اختارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) طرابلس عاصمة للثقافة الاسلامية عن المنطقة العربية للعام 2013، لهذه الغاية بدأت التحضيرات في المدينة تمهيداً لتحديد تاريخ إطلاق الاحتفالية وإقرار الأنشطة الثقافية وروزنامتها، بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو.
تتوزع روزنامة النشاطات على النحو التالي:
معارض
معرض الصناعات التقليدية (النحاسيات، الحلويات، الصابون، الأثاث المنزلي…)، معرض الكتاب والمخطوطات الإسلامية (وبالأخص ما يتعلق منها بطرابلس أو بمؤلفين طرابلسيين)، معرض الفنون الإسلامية (زخرفة وخطوط وفنون تشكيلية) وبخاصة ما يتعلق منها بالخطاطين برهان كبارة وأديب نشابة ومحمد الذهب وآخرين… معرض صور ومجسمات من طرابلس، معرض الأزياء التراثية، معرض الطوابع البريدية والعملات القديمة.
ندوات ومحاضرات وورش عمل
تشمل: المساجد والمدارس والأوقاف الإسلامية في طرابلس،المشايخ الأعلام: حسين الجسر، محمد إبراهيم الحسيني، نديم الجسر، عبد القادر المغربي، عمر عبد الغني الرافعي، السيد رشيد رضا، د. مصطفى الرافعي، د. صبحي الصالح، د. فتحي يكن… الفرق الصوفية في طرابلس، البيئة في القرآن الكريم،لأمثال الشعبية والحكم في طرابلس، والبعد الإيماني فيها، علماء طرابلس والأزهر الشريف،الشعر الديني في طرابلس، التراث الثقافي وتحديات العولمة، الإعلام الثقافي ودوره في التنمية المستدامة، حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في الإسلام، المشهد الثقافي في طرابلس وسبل تطويره، تاريخ العمارة الإسلامية في طرابلس، حوار الثقافات، ورشة إقليمية لتعزيز قدرات السلطات المحلية وهيئات المجتمع المدني في مجال صون التراث الثقافي المادي وغير المادي، واستثماره في نطاق السياحة البيئية والثقافية، ورشة عمل إقليمية حول سبل تأهيل السجناء في مجال الحرف اليدوية والفني، اجتماع خبراء حول إدارة المخاطر والكوارث والتخفيف من الأضرار الناجمة عنه، منتدى وطني للمسؤولين التربويين والفاعلين المدنيين الشباب والإعلاميين في مجال التربية على السلام وقيم الحوار.
دراسات
إعداد دراسة حول إنشاء متحف للتراث الحضاري في طرابلس، مقر الإيسيسكو وطرابلس على مدى 2013.
أنشطة فنية
عرض مسرحية في موضوع إسلامي (“عمر بن الخطاب” لعبد الله الشامي أو “معركة اليرموك” لأنيس الخوري المقدسي الطرابلسي)، فتلة مولوية، أمسية موشحات دينية، أمسية غنائية (مديح نبوي) (نهج البردة).
زيارات ميدانية
الآثار في طرابلس من مختلف العهود (تفعيل الأنشطة اللاصفية في مدارس طرابلس والشمال وإعداد برامج زيارات للأماكن الأثرية وتنظيم تقارير عنها وتخصيص جوائز تشجيعية.
مسابقات
الفتوحات الإسلامية، إسهام الإسلام في الحضارة العالمية، الإرشاد الديني… طرابلس في عيون الأطفال والأولاد (تقديم جوائز تشجيعية).
احتفالات تكريمية
أعلام المدينة الذين أسهموا في خدمة الثقافة: د. طه صابونجي، د. محمد رشيد ميقاتي، الشيخ ناصر الصالح، رشيد جمالي، رشيد دباس وآخرون. منح جائزة الإيسيسكو لأحسن منتج للصناعات التقليدية في طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2013 طرابلس (لبنان) في الحفل الختامي للاحتفالية. تخصيص جوائز الإيسيسكو للمبدعين من الطلاب والأساتذة والفنانين في طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2013 طرابلس (لبنان)، في الحفل الختامي للاحتفالية.الاحتفاء بأحد أعلام الفكر الإسلامي في طرابلس عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2013.
عاصمة الثقافة الإسلامية
على غرار البرنامج الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو باختيار عاصمة الثقافة العربية، تبنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسسكو برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية التي تسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة، واحدة عن كل من المناطق الإسلامية الثلاث: العالم العربي وإفريقيا وآسيا، تضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين، وتمتد الاحتفالات والتظاهرات على سنة كاملة، وقد وقع الاتفاق على هذه التظاهرة منذ عام 2001 من قبل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي انعقد آنذاك في العاصمة القطرية الدوحة.، و اعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004.
محطات تاريخية
طرابلس هي ثاني أكبر مدن الجمهورية اللبنانية بعد مدينة بيروت، وعرفت طرابلس منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز، الذي يُعدَُ همزة الوصل ما بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والداخل العربي، مما جعلها مركزاً تجارياً مهما في المنطقة العربية.
تقع طرابلس على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي تربط المدن الساحلية بمدن سوريا الداخلية، وبالتالي بمدن العراق والخليج عن طريق ممر ” طرابلس ـ حمص ” الطبيعي الذي قام بدور مهم عبر العصور. وتبعد عن بيروت مسافة 85 كلم نحو الشمال، وتبعد عن الحدود اللبنانية-السورية الشمالية نحو 30 كلم ، وتبلغ مساحتها حوالي 15 كلم2، بما فيها الميناء. وتشرف طرابلس على سلسلة جبلية ترتفع قممها إلى ما فوق 3000 م تكسوها أشجار الأرز والثلوج ، ويخترق طرابلس نهر يتدفق من مغارة قاديشا في أعالي جبل المكمل، يعرف محلياً بنهر أبو علي نسبة إلى “أبو علي بن عمار”، أحد ولاتها من أسرة بني عمار الذين حكموا طرابلس في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.
اطرابلس تعريب لكلمةΤρίπολις Tripolis) ) اليونانية والتي تعني المدن الثلاث، ويعود الاسم إلى تأسيس أول اتحاد لثلاث من مدن فينيقيا القديمة: صور، وصيدا، وأرواد، حيث نشأت عنه مدينة فينيقية بثلاثة أحياء عمرانية وهي “محلاتا”، “مايزا” و”كايزا” وشكلت تلك المدينة في ما بعد بأحيائها العمرانية الثلاثة النواة الأساسية التي قامت عليها طرابلس اليوم.
كذلك عرفت المدينة بأسماء مختلفة عبر العصور، فقد ورد اسمها في رسائل تل العمارنة “دربلي”، وفي أثار أخرى سميت “أهلية” أو “وهلية، ووردت التسمية في منحوتات انتصارات الغزو الأشوري للمدينة، بنحو: “مهالاتا”، و”مهلاتا”، و”مايزا، و”كايزا، وارتقى شأن طرابلس بين المدن الفينيقية في القرنين السادس والرابع ق. م، فأصبحت عاصمة للاتحاد الفينيقي ، اسمها آثار Athar، وهذا ما كشفت عنه قطع النقود المسكوكة فيها بتاريخ 189 -188 ق. م، التي ضُربت في العهد اليوناني، وتحمل كتابة فينيقية تدل على اسم طرابلس الفينيقي.
أيضاً أطلق عليها اسم ” تريبوليس – Tripolis “ أي المدينة المثلثة في القرن الرابع قبل الميلاد، وظلت تحمل هذا الاسم طوال العصور التاريخية القديمة المتعاقبة، حتى أطلق العرب عليها في القرن السابع الميلادي اسم ” أطرابلس” بإضافة الهمزة في أوّلها تمييزا لها عن ”طرابلس الغرب“، ثم حذفت الهمزة، وأصبحت طرابلس، وتسمى حاليا طرابلس الشرق، تمييزاً لها عن العاصمة الليبية طرابلس.
دور ريادي
تميّز ساحل طرابلس بتكوينات جغرافية شكلت موانئ للسفن والمراكب، وكانت طرابلس القاعدة البحرية الكبيرة في ظلّ حكم خلفاء الإسكندر الأكبر، وبلغت المدينة أوج تطورها في العصر الروماني، واحتوت معالم هامّة، إلا أنها دمرت بفعل زلزال خلال العهد البيزنطي.
وقامت طرابلس بدور مهم كقاعدة عسكرية في عهد الأمويين، ثم تميّزت بحكم ذاتي مستقّل في العصر الفاطمي، وأصبحت مركزاً للعلم لا مثيل له في المنطقة. سقطت طرابلس بيد الإفرنج عام 1109م، وتضررت معظم معالم المدينة ، وبخاصة مكتبتها المعروفة بـ “دار العلم” وكانت تضم حوالي ثلاثة ملايين مخطوط، وتنافس في غناها مكتبة بغداد.
عندما غزاها المنصور قلاوون سلطان مصر والشام أمر بهدم المدينة القديمة، وبنائها من جديد في السهل المنبسط تحت قلعة طرابلس، واتخذها سلاطين المماليك طوال قرنين وربع القرن عاصمة لنيابة السلطنة، وبنيت بوابات في مختلف الاتجاهات، وتشعّبت دروبها وأزقّتها الملتوية والممتدّة تحت عقود الدّور والمنازل التي توفّر لها حماية ذاتيّة، فتحوّلت في معظمها إلى سراديب ودهاليز وساباطات سريّة لا يعرف السيّر فيها إلاّ أهلها، وأقيم على امتداد ساحلها من رأس الميناء إلى رأس النهر الأبراج الحربية للمرابطة فيها.
ودخلت طرابلس تحت السيادة العثمانية بعد موقعة “مرج دابق” سنة 1516فأبقوا على النظام المتّبع فيها بتعيين النوّاب لبضع سنوات، وأضاف العثمانيون مناطق سكنية جديدة أحاطت بمدينة المماليك، فازدادت عمراناً واتساعاً، وتضاعفت مساجدها، ومدارسها، وزواياها، وحمّاماتها، وخاناتها.
ويُعتبر العهد العثماني في طرابلس أطول العهود الإسلامية التي خضعت لسيادتها، إذ امتدّ نحو نيّفٍ وأربعة قرون، باستثناء ثماني سنوات خضعت فيها للحكم المصري، حين دخلها إبراهيم باشا بن محمد علي الكبير سنة 1832 م، واتخذها قاعدة عسكرية أثناء حملته على بلاد الشام وأقام فيها، ثم عادت إلى الأتراك العثمانيين في سنة 1840م، حتى خضوعها للانتداب الفرنسي سنة 1920 وظلت طرابلس رائدة المدن الساحليّة حتى استقلالها عام 1943م، فأصبحت العاصمة الثانية بعد مدينة بيروت، لمحافظة لبنان الشمالي.
معالم الحضارة الإسلامية
تُعتبر طرابلس المدينة الأولى بثروتها التُراثية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهي الثانية بآثارها المملوكية بعد مدينة القاهرة، وتمثل متحفاً حياً يجمع بين الآثار الرومانية والبيزنطية، والآثار الفاطمية والصليبية، والعمارة المملوكية والعثمانية.
وتضم أبنية تاريخيّة وأثرية، بأحيائها وأسواقها ودورها وأزقّتها المتعرّجة المُلْتوية والمسقوفة ومعالمها، وأكثر من 160 مَعْلماً، بين قلعة، وجامع، ومسجد، ومدرسة، وخان، وحمّام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش، ورُنوك، وغيرها من المعالم الجمالية والفنيّة.
ويوجد في طرابلس العديد من الجوامع العريقة ومعظمها ذات طراز مملوكي منها الجامع المنصوري الكبير الذي يُعدَُ من أعظم المساجد الجامعة في طرابلس، وقد أسسه السلطان الأشرف خليل بن قلاوون عام 1294م، وهو من أكبر وأقدم جوامع المماليك في طرابلس. جامع العطار الذي يعتبر من أكبر جوامع طرابلس، وثالثها من حيث الأهمية، بني في عصر المماليك، أسسه بدر الدين بن العطار أحد عطاري طرابلس الأثرياء سنة 1325 على نفقته الخاصة فنسب إليه. جامع ومدرسة البرطاسي أو البرطاسية، وسمي نسبة إلى مؤسسه “عيسى بن عمر البرطاسي” عام 1310 م، وهو من أجمل الجوامع المملوكية في طرابلس. جامع الأويسي، الذي يحمل اسم مشيّده محي الدين الأويسي الذي بناه عام 865 هـ، وفيه ضريح لمحمود بك السنجق، صاحب المسجد المعروف باسمه في التبّانة. جامع التوبة، الذي بناه السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 1315 م، وجُدد في العصر العثماني عام 1612م. وجامع تينال الذي بناه الأمير سيف الدين تينال الأشرفي الحاجب عام 1336 م، وهو يضاهي أجمل جوامع القاهرة ودمشق.
إضافة إلى ما ذكر ثمة عشرات من المساجد والجوامع الأثرية تزخر بها طرابلس، ومدارس تعود إلى عصر المماليك منها على سبيل المثال: مدرسة الشيخ الهندي المعروفة بالمشهد، تحتوي زخارف ملونة بديعة في الخارج والداخل، ومدرسة الشمسية وهي أقدم مدارس المماليك في لبنان ونموذج للبيوت المملوكية القديمة، المدرسة الناصرية بناها السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون، مدرسة الأمير شهاب الدين قرطاي تضاهي ببوابتها الشمالية أجمل وأفخم مساجد القاهرة ودمشق، المدرسة العجمية، المدرسة الظاهرية، المدرسة النورية التي تحتوي أجمل محراب…
وتضم طرابلس أبراجاً وقلاعاً حربية أقيمت على امتداد ساحلها للمرابطة فيها والدفاع عنها، من أهمها : قلعة طرابلس ، وبرج الأمير أيتمش، وبرج الأمير جلبان، وطرباي (الشيخ عفّان)، الأمير الأحمدي (الفاخورة)، الأمير برسباي (المعروف بالسباع)، برج السلطان قايتباي (المعروف ببرج رأس النهر).
تُعدَُ قلعة طرابلس إحدى أكبر القلاع الحربية في لبنان وأقدمها، أسسها القائد العربي سفيان بن مجيب الأزدي عام 636 م، وشيد الفاطميون فيها مسجداً أوائل القرن الحادي عشر، وبنى القائد ريموند دي سان جيل حصناً عام 1103م، ثم حوله الأمير المملوكي أسَتُدَمُر الكُرْجي عام 1307 إلى قلعة، وبنى فيها أبراجاَ مختلفة، ثم أضاف السلطان العثماني سليمان بن سليم الأول البرج الشمالي الذي يشتمل على باب القلعة عام 1521.
تقع القلعة فوق تلةٍ صخرية، وتحتوي على: حمام قديم، ثلاثة مساجد، سجن، إسطبل للخيول، قاعات للقادة، قاعات ضخمة للجند والذخيرة والمدفعية، آبار وخزانات للمياه، أحواض للشرب، مقابر، باحات واسعة للتدريبات العسكرية والاستعراض، حجرات مختلفة الاتساع، أبواب أسفل أسوارها، بعضها يؤدي إلى النهر وبعضها يؤدي إلى الأسواق الداخلية إضافة إلى نوافذ للمدفعية.
في طرابلس قصور وبيوت عتيقة، حمامات أثرية وخانات وأسواق تعتبر من أهم مقاصد الزيارة والسياحة في لبنان، في الساحة المركزية المعروفة بـ: “التل”، الساعة العثمانية ذات الطبقات الخمس، المُهداة من السلطان عبد الحميد الثاني وبجوارها حديقة المنشية وحول ساحة التل مبانٍ سكنية وتجارية وفنادق ذات طراز عثماني.
كلام الصور
1- ساعة التل
2- جامع تينال
3- الجامع المنصوري الكبير
4- قلعة طرابلس
5- لوحة تمثل سقوط طرابلس الصليبية بيد المماليك