سهيل مطر يوقع “نزار… أين انت؟” (منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي) في بلديّة تنورين

 

نظم مجلس بلدية تنورين ندوة حول كتاب “نزار… أين انت؟” للأديب سهيل مطر والصادر ضمن منشورات منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي.

أقيمت الندوة في باحة القصر البلدي في تنورين الفوقا، في حضور حشد من الفاعليات السياسية والقضائية والثقافية والاجتماعية والدينية بالاضافة إلى أهالي تنورين ومدعوين.

 

وجاء كتاب مطر عن نزار بشاره عبيد، الشاب التنوري الذي يتحدى الموت منذ اثنتين وثلاثين سنة وهو في غيبوبة بعد إصابته بسلاح صيد في رأسه وهو اليوم في منزله مع اهله الذين يقومون بخدمته. وحكاية نزار هي حكاية نادرة في تاريخ الإنسانية وفي تاريخ الطب والاستشفاء والعلاقات العائلية.

 

رئيس البلدية

قدم للندوة بسام طربيه ثم القى رئيس بلدية تنورين سامي يوسف كلمة قال فيها:”نتساءل مع سهيل مطر:نزار أين أنت؟ ويرد نزار علينا من صومعته:”أين أنتم وماذا فعلتم؟ سأعترف لك أننا في القدر الذي دفع اليه أو دفع نفسه اليه، ذلك الضفدع المسكين واشعلت تحته النار وصار يتأقلم مع ارتفاع حرارة الماء تدريجيا ولم يكن يشعر بالخوف من ارتفاع الحرارة.

 

وعندما أصبح الماء حارا جدا بدأ يشعر بالتعب ثم بدأ القدر يغلي وانتهى الحال الى موت الضفدع وطبخه. أين نحن يا نزار؟… نحن في قدر الضفدع .وتأقلمنا مع القهر والفقر والاستبداد والعبثية والاعتداءات المتكررة على حريتنا وكرامتنا واصبحنا كاضفدع المغلي، شعبا مسلوقا وطبخة جاهزة على موائد الصراعات المحلية والاقليمية والدولية. نزار، أعتذر منك ولكنها الحقيقة بعد أكثر من ثلاثين سنة”.

 

خيرالله

وكانت كلمة لراعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله مما جاء فيها: “نزار بشاره عبيد، أين أنت ؟ “هكذا يستصرخك، أيها العزيز نزار، الدكتور سهيل مطر في كتابه الذي يسرد فيه مسيرة مأساتك الإنسانية النادرة منذ غيابك الظاهري عن عائلتك وأحبائك وأصدقائك في 16 أيلول 1991، أي منذ اثنتين وثلاثين سنةً خلت بالضبط والتمام. أين هو نزار الذي لا يزال يحمل الصليب مع المسيح ؟ وأين نجد الجواب عن هذا السؤال الصعب والمصيري الذي يضع فلسفتنا وحكمتنا وعلمنا وحتى إيماننا على المحكّ ؟ الجواب، أستوحيه من الكتاب المقدس، من كلمة الله وحكمته المطلقة في تدبير مخلوقاته والسير بها نحو الخلاص….”

أضاف: “أين هو إذا عزيزنا نزار؟ إنه في مكان ما أو في حالةٍ ما ينتظر أن تتم فيه أعمال الله.هو الذي اعتمد في يسوع المسيح ويحمل الصليب معه، سيموت معه وينال حياة أبدية بالقيامة معه، كما يقول القديس بولس.العزيز نزار هو، على مثال ذلك الأعمى، شاهد بيننا، ولو في غيبوبته البيولوجية، لأعمال الله التي تتمّ بالابن يسوع المسيح. هو يقودنا، في حمل صليبه مع المسيح، إلى التمسّك بإيماننا وثقتنا بالله. ويبقى بيننا علامةً ظاهرة لحضور الله اللامنظور، ودليلاً للمؤمنين وللمشكِّكين يقودهم إلى الاتّكال على الله والعمل على تحقيق تدبيره الخلاصي في كل واحد منهم. ليس في المسيحية مكان للقَدَر، بل إيمان بتدبير الله الخلاصي، كما يقول القديس بولس الذي يثبّت المؤمنين في رجائهم، فيكشف لهم ” حكمة الله السرّية الخفيّة التي قدّرها لنا قبل الدهور في سبيل مجدنا ” (1 قور 2/7). فنحن إذًا إلى مجد القيامة والحياة الأبدية صائرون !هذه هي رسالة نزار بشاره عبيد إلى كل واحد منّا، نحن الذين نرزح تحت ثقل الأزمات المتراكمة منذ سنوات، وقد أصبحنا على حافة اليأس. إنها رسالة إيمان ورجاء بالرب يسوع المسيح الذي يتمّم مشيئة الله الآب لخلاصنا ولوصولنا إلى مجد القيامة”.

 

كلّاب

أما الدكتور كمال كلّاب الذي رافق نزار فتكلم عن تجربته مع نزار وعائلته ووصفها بالتجربة الفريدة والمميزة، وقال: “سهيل مطر الاديب والمفكر كان وفيا في كتابته لكل ما تقاسمناه من افكار وهواجس وتساؤلات”. وختم “بوقفة تكريم لأهل نزار العائلة القوية المؤمنة التي علمتني الكثير، مسيرتها هي نشيد للحياة”.

 

شحاده

وألقت رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي المهندسة والشاعرة ميراي شحاده كلمة  مما جاء فيها : “نزار، أمثالك كثيرون يعيشون غربتهم بعيدا عن هذا العالم، إبق في غربتك جميلا، نقيا أبيض كالملاك، فثمة وحشية وسواد يعتريان هذا الوجود… وحدك ترى ما لا يرى وتبصر ما لا يبصر ووحدك الثابت الرابضبين الهنا الهناك والكل هنا من حولك يسيل، يتحول ويتبدل ويتزلزل والزمان هو هو يجهلنا ونجهل قواعد لعبته. من قال إنهم العارفون العالمون وانت هو التائه في دنياك. هيا انظر قليلا الى لبنانك وستعي انك في نعيمك تهنأ في جنة الغياب ونحن في جحيم وعينا لهذا الكون في مدارك اللظى وتائهون في هذا الغياب”.

 

العائلة

وألقى وسيم شقيق نزار كلمة العائلة فعرض فيها لرحلة مرافقة نزار على مدى 32 عاما وشكر كل من شارك وساهم في هذا الموعد مع نزار.

 

مطر

أما مطر فلفت الى أن الكتاب هو وصية من زوجته لينا التي رحلت ضحية وباء كورونا بعد أن سمعت حكاية نزار التي كتبها بعد سلسلة من الابحاث والقراءات المكثفة . وثمن دعم الدكتورة ميراي شحاده التي أرادت طبع الكتاب على نفقتها شاكرا للمطران خيرالله ورئيس البلدية دعمهما ومساندتهما.

وقال: “يبقى السؤال:”نزار، أين أنت؟ علامة استفهام أرميها في وجه العلم والعالم. الى المريخ، الى القمر والمجرات والكواكب، الى اعماق البحر، الى كل انواع الاسلحة والدمار، الى كل انواع المخابرات والاستخبارات، الى آلة صغيرة في يد كل منا، تخترق الارض وتعلو الى السماء،وانت، انت القادر على انفاق مليارات الدولارات للحرب، لكرة القدم، للتجسس وكشف الخبايا والاسرار؟ ألا تستطيع أن تأتي بدواء أو علاج؟”

وتابع:”كتبت الحكاية بأعصابي، بدموعي، وبحبر الحب، رويت الوقائع كما سمعها ومزجتها ببعض الخياطة وبعض الاحلام وبعض الرؤى والبحث في السؤال: نزار.. عن أنت؟ أنت في قلوبنا، في عقولنا، في صلواتنا، وفي حبر اقلامنا. انت أيقونة مرفوعة لحماية اهلنا في تنورين. سلام عليك وعلى اهلك الشرفاء الأوادم، وهنئيا لتنورين ببطل يتحدى الموت، اخترقته حبة خردق، فعاد طفلا الى حضن أمه واخوته الذين هتفوا مرتلين: تعال بيننا، أقم عندنا وخذ من قلوبنا لك مسكنا”.

لوحات تذكارية

في ختام الندوة، قدم أفراد عائلة نزار لوحات تذكارية للمتكلمين عربون تقدير وشكر ثم اقيم كوكتيل في القصر البلدي.

اترك رد