صدر عن “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” كتاب “تمّوزِيون لكن شُعَراء” للدكتور يوسف عيد، أهداه إلى أحفاده: ماريا، صوفيا، آلا، جو، حنا، تيا، طيب ثمار العمر. الغلاف من تصميم جويس يوسف عيد يظهر فيه أدون أو أدونيس أو تموز إله الخصب، ورمز أسطورة الموت والانبعاث. أيادي النساء اللواتي يجلسن عند البوابة يبكين أدون، ويقدِّمن له البخور، ويزرعن السطوح بالنباتات اللذيذة. الألوان المتشظية عبارة عن تشكّي أدون في نفوس الشعراء والمكعّبات الصغيرة الممزّقة ترمز إلى تعاقب الفصول واسترجاعها بين الموت والعودة.
يستكمل د. يوسف عيد في كتابه ما أنجزه في الدراسة الأولى “تمّوزيّون لكن شعراء” و”الكشف عن جوانب أسطورة أدونيس، وبيان نقطة الالتقاء عند بعض الشعراء في تصوير العالم العربي المعاصر بالأرض الخراب، ماتت فيه القيم الإنسانيّة ومعالم الحضارة وكأنّهم استلهموا العنوان “الأرض اليباب” لـ (ت. س إيليوت)” على حدّ تعبير المؤلف.
يتضمن الكتاب سبعة فصول: الأول في عنوان جبرا ابراهيم جبرا، الثاني: سلمى الخضراء الجيوسي، الثالث: نقولا يواكيم، الرابع: محمود درويش، الخامس: عبد الوهاب البياتي، السادس: فرح الدوسكي، السابع: عبدالله شحاده.
أيضًا يتضمن الكتاب: إنزلاق أولي وإنزلاق أخير بقلم المؤلف، بطاقات تعريف، مختارات، مصادر ومراجع.
قدَّم للكتاب د. جان توما بكلمة مما جاء فيها: “ذهب يوسف عيد إلى اكتشاف الجديد ليستكمل المشهد التموزي بعد كتابه الأوّل، “شعراء تمّوزيّون….ولكن”. في هذا الكتاب مدّ يده إلى الكروم المجاورة، فقطف عناقيد الجمال، وتحلّى بحبّات التين، ولم ينس لملمة التوت المرتاح على الأسوار الأدبيّة الهانئة، فـ «استموز» أزمة الفلسطيني الجذور جبرا ابراهيم جبرا لينقل صرخته في قصيدته «المدينة»: «وأعيدي صرخة الحياة إلى الحناجر»، والأردنية سلمى الخضراء الجيوسي الطالعة بندائها في قصيدتها “عرّاف الرياح”: «أيها البحر الذي ضمّ رفات الأشرعة»، واللبناني نقولا يواكيم الداعي إلى ولادة جديدة في قصيدته «عمر»: «وسنولد في زمن يأتي وأحبك يا حبي أكثر»، والعراقيّة فرح الدوسكي، السائلة في قصيدتها «دمعة» عن «رئة أخرى… لن أختنق ألمًا». والفلسطيني محمود درويش الطالب مرحلة الصعود في قصيدته “العشاء الأخير”: “فاصعد بنا، لأنّ الرسائل بعدك تغتالنا واحدًا واحدًا”، والعراقي عبد الوهاب البياتي المدحرج الحجر في قصيدته “سارق النار”: “إني تركت لهم يا رب أكفاني”، واللبناني عبد الله شحاده المُلتَهم بالنار لبعث آتٍ في قصيدته “النبي داود”: فانفخ الناي تلتهم كلّ وجد/ يبعث الروح فيه نورا ونارا”.
يضيف: “كتاب يوسف عيد هذا، اقتحام سلمي لدلالات وإشارات فنيَّة من خلال قصائد حاولت أن تشرح بمَشطِها خصائل تموز، واستطاع أن يقف على سرّ التسريحة الجميلة، والغرّة المرتاحة على جبين شمسيّ. جدّل يوسف عيد خصلات الشّعر التمّوزي في عفويتها وتدلياتها، بعيدًا عن المؤثرات والتأثّرات، عرف كيف ينفخ في مزمار الناي، وهو ابن الطبيعة ووشم الصباح، فدانت له تموزّيات العابرة في القصائد كالضباب الطالِع من وادي عبقر إلى تلال النور والنار”.