بمناسبة الذكرى الخمسين لانعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي ساهمت فيه كنائس الشرق الكاثوليكية، ممثلة بأساقفتها، مساهمة فعالة، تنظم الإكليريكية البطريركية المارونية – غزير ومركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات، التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف – بيروت، مؤتمر دولي بعنوان “المجمع الفاتيكاني الثاني والكنائس الشرقية”، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من 7 إلى 10 أيار، في جامعة القديس يوسف، حرم الابتكار والرياضة – أوديتوريوم فرنسوا باسيل – طريق الشام يومي 7 و8 الحالي، وفي أوديتوريوم البابا يوحنا 23 – في الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير في 9 و10 الحالي. يفتتح المؤتمر السادسة مساء الاربعاء في 7 الحالي في أوديتوريوم البابا يوحنا 23.
أبو كسم
حول المؤتمر قال الأب عبدو أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام: “تكمن أهمية هذا المؤتمر في التعاون بين الأيكليريكية البطريركية المارونية في غزير ومركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت، وما سينسحب من هذا التعاون مع باقي الجمعيات والإكليريكيات والجامعات الكاثوليكية في لبنان التي ستشارك من دون شك في هذا المؤتمر الذي هو على درحة كبيرة من الأهمية.
وتابع: “مما لا شك فيه أن المجمع الفاتيكاني الثاني أحدث ثورة في الكنيسة والكنائس الشرقية لها تاريخها وتراثها ولها اباؤها وتقاليدها وعاداتها، من هذا المنطلق التمايز بين ما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني وخصوصية الكنائس الشرقية والاندماج بين هذه الكنائس والمجمع الفاتيكاني الثاني هو من الأهمية بمكان وخصوصا أننا اليوم على مشارف إصلاح وتطوير في كنيستنا الكاثوليكية الجامعة وعلى رأسها قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس”.
أبو خليل
بدوره قال رئيس الأكليربكية البطريركية المارونية – غزير الخورأسقف عصام أبو خليل: “من الناحية العملانية، يجمع المؤتمر اختصاصيين من مختلف الاختصاصات اللاهوتية والتاريخية والراعوية التي لها علاقة بالكنائس الشرقية الكاثوليكية خصوصا، والشرق المسيحي عموما، ويهدف عبر المداخلات المتنوعة، إلى القاء الأضواء على قضية الكنائس “الشرقية” في المجمع. وتم التطرق إليها في الاجتماعات العامة وفي صوغ الوثائق، من جهة، وفي طريقة “تلقي” هذه الوثائق في الفترة ما بعد المجمعية، من جهة أخرى عبر المحاور الأربعة الآتية: المحور الكنسي / الإكليزيولوجي، عبر تأكيد رسولية الكنائس الشرقية وخاصة الكاثوليكية منها وكنسيتها. العلاقة مع الآخر (الحركة المسكونية، والعلاقات الإسلامية والمسيحية – العلاقات مع الأديان الأخرى)، 3) الوجوه المجمعية الشرقية، 4) المحور الراعوي.”
أضاف: “تهدف هذه المحاور الأربعة، ليس فقط إلى تبيان دور الكنيسة الشرقية فحسب، بل أيضا إلى إلقاء الضوء على ما حققه المجمع الفاتيكاني الثاني في بيئتنا المشرقية، وما يمكن أن يعطينا اليوم من أجوبة لواقع مجتمعاتنا الشرقية عموما، والكنسية وخصوصا في خضم ما يسمى بثورات “الربيع العربي”، والفوضى الخلاقة، أو الشرق أوسط جديد، على حد تعبير أهل السياسة. فيضعنا هذا المجمع من جديد أمام مسؤلياتنا، ويدعونا الى وقفة أمام الذات، وتقويم لوعينا تجاه وجودنا المسيحي المؤسس في هذا الشرق، متسائلين مرة أخرى: أي كنيسة نريد في سياق الخط النبوي الذي رسمه لنا المجمع؟”.
تابع: “تتوزع المحاور على أيام أربعة:
– اليوم الأول، أي بعد ظهر الأربعاء 7 أيار 2014، وفي حرم كلية الإبتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف بيروت، يكون الإفتتاح برعاية صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى.
– اليوم الثاني، بعد ظهر الخميس 8 مايو تتمحور الجلسات حول موضوع اللاهوت الكنسي والعلاقات المسكونية. فوحدة الكنيسة، كرغبة قائمة في الأوساط المسيحية، تجد كل حيثيات تحقيقها في واقع الكنائس الشرقية بشكل أساسي.
-اليوم الثالث، أي بعد ظهر نهار الجمعة 9 مايو، ينتقل المؤتمر إلى أوديتوريوم البابا يوحنا الثالث والعشرين، في الإكليريكية البطريركية المارونية – غزير. تتمحور جلسات هذا اليوم الثالث حول الحوار الإسلامي-المسيحي والحوار مع الأديان الأخرى واللاهوت الراعوي.
– اليوم الرابع والأخير، أي قبل ظهر يوم السبت 10 أيار، فتستمر المحاضرات عن الراعويات ثم دور العلمانيين في الكنيسة اليوم، وتختتم الجلسات بجلسة أخيرة حول تنشئة الكهنة في الكنيسة المارونية ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني”.
أبو جوده
رئيس مركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف – بيروت الأب صلاح أبو جوده أوضح أن “هذا المؤتمر الدولي تنظمه الإكليريكية البطريركية في غزير ومركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات، التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف – بيروت، في مناسبة مضي خمسين عاما على اختتام أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، التي ساهمت فيها مساهمة فاعلة كنائس الشرق الكاثوليكية ممثلة بأساقفتها وقد تركت أثرها في الوثائق المجمعية”. واشار إلى بعض النقاط في هذا المضمار:
“أولا: سر الكنيسة سر شركة. يشدد آباء المجمع في الوثيقة بعنوان “دستور راعوي في الكنيسة” على أن الكنيسة سر وعطية من الله، وشركة في جوهرها. وبقدر ما أن هذا السر وتلك الشركة تعنيان المساواة بين المؤمنين وأن السلطة الكهنوتية والأسقفية والبابوية إن هي إلا خدمة، فهما تعنيان أيضا الشركة مع باقي الكنائس بل وغير المسيحيين أيضا.
وكان لمساهمات أساقفة الشرق في هذا السياق دور رائد في توضيح مفاهيم أساسية مثل: مفهوم الجماعة الأسقفية، والليترجيا، ودور الروح القدس، ومفهوم البطريركيات الشرقية، والكنائس الشرقية التي حظيت بمرسوم خاص (مرسوم في الكنائس الشرقية الكاثوليكية).
ثانيا: موضوع الحوار. لقد أعطى المجمع الفاتيكاني الثاني دفعا للحوار لا سابق له، على مستوى الحركة المسكونية والحوار مع أتباع الأديان الأخرى. فكان إنشاء أمانة سر الوحدة المسيحية، وأمانة سر الأديان غير المسيحية، بل وأيضا أمانة سر لغير المؤمنين.
ثالثا وأخيرا: انخراط الكنيسة في عالم اليوم. فلما كانت مسألة عالم اليوم الحيوية مسألة العدالة والسلام، فقد طلب آباء المجمع إنشاء لجنة “عدالة وسلام”. ويمكن ربط القرار في وسائل الاتصالات الاجتماعية بهذه الخلفية، والتصريح حول الحرية الدينية ايضا الذي اكتسب أهمية في أعمال المجمع لا مثيل لها في المجامع السابقة، إذ كان المقصود به إبراز حرية المعتقد وصلتها بالضمير”.
وختم: “لا بد لنا إذا من الاحتفال بهذه الإنجازات وإعادة قراءة واقعنا في ضوئها، والتوقف عند نقاط قوتها وضعفها ونواقصها، مساهمة منا في تعزيز المسيرة الكنسية الشرقية”.
********
كلام الصور
جانب من المؤتمر الصحافي الممهد للمؤتمر