الراعي في افتتاح أعمال المؤتمر الأول للشبيبة المارونية في أوروبا: لإبعاد قضايا العمال عن التجاذبات السياسية والطائفية وإنصاف كل صاحب حق

توجه البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالتحية والتقدير إلى العمال في يوم عيدهم سائلا الله أن يكافئهم على أتعابهم بمزيد من الخير والصحة. ورأى غبطته “أن #العامل في لبنان يحتاج،  أولا، إلى الاستقرار بكل اشكاله الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما يولد الازدهار والنمو ويخلق فرص عمل إضافية ويحد من نزيف الهجرة”. ولفت إلى “التحديات الكبرى التي تواجه العمال في لبنان اليوم بدءاً من مزاحمة اليد العاملة الاجنبية، وصولا إلى شعور الكثيرين منهم بالغبن والظلم”، داعياً إلى “إبعاد قضاياهم عن التجاذبات السياسية والحزبية والطائفية وانصاف كل صاحب حق دون ظلم الآخر”.

كلام البطريرك الراعي جاء خلال افتتاح  أعمال المؤتمر الاول للشبيبة المارونية في اوروبا بعد ظهر امس الخميس، في Mont Saint Michel، تحت عنوان “فرح الانجيل”، بحضور راعي الابرشية المطران مارون ناصر الجميل وعدد من الكهنة الذين رافقوا الوفود من مختلف بلدان اوروبا.

في الجلسة الافتتاحية كانت كلمة للخوري ايلي العاقوري مرشد الشبيبة في اوروبا، بعنوان “ماذا ينقصنا بعد لنعيش الفرح؟ تعالوا وانظروا!”، رحب فيها “بصاحب الغبطة الذي حضر خصيصا ليكون الى جانب الشبيبة وليشجعهم على تحقيق حلم اللقاء الذي تحدى كل الصعاب بالاتكال على نعمة الله التي تغني فقرنا وتحول افكارنا الى افكار الله”، مشددا على المحافظة على تعلق الشبيبة بايمانهم في غربتهم ليحملوا المسيح الى سائر الشبيبة ويبشروهم به قولا وفعلا وشهادة في اوروبا.

الجميل

ثم القى المطران الجميل كلمة وصف فيها البطريرك الراعي “بالراعي الصالح الذي تلطف وبارك هذا اللقاء الكبير الاول بحضوره شخصيا للدلالة على الآمال الكثيرة التي تعلقها كنائسنا المشرقية واوطاننا على الشبيبة.

واضاف متوجها الى الشباب: “اتيتم من بلدان اوروبية راقية لكي تبحثوا معا في كيفية تحقيق وعي أكثر وضوحا واكثر شمولا لهويتكم ولتراثكم الروحي والثقافي والديني الذي خلفه لنا الآباء الصالحون، ومنه تنطلقون الى المدى الارحب، وتكتشفون دوركم وتموضعكم. يدفعكم الالتزام مع اخوان لكم واخوات من اجل ان يبقى لكم موطئ قدم في الشرق المقدس.وطنكم -الرسالة- يدعوكم الى إعمال العقل والفكر في حل النزاعات. والى التمسك بمشرقيتكم المنفتحة على الاوروبية المتنورة بدون تعقيد ولا عبودية. وان انتسابكم الى المشرق، مهد الحضارات، لا ينبغي ان يبقى على المستوى النظري والقانوني، بل ينبغي ان يغرف من صفات الاجداد والفضائل والتضحيات والقيم”.

الراعي

ثم تحدث البطريرك الراعي فدعا الشباب للمحافظة على تراثهم الروحي والليتورجي والتاريخي. فإنشاء ابرشية ورعايا في بلدان اوروبا والانتشار انما يهدف الى نقل هذا التراث الخاص بكنيستنا المارونية، كسائر الكنائس. وبهذا يعي الشباب هويتهم المارونية والمشرقية واللبنانية، فيساهمون في بناء النسيج الاجتماعي في محيطهم في زمن العولمة والتعددية. ودعاهم غبطته بالتالي الى حفظ تسجيل وقوعاتهم الشخصية لدى دوائر النفوس اللبنانية، او غيرها من البلدان التي ينتمون اليها، ما يمكنهم من المحافظة ايضا على جنسيتهم اللبنانية التي تمنحهم شرف الانتماء الى الوطن اللبناني وجميع الحقوق المدنية في بلد قال عنه كلاما نبويا البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وهو كلام اصبح اليوم كلاما مقدسا من فم قديس ينعم بمجد السماء، ويشفع بهذا الوطن الذي احبه بشكل مميز، ودافع عنه وخصه بجمعية لسينودس الاساقفة الروماني. وكان بنيته ان يلج من خلال شعب لبنان، بمسيحييه ومسلميه، الى بلدان الشرق الاوسط. فاذا كان هذا القديس البولوني قد احب لبنان بهذا القدر فكم بالحري على ابنائه ان يحبوه ويحافظوا عليه وعلى رسالته المميزة في الاسرتين العربية والدولية.

بعد ذلك ترأس البطريرك الراعي القداس الالهي في كاتدرائية مار مخائيل ثم توجه الى Pontmain حيث كان في استقباله رئيس اساقفة وعدد من الكهنة امام كاتدرائية السيدة العذراء (سيدة بونتمان وسيدة بشوات في لبنان). وهناك رفع البطريرك الراعي الصلاة على نية السلام في لبنان والشرق الاوسط ثم انضم الى لقاء الشبيبة الذي اختتم هذا اليوم بسهرة فولكلورية لبنانية قدم خلالها كل وفد عملا فنيا يجسد واقع الشبيبة ومعاناتها وحنينها الى الوطن الام.

اترك رد