الشاعرة ندى نعمه بجاني
بِأَبي أَنْتَ قَلْبي وَكُلُّ حُبّي
وَأَنْتَ حَدْسي وَضِياءُ المُقَلِ
وَأَنْتَ عُذوبَةُ الهَمْسِ وَمُتْعَةُ اللَّمْسِ
وَأَنْتَ الآهُ وَالوَلَهُ وَانْتِشاءُ القُبَلِ
وَنَيْزَكُ شَوْقٍ بلا مَوْعِدٍ يَسْقُطُ
كَأَنَّ ما في الصَّدْرِ يُشْعِلُ بَهْجَةَ الوَجَعِ
وَدَبيبُ نارٍ في جَفافِ الصَّحاري لا يُسْمَعُ.
حَبَبْتُكَ أنا وَما حَسِبْتُ هَواكَ قاتِلي
وَما حَسِبْتُني رَهينَةً أُصْبحُ
رَقْرَاقَةَ الدَّمْعِ مِنْ هَواكَ لا أَشْبَعُ..
وَما حَسِبْتُها حَياتي عِنْدَكَ تَبْدَأُ
وَالفَؤادُ يَتَوَلَّهُ مُتَهَدِّلَ الجيدِ في هواكَ يُصْرَعُ..
بَيْدَ أَنَّي عَرَفْتُكَ بالغَرامِ تَأْتي وَبالهَوانِ تَرْجِعُ..
وَأَنَّكَ مِنْ لَهيبِ الشَّوْقِ تَصْنَعُ طَيْرًا في حِماكَ يَرْتَعُ..
يُقاسي وَشائِحَ الثَّلْجِ وَضَحِكاتِ الصَّقيعِ
يَتْنَفَّسُ في لُجَجِ الصَّمْتِ رَغْبَةً أَثْقَلَتْ رَأْسَهُ
وَفَوقَ نَوارِسِ الغَرامِ يَرْتَفِعُ.
فَكَمْ شَقى في الغَرامِ دونَكَ قَلْبي
وَما مَلَّ سُبُلَ الانْتِظارِ..
وَلا عَزَلَني عَنْ هَواكَ قَدَري..
حَتّى إِنْ أَنْتَ جِئْتَ أَنْصَفَني حَنيني
وَما عافَ قَلْبيَ العَليلُ وَجَعَ احْتِضاري..
فَتَلَذَّذَ مَرارَةَ الشَّوْقِ مَعجونةً بماءِ البحارِ
كَأَّنَّما الغَرامُ مِسْمارٌ يُدَقُّ
وَما عَداهُ مِنَ الآلامِ لا يُوجِعُ.
وا حَبيبًا يَحْلو فيكَ الهَوى وَمِنْكَ يَطيبُ الوَجَعُ
إِنَّكَ طَيفُ غَرامٍ يُلازِمُني وَلِلهَوانِ إِنَّكَ المَرْجِعُ..
السِّحْرُ في عَيْنَيْكَ يَلْمَعُ وَاللَّيْلُ فيهِما يَهْزَعُ…
وَأَنْتَ يا عاشِقًا وَشَّحَ بالعِشْقِ كِياني
إِنَّ قَلْبي بِهَواكَ مُتْرَعُ
وَما بينَنا أقْوى مِنَ السِّرِّ لا يُقْطَعُ.
فَيا قَمَرًا بَيْنَ الأَخْيارِ تَتَرَبَّعُ
وَيا أَريجًا بَيْنَ الشِّفاهِ تَخْشَعُ
مُرَّ بِفَوّاحِكَ عَلى القَلْبِ تُلَطِّفُهُ
تُراهُ بالعِناقِ فؤادَكَ يُصافِحُ
وَالغَرامَ مِنْ فَيْضِهِ يَجْرَعُ
هُوَذا بالأشواقِ يَلْثُمُهُ ..
وَالفِكرُ حُسْنَكَ يَتْبَعُ..
هُوَذا اشْتِياقي في الحَشاءِ أَقْمَعُ
لَعَلّي عَلى أَشْواقي أَتَرَفَّعُ..
وَلَعَلَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنّي ذاتَ يَوْمٍ
كُلَّ ما عِنْدي وَهَبْتُ..
وَها أَنَذا بَعْضًا مِنْ ذاكَ يَوْمي أَسْتَرْجِعُ…
1 -11 -2014
******
مِن ديوان ” مَلْحَمَــةُ الغَــرامْ “