنطقة نفسها، وتشابهت أقدارهما بالهجرة إلّا أنّ لكلّ منهما نظرته وشخصيته، فبالإضافة إلى الإبداع عند كليهما تفرّد الأديب الدويهي بدراسة الدراسات العليا، في اللغة العربية وآدابها، ما منحه المزيد من التميّز والتفرّد بالأسلوب. بالإضافة إلى هجرته في عمر متأخّر بعد أن تشبّع من العادات والقيم، انطلق في رحلة هجرته التي يمكن أن تعتبر أسهل نسبيًا من رحلة جبران الذي هاجر صغيرًا إذ قُطفت طفولته قبل أن تنضج في بيئتها. إنّ تغيّر الظروف عند الأديب الدويهيّ أضاف المزيد على الشعريّة الاغترابيّة عنده”.
إذن هناك نقاط اختلاف كثيرة، تحتاج وحدها إلى دراسة مقارنة، لم يكن موضوع البحث للإحاطة بها.
وأختم بالقول: إنّ الباحثة القدوة نداء عثمان أعطتني الكثير، وأضفت على أعمالي هالة أكاديميّة، كنت ولا أزال أتوق إليها، وأعتبر كأستاذ جامعيّ، أنّ مشروعي وأعمالي تستحقّ مزيداً من الدراسات، لكن مشكلة الموقع الجغرافي فعلت فعلها. فنحن ننحت الجبل بإبرة، لإقناع الناس بجدوى أعمالنا وأهميّتها، أضف إلى ذلك مقدار التبشير المثير للسخرية، بأدب لا يستحق هذا العناء، وتسلّط بعض الطارئين ممّن لا يعرفون لا الأدب ولا النقد على الحركة الأدبية، كما الإجحاف الإعلامي المقرون بحملة للتعتيم على ما نفعله، ولو فتحنا المجرّات. لكن ما دام في الحياة أناس طيبون وصادقون، مثل نداء عثمان، فنحن في حال جيّدة، وننظر إلى المستقبل بعين التفاؤل. وفي الوقت نفسه، يحز في قلوبنا أن يكون وراء البحار من يسمعون بنا، وهنا يصم الكثيرون آذانهم، ويصدّقون أن الصوت الهادر غير موجود.
—–
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي افكار اغترابية للأدب الراقي.