“موعد مع الربيع”، عنوان المعرض الذي تنظمه “أيام غاليري” –دبي (مركز دبي المالي العالمي) للفنان السوري مطيع مراد (21 اكتوبر- 12 ديسمبر)، يتضمن لوحات جديدة يدمج فيها مراد الأشكال المعمارية مع الألوان الغنية.
تتميز اللوحات بأنها عبارة عن شرائط متوهجة الألوان، تمثل رحيلاً عن البنيوة الهندسيّة القاسية التي كانت موجودة في أعماله السابقة، وهو يصف هذا التحوّل الأسلوبي بالترياق البصري للاضطرابات السياسيّة في العالم العربي، فبينما كانت الأعمال السابقة محدّدة بنهج رياضي صارم، تتسم لوحات مراد الجديدة بتعبير تجريدي أكثر مرونة وانسياباً.
مع أن مراد يرسم وفقاً لتجاربه الخاصة في الحياة والصراعات، إلا أن أعماله الجديدة متفائلة بشكل متّحد، حاملة عناوين تنبض بالجمال والأمل ، ترفض السلبية، وهي بمثابة شفاء للفنان. ففي لوحة “تجربة رقم 91: عندما يزهر ربيع”، يتحدى مراد مصطلح “الربيع العربي” الذي أصبح مرتبطاً على نحو متزايد بالعنف، ويستخدم ألواناً تستدعي إلى الذهن تفتّح الحياة خلال فصل الربيع.
تتغلغل لغة مراد البصريّة التجريديّة في إدراكه للبيئة الماديّة، ويعتبر فعل المراقبة أكثر فاعليّة من محاولات صنع تمثيلات واقعية للحياة، ففي عمله “تجربة رقم 90 في منتصف الليل الدافئ”، المكوّن من نطاقات من ألوان الأزرق الغامق والأحمر، بقدم مراد مشهداً لمبانٍِ مرسومة في فترة تعمّ فيها الظلمة، وهي تجربة يصفها بـ “مشاهد الليل أفقياً”، حيث يصوّر البنى العموديّة كمجموعة من الخطوط الأفقيّة التي تتلاشى تدريجاً إلى الظلمة نحو الجزء العلوي من قماش اللوحة، كما لو أنها تنحسر إلى البعيد، وتبث التجربة السمعية ذاتها في لوحات مراد، كما نراها في عمل “تجربة رقم 86: رؤية في الحلم الأزرق” إذ نفذها أثناء استماعه إلى الموسيقى، فأصبح العمل بمثابة ترجمة بصريّة للصوت، مستحضراً بذلك موسيقى الميتال التي كان يستمع إليها مراد في شبابه.
ولد مطيع مراد في حمص عام 1977، يقيم في القاهرة ويعمل فيها، أعماله مقتناة عالمياً في مجموعات فنية عامة وخاصة، من ضمنها المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، أقام معارض فردية في “أيام غاليري” قي بيروت ودبي ودمشق بين 2010 و2011.
كلام الصور
1- مطيع مراد
2- 3- 4- من المعرض