ويبقى دير الملاك ميخائيل وكنيسته شاهدين على عظمة المهندس والمعماري القبطي وتأكيدًا على فاعلية مصر القديمة في كل مفردات حياتنا …

 

  الأديب عبدالله مهدي

 

(رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر  ، ونائب رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الشرقية ومدن القناة وسيناء …  كاتب مسرحى وقاص، وباحث في الموروث وله اجتهادات نقدية)

 

أما ٱن لمسؤولي السياحة بمحافظة الشرقية أن يفيقوا …

أين هيئة تنشيط السياحة بالشرقية من عبقرية المهندس القبطي؟؟!!

والتي تتجلى فى توظيفه للعلوم الفلكية والهندسية وتعامد الشمس على المذابح الثلاثة، في توقيتات أعياد شفعاء هذه المذابح، حيث تتعامد الشمس الاثنين ١٩ يونيو  على مذبح الملاك ميخائيل ( الأوسط )، في مشهد مهيب تتناغم فيه تلك الظاهرة الفريدة مع التراتيل الإنجيلية، فيرسمان لوحة روحية إيمانية ولا أروع، وقد استمتعت بحضور هذا المشهد المهيب، أثناء تعامد الشمس على مذبح الشهيد مارجرجس فى ١/ ه واحد مايو الماضي،

ويأتى استخدام الظواهر الفلكية في مفردات الحضارة المصرية القديمة ظاهرة تستحق أن تستثمر في التنمية السياحية، وإبراز عبقرية المهندس المصري القديم واستفادة حفيده المهندس القبطي فى توظيف تلك الظواهر الفلكية، ويعد  دير الملاك ميخائيل وكنيسته شاهدين على ذلك ..

فكما وظف المهندس المصري القديم العلوم الفلكية فى العمارة والهندسة وربطها بأعياده الدينية ومناسباته المتنوعة على نحو:

*تعامد الشمس على معبد أبوسمبل يومي ٢١ أكتوبر،٢١ من فبراير من كل عام، وبعد نقل المعبد على تل إرتفاعه ٦٦ متر تأخرت الظاهرة ٢٤ ساعة لتصبح ٢٢ أكتوبر، ٢٢ فبراير من كل عام ..

**تتعامد الشمس يوم ٢١ ديسمبر من كل عام على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون بالفيوم، بالتزامن مع تعامد الشمس على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر مع العلم أن معبد قصر قارون يبعد ٦٥ كم عن مدينة الفيوم..

أمام كل هذا الإبداع وجب على كل من له ولاية على الٱثار والسياحة في مصر عمل الٱتي:

-إعداد ملف لتسجيل تلك الظواهر الفلكية الهندسية  تراث عالمى لا مادي باليونسكو.

أهمية أن تظل هذه المواقع نابضة بالحياة، وذلك لأن السائح الثقافي لا يبحث عن مجرد بناء قديم جامد، ينمي مشاعر الوحشة داخله بل يبحث عن بناء يشعره أن ثمة حياة كانت ولا تزال في هذا المكان .

-لا بد من تنمية الوعي الٱثري عند كل قيادات الحكم المحلي في مصر، لتدرك أهمية الموقع الأثري  في خلق حياة حوله، وإحداث تنمية اقتصادية من خلال الأنشطة السباحية ..

-تنمية روح المحافظة على إرثنا الثقافي في المجتمع ..

***

وتبقى أهمية استثمار محافظة الشرقية لـ ( رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر ) وبخاصة أن أرض المحافظة قد تباركت بوجود العائلة المقدسة بأكثر من موقع بها منها تل باسطة ( بوبسطة ) ” بر — باست “، وموقع دير الملاك ميخائيل وكنيسته..

فوجود تلك المواقع على هامش مزارات محطات مسار رحلة العائلة المقدسة، سيحدث نقلة اقتصادية وثقافية للمحافظة …

اترك رد