ضمن إطار المهرجان اللبناني للكتاب الذي تنظمه “الحركة الثقافية – أنطلياس” نظمت دوة حول كتاب المطران مارون ناصر الجميّل “وثائق رهبانية: رهبنة 
فلب يسوع ومؤسستها الراهبة هندية حنة عجيمي، دير سيدة بقلوش، دير سيدة شويّا”، شارك فيها الأب الدكتور كرم رزق، والأب الدكتور أنطوان ضوّ، والدكتور أنطوان سعيد خاطر، وأدارتها الدكتورة بريجيت كسّاب.
رحّبت الدكتورة بريجيت كسّاب بالمنتدين والحضور وأشارت إلى أنّ هذه الندوة تلقي الضوء على حقبة من التاريخ الكنسي. المطران مارون ناصر الجميل حائز على ماجستار في اللاهوت، وشهادة دراسات معمّقة في فلسفة التربية، ودكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون في فرنسا. إنّه بروفسور في الجامعة اللبنانية وأستاذ في الجامعة الأنطونية، وصاحب كتاب وثائق رهبانية الجزء الثاني. يتحدّث هذا الكتاب عن حقبات مهمّة في تاريخ الموارنة أهمّها تأسيس أديارهم ورسالتهم في الشرق. وأشارت د. كسّاب إلى أنّ الندوة مقسّمة إلى ثلاثة محاور هي التالية: رهبنة قلب يسوع ومؤسستها الراهبة هندية حنة عجيمي وسيقدّمه الأب الدكتور أنطوان ضوّ، راهب أنطوني ورئيس سابق للحركة الثقافية – أنطلياس، ودير سيدة بقلوش وراهباته وسيقدّمه الدكتور كرم رزق، نائب رئيس جامعة الروح القدس الكسليك وعميد كليّة الآداب، ودير سيدة شويّا وسيقدّمه الدكتور أنطوان سعيد خاطر الحائز على دكتوراه في اللاهوت من جامعة الروح القدس الكسليك.
أشار الأب الدكتور أنطوان ضوّ إلى أنّ كتاب المطران مارون ناصر يتضمّن 72 وثيقة جديدة عن هندية، تُعتَبَر من أهمّ المراجع العلمية عن سيرة هذه الراهبة التي شغلت تاريخ الكنيسة المارونية وروما في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وما بعده. ثمّ استعرض سيرة هندية عجيمي التي وُلدت في حلب سنة 1720. وتحدّث عن “قانون رهبنة قلب يسوع الأقدس” الذي وضعته هذه الراهبة التي أسّست رهبنة قلب يسوع والتي اشتهرت بأنّها قدّيسة لأنّها استطاعت ضَمّ 77 راهبة إلى رهبنتها من العام 1750 حتّى العام 1775. وتطرّق إلى الخلافات العميقة التي وقعت في دير بكركي وإلى انقسام الرهبنة اللبنانية كما تطرّق إلى التداعيات الأليمة الناتجة عن هذا الوضع. وأشار إلى أنّ هذا الكتاب العلميّ والمشوّق يروي قصّة الأخت هندية كما يشهد على قوّة الظلم في الشرق بحقّ النساء أوّلًا والرجال ثانيًا.
تحدّث الأب الدكتور كرم رزق عن دير سيدة بقلوش وراهباته. تأسس هذا الدير على شكل وقف قام به الشيخ ميلان الخازن وأصبح هذا الدّير مركزًا أبرشيًا لأبرشيّة بعلبك بين 1833-1858. وأشار إلى أنّ تاريخ هذا الدير أضاء تاريخ جبل لبنان لجهة تطوّر أشكال الملكيّة وتطوّر جداول الضرائب وأساليب العيش طوال القرن التاسع عشر… ولفت النظر إلى أنّ تاريخ الأديرة يشكّل جزءًا من تاريخ جبل لبنان الذي لا يمكن كتابته من دون الرجوع إلى وثائق الأديرة. وشكر الحركة الثقافية – أنطلياس على دورها الثقافي في لبنان وإظهارها الوجه الحضاري لهذا البلد.
استهلّ الدكتور أنطوان سعيد خاطر مداخلته مشيرًا إلى أنّ الوثائق التي يتضمّنها الكتاب توفّر للباحثين مادّة للفهم والتفسير والتعليل والاستنتاج. ثمّ تحدّث عن العائلات المارونية والأديار التي بُنِيَت ابتداءً من بشرّي مرورًا بكسروان وصولًا إلى شويّا. وتتطرّق إلى الوثائق التي تتحدّث عن دير سيّدة البشارة – شويّا، فهي تتضمّن نماذج من موسم الحرير في الدّير، ومدخول ثمن شرانق من موسم الدّير… وذكر أنّ الخوري الياس الجميل كان يدرّس راهبات الدّير. وبعض الوثائق تسلّط الضوء على أنّ الكهنة القائمين على الخدمة الرعويّة في دير شويّا، يلتزمون بموجبات قوانين الكنيسة ويضبطون الوقائع في سجلّات. بالإضافة إلى ذلك، تطرّق د. خاطر إلى الوفيّات الظرفية والمنازعات التي جرت في الدّير. وفي الختام، أشار إلى أنّ المطران مارون ناصر الجميّل يلاحق أحداث التاريخ ووثائقه لينشرها فيشجّع الطلّاب والباحثين على التنقيب والكتابة والنشر.
كلام الصورة
1- المطران مارون ناصر الجميل
2- جانب من الندوة