بقلم: كلود أبو شقرا
للسنة الرابعة عشرة على التوالي، تحتفل بيروت بـ “عيد الموسيقى العالمي” (السبت 21 يونيو) بعدما أضحى تقليداً من صميم نشاطات هذه المدينة التي تنبض فيها الثقافة على اختلاف أنواعها وتشكل مساحة تلاقٍ بين الحضارات في العالم.
هذا الحدث الذي تنظمه “سوليدير” بالتعاون مع المركز الفرنسي في لبنان ووزارة الثقافة، تشارك فيه 60 فرقة موسيقية من لبنان وفرنسا وسوسرا ورومانيا ومن البلاد العربية لا سيما الكويت وسورية والأردن ومصر… تبدأ الاحتفالات في السابعة مساء وتستمرّ حتى ساعات الفجر الأولى.
منذ انطلاقته في لبنان في 2001، تحول عيد الموسيقى إلى مناسبة تجعل من ثمانية مواقع مختلفة في وسط بيروت مسرحاً للتعبير عن الفن والتفاعل بين أجيال مختلفة ومتنوعة، في أطار دورها المحوري الثقافي الرائد في المنطقة.
الانطلاقة
عيد الموسيقى، تظاهرة شعبية مجانية مفتوحة للهواة والمحترفين على السواء، تجتاح الشوارع والساحات في المدن والقرى، جامعة، خلال ليلة واحدة، أنواع الموسيقى ومتوجهة إلى الجمهور أينما كان في الشوارع أو في البيوت…
فكرة عيد الموسيقى ابتكرها جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، بناء على اقتراح تقدم به أستاذ الرقص والموسيقى موريس فلوريه. انطلق العيد في 21 يونيو 1982، لأن فيه يصبح الليل أقصر، لذا تستمر الحفلات إلى ساعات الصباح الأولى.
في غضون سنوات أصبح عيد الموسيقى التظاهرة الثقافية الأكبر في العالم، تجري الاحتفالات فيها في الحدائق العامة والمتاحف وعلى الطرقات، ويشكل مناسبة للمؤسسات الموسيقية الضخمة لتخرج إلى الشارع وتستقبل الأنواع الموسيقية المختلفة، وفرصة لإقامة حفلات في المستشفيات والسجون وتعزيز الفنون والممارسات الثقافية.
انطلق عيد الموسيقى في العالم عام 1985 لمناسبة السنة الأوروبية للموسيقى، فحقق نجاحاً، ويحتفل به اليوم أكثر من 100 بلد في القارات الخمس. ففي 21 يونيو من كل سنة، تلتقي الأنواع الموسيقية من راب وتكنو وروك وزبلوز… في كرنفال موسيقي هدفه الوصول إلى الناس في الشوارع والأزقة والأماكن العامة والساحات وحتى في المستشفيات والسجون.
بيروت الأفضل
صنّفت مجلة Time Out عيد الموسيقى في لبنان 2012 الأفضل في العالم، وهذه السنة تحتضن بيروت عشر حفلات موسيقية على مسارح: الحمامات الرومانية، ساحة الشهداء، أسواق بيروت، حديقة سمير قصير… وتستقبل كضيف شرف الفرقة الموسيقية الفرنسية Exsonvaldes،
أصدرت الفرقة ألبومها الأول Time we spent together في 2004، وقدمت مئات الحفلات الموسيقية في فرنسا وسيويسرا ولوكسمبورغ، ألبومها الأخير Lights صدر في 2013 ويتضمن موسيقى تمزج بين الموجة الجديدة البريطانية والغيتار في الدرجة الأولى، والأنغام الإلكترونية…
بوب وموسيقى شعبية
في هذه الاحتفالية الضخمة، ستصدح موسيقى البوب والموسيقى الشعبية التي تحييها فرق لبنانية وإيقاعات برازيلية، من أبرز هذه الفرق:
Audysea: ولد الموسيقي باسل في بيروت عام 1980، تنقّل بين دبي، لوس أنجليس وبرشلونة، صنف ضمن أوركسترا الشرف العالمية (La Haye)، كرئيس آلات الإيقاع. عزف الغيتار والبيانو وأحيا حفلات غنائية على مدى مشواره الجامعي والمهني، لدى عودته إلى بيروت في 2010، انطلق باسل في كتابة كلمات الأغنيات، ويستعد لإطلاق ألبومه الموسيقي الأول خلال الصيف.
ساندمون: منذ 2010، تحتل الفرقة مكاناً على الساحة الموسيقية المستقلة اللبنانية. يتقاطع أسلوبها بين البوب والروك والموسيقى الشعبية. أصدرت ألبومها الأول من إنتاجها Raw في خريف 2010، ونفذته في لبنان وبلجيكا وشاركت في مهرجانات عالمية ومسابقات.
تعود الفرقة في 2013- 2014 مع تشكيل خماسية جديدة مؤلفة من: ساندرا أرسلنيان (بيانو/ غناء)، معن رجب (غيتار)، روي خازن (باس)، جيرار رشدان (باتري)، وعازف فيلونسيل جديد. ألبومها الثاني “هوم” صدر في نهاية 2013.
ألان سيف، مؤلف موسيقي وشاعر ومغنٍ وعازف بيانو، معروف تحت اسم Oak، مسافر جوال، شارك في حفلات موسيقية كعازف منفرد، منذ التسعينيات، في بيروت وسيدني وولنغتن ونيوزلندا، تمزج موسيقاه بين البوب والموسيقى الشعبية. يركز في كلمات أغنياته على مواضيع مثل الحقيقة والرغبة والهوية والحرب والحب والجمال. صدر ألبومه On the Borderline في سيدني.
سفر: فرقة ثنائية، موسيقاها مزيج بين الجاز والبوب، تميز ألبومها الأول بجمالية أنثوية مجنونة.
سمتيك جنتيك: تمتاز موسيقاها بمزيج بين الموسيقى الشرقية والغربية.
سيغوندو بلوكو: تأسست الفرقة في بيروت من طلاب “بيمبا إسكولا دي كابويرا” لبنان في 2011، أداؤها ديناميكي ممزوج بموسيقى الكرنفال، سامبا، سامبا ريغي وأفرو برازيلي، وتشكل الأزياء والكوريغرافيا والأغاني… العناصر الأساسية لحفلاتها. منذ سنوات زادت الفرقة حفلاتها في الجامعات والأماكن العامة وفي عروض الشارع.
لوبستاش: تتألف من سليم نفاع (21 سنة) على الغيتار والباس، كارل فرنيني (22 سنة) على البيانو، موسيقاها مستمدة من الإيقاعات الغجرية والسوينغ والروك، وبرزت في الروك والبلوز، وأحيت حفلات في أنحاء لبنان.
بيندول: فرقة فريدة من نوعها على الساحة الفنية اللبنانية، تمزج بين الموسيقى والمشهدية، وتتمتع المغنية إيرين ميكايليان بحضور مميز.
وارتون بيشوبس: فرقة بلوز وروك مؤلفة من نادر(غناء، هرمونيكا، غيتار، كلافييه)، إيدي (غيتار، غناء، بانجو)، وتسيطر عليها الأنغام الإلكترونية. أصدرت ألبومها الأول في ديسمبر 2012، جالت في تركيا وفرنسا والنروج والسويد والدانمارك.
عايدة وغريغوري: فرقة شابة على الساحة الموسيقية اللبنانية انطلقت من خلال مشاركتها في عروض عيد الموسيقى، تمزج موسيقاها بين الشعبية والروك مع إضفاء هوية خاصة عليها.
كريس توماس: يقدم كريس توماس مقطوعات من البلوز برفقة غيتار وهارمونيكا.
مودبيلز: تتألف الفرقة من خمسة موسيقيين لبنانيين، مجموعة ناشئة في المشهد الموسيقي المحلي، تعتمد في موسيقاها على البيانو، البانجو، الغيتار، الهارمونيكا، الكمان، التشيللو وآلات الإيقاع، وتمزج بين البلوز والروك.
فانكي بلوز: تتألف هذه الفرقة من محبي موسيقى البلوز، برونو باولي (كلافييه)، طوني رزق الله (غيتار باس)، فايز رزق الله (إيقاع)، كمال بدارو (غيتار وغناء). تقدم كلاسيكيات البلوز والروك.
غورو: تألفت الفرقة في 2012، وأحيت حفلات في بيروت والخارج منذ 2013.
نشاز: تألفت الفرقة في 2010 وركزت في موسيقاها وأغنياتها على عناوين أصيلة وصادقة مستوحاة من الصراعات اليومية التي يعانيها اللبنانيون الشباب.
روبي رود: تتألف الفرقة من ليال بحيري (غناء)، أنطونيو حاج (باس)، بيتر حتي (غيتار)، رجا رحباني (إيقاع)، تتميز بإحياء أغنيات الجاز التي اشتهرت في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته.
فرق عربية
يتميز عيد الموسيقى هذا العام بمشاركة عربية من خلال فرق شابة هدفها التعبير عبر الموسيقى عن رفضها لما يجري على الأرض في بعض الدول العربية، منادية بإعلاء ثقافة الحياة من بينها:
خبز دولة: تأسست الفرقة في دمشق في 2012 وتعززت في بيروت منذ 2013، تتألف من أربعة موسيقيين: أنس مغربي، محمد باز، بشار درويش، حكمت قصير. سجلت ألبومها الأول “خبز دولة” على أن يصدر في يوليو 2014. عزفت الفرقة في أنحاء سورية، وهي معروفة بموسيقى الروك.
ويتروبوتس (مصر): منذ 2010، ركزت المغنية بثينة وزميلاها حسين واسماعيل على الفن المصري اليوم، وأنجزوا فيلماً وثائقياً في عنوان “فن الحرب” عرض على شاشة ARTE ويعيد رسم المكان الثوري والمتمرد في القاهرة.
امبتي يارد اكسبريمنت: تأسست في 2006 في دبي، موسيقاها مزيج من الأنغام المستوحاة من الثقافة الشرقية ونظرة جديدة إلى الأسلوب الموسيقي، البوست- روك والروك…
زاهد سلطان: فنان ملتميديا كويتي، يهدف إلى استقطاب انتباه العالم عبر أسلوب فريد، طوره معتمداً على استلهامات ثقافية. زاهد مؤسس ومدير “ماوس ميوزك”، مؤسسة مهمتها تطوير المسؤولية الاجتماعية في العالم العربي. أداؤه الموسيقي يتضمن ديو سمعي آلات الكترونية، يكملها بعرض صور مباشرة في روح عصرية تشكل سفراً حقيقياً سمعياً بصرياً.