الدكتورة سلوى الخليل الأمين، إحدى المنارات الفكرية في لبنان والعالم العربي، كرست نفسها منذ سنوات طويلة لخدمة الفكر والثقافة في لبنان، وشكلت جسراً ثقافياً بين لبنان المقيم ولبنان المغترب عبر استضافة كبار الشخصيات الاغترابية اللبنانية في العالم في بلدها الأم، من خلال “ندوة الإبداع” و”ديوان أهل القلم” اللذين ترأسهما، وكرمت من خلالهما المفكرين اللبنانيين والعرب. هذه السيدة الحافلة بالعطاءات المتجددة مع كل طلعة شمس، كرمها نادي الشرق لحوار الحضارات وبلدية الدكوانه، فنظما لقاء في النادي الثقافي البلدي في سن الفيل، تضمن كلمات ألقت بعضاً من الأضواء على مسيرة الدكتورة سلوى الأمين.
حضر الحفل حشد من الرسميين في طليعتهم ممثل دولة رئيس الحكومة تمام سلام مستشاره الدكتور سامي عجم، ممثل الرئيس أمين الجميل الدكتور فرج كرباج، وممثل الرئيس الجنرال ميشال عون أ. حنا الأعرج، ممثل الرئيس عصام فارس المحامي موسى ابراهيم، ممثل الوزير سليمان فرنجية أ. بيار بعقليني، ممثل الوزير محمد المشنوق أ. سليم حماده، ممثل الوزير وديع الخازن المحامي فرحات عساف، والوزراء السابقين: فوزي صلوخ، جوزيف الهاشم، عصام نعمان، إدمون رزق، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، رئيس مجلس الخدمة المدنية د. أنطوان جبران، نقيب المحررين الياس عون، المستشار الإعلامي السابق في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين، وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء بصبوص النقيب عبدالله حمصي، والعديد من الشعراء والأدباء والرسامين والفنانين، في طليعتهم النقيب إحسان صادق وجهاد الأطرش، رئيسة المجلس النسائي السابقة السيدة المناضلة ليندا مطر ، الفنانة المطربة سحر كموج، ممثل عن اتحاد الكتاب اللبنانيين، رئيس المجمع الثقافي الجعفري العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، ممثل المستشار الأول في المحكمة الجعفرية العليا العلامة السيد أحمد شوقي الأمين ولده السيد حسام الأمين، والرئيس القاضي سماحة الشيخ يحيي الرافعي ، والسيدة أمينة بري رئيسة جمعية بيت المرأة الجنوبية، والأديبة الدكتورة سلوى سعادة رئيسة مجلس قضاء زحلة الثقافي مع وفد من المجلس ، وحشد من المغتربين اللبنانيين من بلدة حاريص وجويا وبنت جبيل، إضافة إلى العديد من الإعلاميين ورجال الأمن من ألوية وعمداء متقاعدين من الجيش اللبناني ، والاطباء والمهندسين والمحامين والاقتصاديين وأهل الفكر والقلم والجمعيات الثقافية والاجتماعية وأساتذة من الجامعات وعدد من الهيئات الثقافية من مدينة صور وجوارها.
إيناس مخايل
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة مقدمة الاحتفال الإعلامية الشاعرة إيناس مخايل التي قالت: “إن التزامنا بلبنان الرسالة حفزنا لتكريم ناشطة ثقافية مميزة من لبنان هي الدكتورة سلوى الخليل الأمين رئيسة ديوان أهل القلم، وهذا يجدد ترسخنا بقيمنا وبكل الإشعاعات المنيرة المتمثلة بحضوركم التي تعكس صورة لبنان الواحد الجميل الذي نريد والذي أراده أجدادنا من فجر الاستقلال وطناً نهائيا لجميع أبنائه.
أنطوان شختورة
ثم كانت الكلمة لرئيس بلدية الدكوانه ورئيس مجلس الأمناء في نادي الشرق لحوار الحضارات المحامي أنطوان شختورة حيث قال: “إن اللسان يعجز والقلم يخجل في تكريم أهل العلم والإبداع، ولكن تبقى مشاعر التقدير والاحترام النابعة من القلب هي أصدق ما يمكن أن يقدم إلى من أعطت لبنان والعالم من فكرها وروحها وقلمها، إلى سيدة رفعت من مستوى الفكر وأغنت الإنسانية فكان اسمها الدكتورة سلوى الخليل الأمين، علم من أعلام العلم والثقافة والمعرفة، إنها ابنة هذا الشاطئ منبع الفكر البشري الذي منه أطل الرقي من بين غيوم الجهل والخمول، سلوى الأمين إمرأة تختصر كل دروب النجاح، إنها قدوة ومثال للإنسان عامة، وللمرأة خصوصاً، والتي إن أرادت، تستطيع أن تغير وتبني المجتمعات وتنهضها من هوة الجهل والانحطاط ، يسرنا اليوم وفخر لنا أن نكرم إمرأة قل نظيرها ويبقى فكرها بصمة قيمة وعلامة للتاريخ فشكرا للدكتورة سلوى لما قدمته وما ستقدمه لوطننا الحبيب لبنان”.
جورج طربيه
ثم كانت كلمة البروفسور جورج طربيه، رئيس تجمع البيوتات الثقافية حيث قال: “كل الحاضر حاضر أمام سلوى الخليل الأمين من لبنان إلى سورية فتونس والعراق والسودان وقطر والبحرين ومصر وفلسطين وسواها من دول العالم هي المتحدرة من ثالوث هرمي قوامه العلم والثقافة والأخلاق”.
الأب كميل مبارك
وكانت كلمة لرئيس جامعة الحكمة الأب كميل مبارك قال فيها: “فكرها قلته الذهب يسبك فوق هامات التيجان، ويرسم بسمة على ثغر محزون وأملا في قلب ملأه شجن الانقباض، متعة للعقل وهدهدة للقلب سكبت حروفاً عطر الورق فتسمرت أمامه العيون وسار على كل لسان مفخرة الأقلام واشتياق المحابر. تحمل سلوى الأمين في حنايا ريشتها هموم الإنسان سعياً إلى أنسنته في كل يوم أكثر، وكأنها تزن العلاقات بميزان الجواهر، سعت عبر القلم والكلم إلى إضاءة مشاعل وقاده في عتمة الجهل والانحراف خلف الباطل من الأفكار والمتعب المضني من أثقال الأرض التي تلهي العقل عن الابتكار، فغنت للحرية والسلام والحب والإخاء، ونبذت الأحقاد والخصام والعداوة والانتقام، فتألقت منارة أمام أعين النخبة من أهل الفكر، حتى كدنا لا نرى وسيلة ولا نسمع أو نقرأ إلا واسمها بين ألمع الأسماء، وهي في كل هذا كبنفسجة كلما انحنى فاح عطرها وسما اسمها وبان قدرها، وما تكريمكم لها اليوم في نادي الشرق لحوار الحضارات إلا دليل على امتلاكها القلوب وبرهان على رفعة ذوقكم ومقام تقديركم”.
ناصيف قالوش
ثم كانت كلمة لمحافظ بيروت والشمال ناصيف قالوش ممثلا بالمحامي ميشال الفغالي الذي ألقى كلمة المحافظ معتذرا عنه لوجوده في منطقة الشمال بسبب الخطة الأمنية المستجدة ومما قاله: “تعرفت إليها في مناسبة رسمية وهي تتكلم من على منبر متواضع في ضاحية بيروتية عتيقة، أصغيت لها بتمعن أطربني ما سمعت، إذ انهالت علينا بدفق من الجمالات قلما تعودت سماعه ، سخاء في الأفكار ، دفء في الإحساس ، رقة في الصوت وخجل في الحركة ، سألت عن السيدة قالوا إنها سلوى الخليل الأمين، فتحية لكم ولها.
سلوى الأمين في مطارح عديدة، قلما استهواها التبجيل أو التبخير، فرضت نهجا جديداً وجريئاً في كتابة المقال كما في كل مؤلفاتها ، ما كانت يوماً شاعرة بلاط أو كاتبة مستعطية، كانت حرة فيما تقول، تسلحت بالأدب النظيف والأنيق لهذا تجلت قصيدة جنوبية براقة مطرزة بعباءة عربية مبدعة، تقول كلمتها بصدق، تصلح لتكون ثقافة حياة، هي لحظة ثمينة من نساء بلادي قد لا تتكرر فاحفظوها يحفظكم الله جميعاً”.
صالح الدسوقي
وكانت قصيدة للشاعر المحامي صالح الدسوقي قال فيها:
من مطلع الفجر من أرض سمت شرفا/ حورية ، هام في أوصافها البشر
كأنما صاغها الرحمن مفردة / ما يسكر الروح، أو ما يشتهي النظر
سلوى الأمين ، ولا مي وما بلغت / وفخر لبنان ، معقود لها الظفر
هذي القلائد عقدا صغتها دررا / في جيد من قتنت في سحرها الدرر
سلوى الأمين
وبعد تقديم الدروع، كانت كلمة الشكر والختام للمحتفى بها الدكتورة سلوى الخليل الأمين قالت فيها:
“حين أعيد قراءة الحياة ، أشعر أنه لا بد لي من الوقوف أمام ومضات الفكر النير.. بابتهاج.. يسيج النفس بالطمأنينة .. ويدفعها إلى رحاب هذه القمم العاليات.
وحين يتوهج العمر باقتبال الندى.. بلسمات حب.. تطوق الحلم كي يصبح حقيقة ، ساعتئذ لا بد أن أشهد أنني الليلة معكم أحبتي وأحبائي .. صديقاتي وأصدقائي .. عائلتي الحبيبة.. غارقة حتى الثمالة في دنان خمرة .. تقطرت من لغة الضاد.. وجعلتني أنحني بخشوع في عرين هؤلاء الأسود .. الذين ملكوا اللغة.. فصاغوا العبارات أكاليل غار في زمن الشح واليباس.
لهذا حاولت التجوال في مطارح الألفاظ، علها تسعفني في رد هذا الجميل، وهذا الاعتبار القيم الذي غمرتموني به، أملا في استمرار الرجاء بتلوين المدى بعصارة فكر، تنقل بين مرابع الحياة متباهيا بالقلم سلاحا .. لا يضاهيه سلاح.. مهما اشتدت الخطوب وعلت صيحات الاستكبار.
لقد مشيتها خطى كتبت .. غمرات خلجات .. ما انجذبت يوما .. سوى لأهل الفكر والقلم .. الذين هم أسس الحياة، ومداميكها المرفوعة طيب هوى، يبلسم جراحات النفوس المنكوبة من صراعات البشر .. وحب البقاء.
لهذا أجدني أتدثر ثوب العافية، كي أتهيأ لرد هذا الجميل الذي طوقتموني به .. وأرسيتم في قلبي غلاله .. سنابل غذاء.. تقيني جفاف المطارح المنهكة من يباس الزمن.. المشرئب دائما لقتل الإبداع أينما حل وارتحل . هذا الإبداع الذي تميز به وطننا لبنان، الذي نشر طقوسه حكايات دهور، ما انفكت تنحني لكل صاحب فكر نير.. رسم التاريخ مجسما جميلا.. يزهو عبر العصور.. بمطالع السعد .. التي وقعها كتابه وشعراؤه وأهل الثقافة والفن بأحرف من نور.
لهذا أنا مربكة أمام هذه القمم القيمة في عطاءاتها الأدبية، إذ كيف يمكنني أن أرفع الكلام ثمرات مفعمة بالشكر.. لأدباء كبار أحاطوني الليلة بمشتهى العبارت البليغة، وهم على إيمان مطلق أني أستحقها.. فالمجاملات لا مكان لها في قاموسهم وقاموسي .. لأن الحقيقة هي الهدف المرتجى .. وهي ما نسعى إليه مجتمعين.. كي نبني وطنا لا يشبه الأوطان المهزوزة الواقفة على مشارق الريح .
بالشكر تدوم النعم .. وإن شكرتم لأزيدنكم.. قول كريم لخالق كريم .. نؤمن به مخلصا وحاميا من خطوب الدهر .. وجهل العقول..
لهذا تراني أرفعه لكم أيها النخب الأكارم من جنائن قلبي .. فتون عبارات وامتنان ، أقدمها باقات فل وياسمين، بكل الحب الذي أرفعه إليكم أصدقائي الأدباء والشعراء :
سعادة المحافظ ناصيف قالوش، والأب الدكتور كميل مبارك، والبروفسور جورج طربيه، والمحامي صالح الدسوقي، والمحامي أنطوان شختوره، والإعلامية إيناس مخايل.. على ما طوقتموني به من دفقات تقدير وبلاغة عبارات، بسطت على أديم اللحظات، هذا الفرح المنعش، الذي جمل هذا الحفل .. بسكب ترانيم لغتكم الأدبية المعمقة .. التي احتوتني.. ودخلت في مسام عقلي .. وأرخت علي من جديد مسؤولية التقدم إلى الأمام.. وعدم الوقوف في ساحة الأنا.. التي ربما تجرح شفافية اللحظات المشعة بالبهاء والإبداع.
فشكرا لكم .. ووعدا .. أن أبقى ضمن الأطر التي أرسيتموها في خاطري مسارات بهاء ترتوي من ينبوع يراعات لا تتقن الاستسلام إلى جفاف المداد.. مهما خدشته العواصف.. وشهوات الزمن .. المعفر بالغضب.
والشكر موصول لنادي الشرق لحوار الحضارات، ورئيسه النشيط الأستاذ إيلي السرغاني الذي لم أعرفه سابقا إلا من خلال أعماله الثقافية النيرة، لهذا لم يدهشني اتصاله الهاتفي بي وتقديره للقلم وأهله، وهو المشهود له ولأفراد الهيئة الإدارية معه، ومنهم الصديق الإعلامي عاصي الحيار، جهودهم من أجل إقامة هذه الندوة التكريمية لي، التي تؤكد ثبات عملهم وفاعليتهم المتحركة على الدوام، من أجل تسليط الضوء على إبداعات اللبنانيين في الحقول كافة، إنطلاقا من حرصهم على إظهار الصورة المشرقة لوطننا لبنان.. الذي سيبقى إلى الأبد موطن الإشعاع والنور.
لهذا فإنني أرفع هذا التكريم، لعائلتي : لروح أمي وأبي ، زوجي وأولادي ، أخواتي العزيزات وعائلاتهن، وزملائي وزميلاتي في “ديوان أهل القلم”، وندوة الإبداع، ولقاء الأديبات العربيات ، ولكل من آزرني وما زال، من أجل استمرار المسيرة ، ولكم جميعا أحبائي . وشكرا”
كلام الصور
1- 2- المشاركون في اللقاء التكريمي
3- جانب من الحضور
4- الدكتورة سلوى الأمين تلقي كلمتها
5- الدكتورة سلوى الأمين تتسلم الدرع التكريمية
6- الدكتورة سلوى الأمين مع عائلتها