جاء قومي إليّ، وهم يرقصون طرباً، وقالوا: لقد قتلنا عدوّنا بسيوفنا هذه. فغضبت منهم، وصحت: لقد قتلتم ابن الله.
وقال واحد منهم: لماذا أنت ساخط علينا؟ فنحن أخذنا بالثأر، وهاجمنا القبيلة الأخرى فأحرقنا بيوتها، وشرّدنا أبناءها.
غضبت أكثر، وقلت لهم: ما أغباكم! لقد أحرقتم بيوت الله، وشرّدتم أحبابه.
مضوا عنّي مكفهرّين، وغير فاهمين ما أقصده. والتفتَ واحد منهم إليّ قائلاً: لماذا تنعت أولئك الأعداء بأنّهم أبناء الله، أفلَسنا نحن أبناء الله كذلك؟
قلت: بلى، أنتم أبناء الله، لكن ينقصكم شيء واحد، أن تعرفوا الله.
***
*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي
النهضة الاغترابية الثانية – تعدّد الأنواع