ضمن إطار المهرجان اللبناني للكتاب (1-16 مارس 2014) نظمت “الحركة الثقافية – أنطلياس” ندوة حول “جغرافية سوريا بين مخطّطات 1920 وتحوّلات المرحلة الحالية”، شارك الدكتور أنطوان حكيّم والدكتور علي شعيب، وأدارها الدكتور عصام خليفة.
استهلّ الدكتور عصام خليفة كلمته متحدّثًا عن أهميّة الموقع الجيوبوليتيكي لسوريا التي تقع على مفترق الطرق بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا، ما جعلها محطّ صراع القوى الدولية منذ طرح المسألة الشرقية في الدولة العثمانية. ثمّ تحدّث عن المشاريع التي كانت مطروحة لمستقبل سوريا في العام 1920، وعن احتمالات المستقبل السوري في ضوء الصراع الدموي الخطير الجاري حاليًا في سوريا وفي المنطقة.
واستعرض بعض الوقائع التي تنقل صورة المشهد السوري المُحزن كتدمير أكثر من مليونَيْ منزل وقتل حوالى 146 ألف شخص، وحصارات التجويع في المدن والمناطق السورية، وتدفّق المقاتلين المرتزقة دعمًا للنظام أم للمعارضة… وطرح أربعة سيناريوهات محتمل حصولها في المستقبل السوري: إلغاء المعارضة من قبل النظام أو العكس، أو استمرار الحرب الأهليّة والتسبّب بالمزيد من الدمار ممّا يساعد على تنفيذ مخطّط المؤرّخ الصهيوني البريطاني برنارد لويس، الذي يقضي بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا، أو وصول الأطراف إلى تسوية تضع حدًّا لهذه الحرب الدامية. وتساءل عمّا إذا كان السياسيّون يضعون خططًا لمواجهة النزوح الديمغرافي إلى لبنان؟
أنطوان حكيّم
خلال مداخلته، توقّف الدكتور أنطوان حكيّم عند خمس محطّات اعتبرها أساسيّة في رسم خارطة سوريا ولبنان الذي أُقرّ في النصف الثاني من سنة 1920. تناولت المحطّة الأولى مراسلات مكماهون واتّفاق سايكس – بيكو ووعد بلفور. أمّا المحطّة الثانية فتضمّنت التقسيمات الإدارية في أراضي العدوّ المحتلّة، التي اعتمدها الجنرال اللنبي، القائد العام للقوات الحليفة. وتستعرض المحطّة الثالثة مطالب الوفود إلى مؤتمر الصلح في العام 1919. وتغطّي المحطّة الرابعة الأشهر السبع الأولى من العام 1920 أي اتّفاق فيصل – كليمنصو ومعركة ميسلون. والمحطّة الخامسة تضع المخططات النهائية لخارطة لبنان الكبير ولخارطة الدول السوريّة الثلاث: دمشق، حلب، ودولة العلويين.
علي شعيب
استهلّ الدكتور علي شعيب، رئيس الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم، مداخلته باستعراض أبرز المحطّات التاريخيّة لدولة سوريا بدءًا من توقيع معاهدة سايكس – بيكو من قبل فرنسا وبريطانيا، ومرورًا بالانقلابات العسكريّة التي جرت في سوريا في العام 1949 ، ووصولًا إلى انفصال سوريا عن مصر في العام 1961 على يد الرئيس حافظ الأسد. ثمّ تحدّث عن النظام السياسي الثابت الذي اعتمده الأسد في حكمه ووصفه بقنّاص الفرص الماهر لجهة فرض هيمنته على لبنان ومؤسساته في ظل توقيع اتّفاق الطائف 1989.
وأشار إلى انتكاسات الدور السوري على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي بعد العام 2000. وذكر في هذا السياق اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي سبّب صراعًا بين سوريا ولبنان أخذ بُعدًا محليًا وإقليميًا ودوليًا. ثمّ انصرف إلى التحدّث عن الثورة السورية التي ليست وليدة الصدفة حسب رأيه بل هي وليدة تراكمات لممارسات تعود إلى سبعينات القرن العشرين عندما تولى حافظ الأسد السلطة في دمشق باسم حزب البعث. واستعرض موقف إيران والعراق وحزب اللّه وتركيا وقطر والإخوان المسلمين والسعودية، من الأزمة السوريّة. لفت إلى أنّ السلطة والمعارضة في سوريا لم يطرحا موضوع الفدرالية أو التقسيم على أرض الواقع كما أشار إلى وضع لبنان الأكثر تأثّرًا بأحداث الثورة السورية. وفي الختام، أشار إلى أنّ استمرار القتال في سوريا إلى ما لا نهاية هو أمر مُستَبعَد.
كلام الصورة
المشاركون في الندوة