د. عبدالرؤوف سنو… أكاديمي يحسن تقميش المعلومات وأخضاعها للنقد (*)

بقلم: د. الياس القطار

عبد الرؤوف سنّو، أستاذ  جامعي وعالم  مميز اتصف بالصدق في البحث كما في الحياة وبالفطنة وحسن التدبير في إنتاجه التاريخي، أكاديمي يحسن تقميش المعلومات وأخضاعها للنقد وتحرّي مدى عدالتها وضبطها. يحرر معلوماته في أسلوب واضح مشبع بالمعاني دقيق المصطلحات منضبط المنهجية يؤدي المعنى بسهولة.

أتحف الدكتور سنّو التراث التأريخي بأعمال أكاديميةً راقية محورها:

1-    الإسلام والمسيحية

2-    لبنان الحديث والمعاصر

3-    العرب وقضية فلسطين

4-    الدولة العثمانية والعرب

5-    ألمانيا وروسيا وبريطانيا والدولة العثمانية

 في محاور الابحاث هذه يقدّم عبد الرؤوف سنو قراءة جديدة للمواضيع التي دارت عليها أبحاثه على ضوء الوثائق.

الصديق الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف سنّو باحث عقلاني، مخلص في وطنيته، ناقد جريء لما لا يلامس قناعاته متجاوز لتخلف بعض تراثه الديني. إنّه ظاهرة منيرة في شرق مصرّ على التلذذ بالروح القدرية وبقيود التراث الغيبي وبالتكفير والأصولية.

إضافة إلى عشرات المقالات باللغة العربية وبالالمانية والانكليزية والكتيبات الصغيرة والمؤلفات المدرسية الكتاب موضوع ندوة هذه الليلية هو المؤلف رقم خمسة في جعبة الدكتور عبد الرؤوف بعد:

1- المصالح الألمانية في سوريا وفلسطين 1841-1901، معهد الإنماء العربي، بيروت 1987.

2- النزعات الكيانية الإسلامية في الدولة العثمانية 1877- 1881( بلاد الشام، الحجاز، كردستان، ألبانيا)، دار بيسان للنشر، بيروت 1998.

3- ألمانيا والإسلام في القرنين التاسع عشر والعشرين، دار الفرات للنشر 2007.

4- حرب لبنان: تفكك الدولة وتصدع المجتمع، مجلد 1: مفارقات السياسة والنزاعات المسلحة والتسوية: مجلد 2: التحولات في البنى الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت 2008.

“لبنان الطوائف في دولة ما بعد الطائف إشكاليات التعايش والسيادة وأدوار الخارج، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت2014” هو تكملة لرصد مجريات الاحداث في لبنان منذ حرب 1975 . وكما يعبر عن ذلك عنوان الكتاب، إنّه رصد لثلاث اشكاليات تتآكل لبنان هي: التعايش بين الطوائف، مدى سيادة لبنان وأدوار الخارج الاقليمي والدولي في ظلّ صراعات الزعمات اللبنانية على جبنة السلطة والاستراتيجية الدفاعية والسلاح والتعايش الظاهر والعصبية الطائفية والدينية الباطنية وربط لبنان بمحاور اقليمية واحيانا أو أكثر تبعية اقليمية قاتلة للحرية.

لبنان الطائفي أو لبنان العلماني المدني خياران، ما فتىء اللبنانيون يسعون فيه للخيار الأول ويكذبون فيه في الخيار الثاني.

عندما تستقيم في لبنان وفي العالم العربي النهضة والاصلاح العقلاني وتشرق الحرية بنورها وتتلاشى الأصولية الدينية وتنتحر الحركات التكفيرية وتشرق روح “الأنسنة” بكلّ مضامينها سيتجلى النظام العلماني أو المدني ناصعاً كالثلج حاملاً الشرق العربي إلى رحاب الحضارة المنتجة والمتجددة.

**********

(*) مداخلة ألقيت في الندوة حول كتاب : “لبنان الطوائف في دولة ما بعد الطائف إشكاليات التعايش والسيادة وأدوار الخارج” للدكتور عبد الرؤوف سنو التي نظمتها الحركة الثقافية ضمن الكهرجان اللبناني للكتاب (1-16 مارس 2014).

اترك رد