صدر عن “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” كتاب “من بيادر الفسابكة/ قراءة نقديّة في قضيّة” للدكتور مصطفى الحلوة (رئيس الاتحاد الفلسفي العربي)، لوحة الغلاف بريشة الفنان الكاريكاتوري بلال الحلوة.
في تقديمه لكتابه أوضح المؤلف أن النصوص “الفايسبوكية”، كشكولية الطابع، استثارت لديه شهيّة الردِّ عليها أو التعقيب، وضعًا للأمور في نصابها، “لاسيما أن بعضها كتابات مستفِزَّة، لا يمكن لذوي الفكر الحرّ أن ينأوا بأنفسهم، بل بقلمهم عنها، ونحنُ نزعمُ أنّنا في عِداد هذه الفئة، التي تصدر عن اقتناع، مؤدّاهُ أنّ شهادة الزور لا تُقتصر على تشويه الحقائق، بل تتمثّل أيضًا في إِخفائها وعدم الجهر بها، مما يجعل الشاهد “السلبي” – إذا صحَّ القول – شيطانًا أخرس!… هكذا لم نرتضِ أن نُحشَرَ بين الشياطين الخُرس، وما أكثرهم في هذا الزمن الرديء!”
أضاف: “وإلى ذلك، فإنّ انخراطنا في معمعة الردّ على بعض النصوص / القضايا ينبعُ من التزام وطنيّ ونزوعٍ أخلاقي، بل من فلسفةٍ لدينا، قوامُها أنّنا لم نأتِ إلى هذه الحياة الدُنيا لنغدو كائناتٍ بيولوجيّة صِرفة. بل لا بُدَّ للبُعد القيمي الأخلاقي أن يشغل في كياننا المساحة الأكثر رحابةً، إذْ “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!”.
تابع: “هذه النصوص الأربعون، التي تتموقع زمانيًّا بين 28/10/2022 و28/10/2023، تترجَّحُ بين نصوص صغيرة موجزة (صفحة واحدة) وبين نصوص مُتوسِّطة الحجم (ثلاث أو أربع صفحات). هي نصوصٌ مُنتميةٌ إلى فن المقالة الاجتماعية، وهو من الفنون الأدبية التي تُسلِّط الأضواء ساطعةً على مُشكلات ذات طابع اجتماعي، تتعدّى مروحتُهُ إلى الاقتصادي والفكري والثقافي والبيئي والتربوي والصحّي.. وإلى طيفٍ من القضايا، لا يحصرها عدٌّ. في هذا الكتاب “من بيادر الفسابكة / قراءة نقديَّة في قضيَّة”، لا ندّعي ريادة في أدب الكتابة الفايسبوكية، وهو فنّ أدبي حديث العهد وإلى تنامٍ مُطّرد”.
أكّد أن “بهدف توفية كتابنا حقَّهُ، أتبعنا نصوصنا الأربعين بدراسة وافية، جاءت بعنوان: “جدل اللغة والتشكيل المعرفي / قراءة نصوصيَّة تناظريّة بين العربية الفُصحى ولغات التواصل الاجتماعي”. وقد أدلينا بها في ندوة، دعت إليها سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان واللجنة الوطنية لليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (18/12/2016(. هذه الدراسة المُسهبة هي على تماسٍ مع العديد من مفاصل كتابنا، كونها تُضيءُ على عالم التواصل الاجتماعي، بإيجابياته وسلبيّاته، إلى حدّ أننا رأينا في شهادة أحد الفايسبوكيين خلوصه إلى وضع “شُرعة الأخلاق الفايسبوكية””.
ختم: “لقد توسَّلنا، في العديد من نصوصنا، وبما تقتضي بعض المواقف، أسلوب السُخرية والتهكُّم غير الجارحين، اقتداءً بنهج أبي عثمان الجاحظ، أحد كبار أئمّة الكتابة الإبداعية في العصر العباسي. وإلى هذه السِمة، التي أورثنا إياها، فقد أورثنا أيضًا نزوعه إلى الموسوعية، التي لا تجد مكانًا لها، في كتابنا هذا، إذْ جنحنا، على غير عادتنا، إلى الإيجاز، ما وسِعنا الجهد! هذا الكتاب يختزل تجربةً، لها من العمر سنة واحدة، كما أسلفنا (بين نهاية العام 2022 ونهاية العام 2023)، آثرنا خوضها من منطلق اقتناعنا بأن الفايسبوك وسائر وسائل التواصل الاجتماعي غدت مرآةً أساسيةً من مرايا أحوالنا، تنعكس عليها حياتنا اليومية والعامة، بكل ما فيها من تناقضات، وعلى كل المستويات، ولا يمكن الاستغناء عنها، بذرائع لا تصمد أمام الثورة الجامحة لهذه الوسائط، التي تأتينا، كل يوم بجديد مُبهر، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع!”