“إلى من بنوا بسواعدهم وعرق جباههم ودموع توبتهم كنائسنا وأديارنا”، أهدى الخوري يوحنا مخلوف كتابه الجديد “إهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم”، قدم للكتاب العلامة الأب يوسف يمين الإهدني. وهو مترجم إلى الإنكليزية في النسخة ذاتها.
“رعية كإهدن تحوي ثلاثين كنيسة وديراً ومنسكة ….تستحق أن تكون الفردوس على الأرض، وحجارتها تتكلم لتخبر جذور إهدن التي تعود إلى آلاف السنين وإلى القرن الخامس المسيحي”، من هذل المنطلق راح المؤلف يبحث في كتابه في الأبعاد التاريخية الأثرية والهندسية والطقسية والروحية لتراث إهدن الروحي:
الأبعاد التاريحية مثل المذبح الوثني والإله جوغيتار والقبر الكنعاني والابعاد الآثارية مثل تاجي الأعمدة وذلك قبل بناء كنيسة مار ماما، والحجارة تتكلم وما هو محفور من خط سرياني على حجارة كنائس مار ماما ومار انطونيوس وسيدة زغرتا.
الأبعاد الليتورجية: لمسات البطريرك الدويهي وحديث عن الجرن المصنوع من الحجر والذي يدل على صلابة الايمان والمذبح وغير ذلك. والعقد هو رمز تكاتف المشيّدين وعقد مار جرجس اهدن هو اعلى عقد كنيسة في لبنان.
أبعاد نسكية: الشقوق الصخرية (المناسك) في مار يعقوب، مرت مورا ومار ميخائيل ومار شربل واخته بارابيا وهي موجودة على الضفة الشمالية الشرقية للوادي المقدس.
الأبعاد الروحية: كيف تتقدّس العتبة من اقدام ورُكَب المؤمنين الزاحفين الى الكنيسة.
الأبعاد التربوية : يوجد قرب كل كنيسة ودير مدرسة، أاول مدرسة نظامية في لبنان كانت مدرسة مار يوسف زغرتا التي تأسست سنة 1695 مع المطران جرجس عبيد.
يتضمن الكتاب مقدمات حول الزيارة الروحية او الحج الديني أو السياحة الدينية كما تسمى اليوم، وحول الكنائس وأسمائها، بحسب الدويهي مع نظرة تاريخية حول بناء الكنائس. ويلقي الضوء على إهدن: موقعها وإسمها، من إهدن الوثنية إلى إهدن المسيحية، بالإضافة خريطة جغرافية مع أسماء الكنائس ومواقعها، التي وُزعت ضمن مجموعات : على أسماء القديسين الشهداء اثنتا عشرة كنيسة ودير . على أسماء القديسين المحاربين وعددها أربع. كنائس على إسم مريم العذراء وعددها سبع. كنائس وأديار ومناسك متنوعة وعددها ستة.
يلقي الكتاب الضوء أيضاً على زغرتا: اسمها، موقعها، تملكها، وعدد كنائسها وأديارها الاثنا عشر الموزعة بحسب مواقعها على خريطة جغرافية. وفي القسم الاخير عرض أسماء بطاركة إهدن وأساقفتها وحياة وأعمال وإنتاج، كهنتها ونساكها .
وفي الخاتمة أطلق صرخة للحفاظ على كنائس الحجر التي تكلمت وتتكلم حجارتها بمواجهة حضارة الباطون الصامتة بالرغم من صلابتها.
تكمن أهمية الكتاب في أن الصورة تتكلم من خلال النص المرافق لها . إذ يحوي صوراً ملونة من أعمال إبن إهدن الفنان والرسام بول فرشخ.
حول كتابه يقول الخوري يوحنا مخلوف الأهدني:”البطريرك الدويهي سمى أهدن بالفردوس الأرضي، وحجارة تتكلم فأنا تحدثت عن اربعين كنيسة ودير ومنسكة من الناحية الهندسية، وكنيسة مار ماما التي تعود إلى سنة 749، حجارتها محفور عليها باللغة السريانية ما يؤكد تاريخ هذه الكنيسة وأقدميتها وزمن استعمال هذه الحجارة التي تعود إلى الهياكل الوثنية، وأيضاً كنيسة مار الياس الحي ، وفيها العتبة محفور عليها أيضاً، وتعود إلى سنة 1100 مسيحية، وكنيسة سيدة زغرتا كلها محفور عليها وسط الحيطان تاريخ بناء الكنيسة ومن بناها، لذلك نقول “الحجارة تتكلم”.
تابع: “دعيت من قبل المطرانية في سيدني والجامعة الثقافية في العالم وجمعية يوسف بك كرم لتوقيع الكتاب في 18 مايو 2014، وكان ناجحاً ومن خلال اللقاءات التي أجريتها مع أبناء الجالية الزغرتاوية، فهم فرحوا لأنه مترجم إلى اللغة الإنكليزية ولأنهم شعروا بأن ثمة خيطا لأولادهم وأحفادهم للتفكير بلبنان، وقد أنجزت الترجمة مشكورة مابيل جوزف نخله الرهبان”.
للخوري يوحنا مخلوف مجموعة كتب بعنوان “سلسلة منائر إهدنية”، صدر حتى اليوم: “البطريرك يوحنا مخلوف الإهدني” (2001)، “البطريرك جرجس عميره الإهدني” ( 2002)، “العالم الماروني القس جبرائيل الصهيوني الكرمي الإهدني” (2005)، “إهدنيون نوابغ المدرسة المارونية” (2007)، “نسّاك إهدنيون” ( 2009)، “يوسف بك كرم، أيقونة وقربان على مذبح الوطن”(2011)، “البطريرك العلامة مار اسطفانوس الدويهي الإهدني منارة مسكونية” (2012). سيعمل على إنجاز كتاب حول مخطوطات إهدن وعددها 276 مخطوطة، وثمة فكرة إانجاز مذكرات بطل لبنان يوسف بك كرم.
معظم مراجع الأب مخلوف تعتمد على: مكتبة الفاتيكان في روما، مكتبة البطريركية المارونية في بكركي، مراجع من فرنسا عن العلاّمة الصهيوني، وهو أول من أطلق عليه لقب “عالم ماروني”، ولعلّ أهم المراجع التي استفاد منها الأب مخلوف ما كتبه ابو التاريخ اللبناني البطريرك الدويهي وهو الليتورجي المعروف.
ثمة أعداد جديدة ستصدر لاحقاً من هذه السلسلة وتضم بطاركة آل الرزّي الذين سيتضمنهم الكتاب السابع.
*******
وقّع الخوري يوحنا مخلوف الإهدني كتابه الجديد “إهدن فردوس الكنائس والأديار حجارة تتكلم”، السابعة مساء السبت 26 يوليو في كنيسة مار ماما – إهدن، برعاية وحضور سيادة المطران جوزف معوض النائب البطريركي على نيابة إهدن – زغرتا.
كلام الصور
1- غلاف الكتاب
2- الخوري يوحنا مخلوف يوقع كتابه في كنيسة مار ماما- إهدن
3- كنيسة مار ماما