احتفلت “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” بالذكرى العاشرة لتأسيسها ، على مسرح مركز الصفدي الثقافي، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، النواب فؤاد مخزومي وعقيلته ، جميل عبود، سامي طاق ممثلا النائب فيصل كرامي، محمد ناجي ممثلا النائب طه ناجي، الوزراء و النواب السابقين سمير الجسر، رشيد درباس وعقيلته، عمر مسقاوي، مصباح الأحدب، رامي فنج، المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، العميد جمال ناجي ممثلا اللواء أشرف ريفي، قائمقام بشري ربى شفشق، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، الأب جوزيف غبش ممثلا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، مفتي طرابلس السابق الشيخ مالك الشعار، الرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، المحامي وائل طبارة وعقيلته وفاعليات.
بعد النشيد الوطني ونشيد الفيحاء، تحدث جان توما مرحبا ، ثم كان شريط وثائقي عن نشأة المؤسسة ونشاطها ومسيرة ملهمها تضمن صورا جمعت بين الجد والحفيد وأخرى في مناسبات مختلفة.
العلي
بدورها قالت مديرة مركز الصفدي الثقافي نادين العلي:”الصديق الدكتور سابا زريق الذي عرفناه وتعرفنا على المؤسسة التي يرعى منذ سنوات عشر، جاء طرابلس وهو لم ينقطع عنها لا بالروح ولا بالجسد، جاءها كي يملأ دنيانا حضورا ثقافيا راقيا ولكي يسهم في عودة هذه المدينة إلى لعب الدور التاريخي الذي كان لها في غابر الزمن كمدينة للعلم والعلماء”.
الجمل
ثم تحدثت رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة – فرع لبنان ناريمان الجمل عن “الأنشطة والبرامج المشتركة التي تم تنفيذها مع مؤسسة شاعر الفيحاء”، وقالت:”الدكتور سابا قيصر زريق هو الداعم أبدا لمسيرتنا الثقافية من خلال مسابقة سنوية نطلقها في الإتحاد بعنوان ربيع المطالعة، والتي بلغت سنتها السادسة بدعم وتشجيع من المؤسسة، وهي مسابقة نطلقها في جميع المدارس اللبنانية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للأونيسكو، يمولها الدكتور سابا زريق بكرم وحفاوة وعطاء وتشجيع حبا بنشر العلم والمعرفة ولمساعدتنا على تمكين الأجيال الطالعة”.
الحلوة
اما رئيس الاتحاد الفلسفي العربي مصطفى الحلوة فتوقف عند محطات عدة في العلاقة مع مؤسسة شاعر الفيحاء وقال: “تعلمني هذه الذكرى عبر هذه الإحتفالية الرائعة بأن عشر سنوات من عمري الساباوي قد مضين وسأبقى السند والعضد إلى جانب المؤسسة التي كرسها سابا محضنا للفكر ولنشر قيم الحق والخير والجمال “.
محرز
كذلك تحدثت مديرة ثانوية المربي سابا زريق الرسمية ملوك محرز واعلنت ان “هذه المؤسسة الثقافية الجامعة لأبناء العربية والتاريخ والعلوم والثقافة، ولسابا زريق الجد الشاعر الملهم الذي أحب مدينته طرابلس فتعرشت روح أبياته على أحجار حاراتها القديمة، ولسابا زريق الحفيد البذرة الاصيلة التي أنبتت حقولا وسنابل تفيض بعطاء الفكر والطهر وإبداع المواهب ولرواد ومنتسبي هذه المؤسسة الجامعة الذين صاروا عماد التأليف ومرتكز الإلهام والقدوة”.
الفري
من جهته، قال رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري:”في هذا الزمن الصعب وعلى مدى تلك الأيام الحزينة القاتمة ومن موقع الوعي لكون الإنسان هو الغاية وهو الوسيلة في آن معا، كانت يد الثقافة يد الدكتور سابا تمتد بصمت بعيدا من الأضواء لتقدم وتدعم وتبني للغد جيلا مزودا بسلاح العلم والمعرفة والثقافة والتربية. فالدور الذي تقوم به مؤسسة شاعر الفيحاء لتحريك العمل الثقافي، يستحق التقدير والثناء فهو يصب في إطار تبادل الخبرات الثقافية وتطوير الحياة الإجتماعية”.
الحسامي
اما رئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي فقال:”عشر سنوات على تأسيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لتكون تحديا جبارا في الزمن الصعب، ودليلا قاطعا على أن إرادة البناء تهزم معاول الهدم إذا توافرت لها عزيمة قوية ورؤية جلية ونفوس صافية نقية وبرهانا جازما على ان عين الحق والنور والوعي تكسر مخرز الباطل والظلمة والتجهيل. فقد أمست مكتبة الرابطة إمتدادا تكاملا لمكتبة مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لتكرس عمق العلاقة بين الجمعيتين وترسخ معاني الوحدة والشراكة والتعاون لما فيه انماء الفيحاء ورقيها”.
الدرويش
كذلك تحدث الشيخ الدكتور ماجد الدرويش باسم “لقاء الأحد الثقافي”، وقال: “إن مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية ترجمة صادقة للهوية الفيحائية التي تتطلع إلى جعل الفيحاء واحة ثقافية أخلاقية إنسانية راقية. كما أنها تعبر عن فرادة مؤسسها وعن رقي علاقته بالآخرين. وقد برزت هذه الهوية بروزا قويا في كل النشاطات الثقافية التي تبنتها”.
منجد
ثم تحدث رئيس “المجلس الثقافي للبنان الشمالي” صفوح منجد فتوجه إلى الدكتور سابا زريق بالقول: “أيها الصديق لقد أطلقت في سابقة كنت رائدها هدفا نبيلا يعبر عن أصالتك وإنتمائك إلى أرومة شاعر الفيحاء الذي شاء القدر ان تحمل إسمه وتنطلق في عالم بث المعرفة وتشجيع المطالعة من خلال طبع ونشر كل ما فيه غذاء للأصالة والوعي وتمكين لغة الضاد، وها نحن نحتفل معك بإصدارات المؤسسة التي اصبحت مئة، ولكن إذا أعدنا الإحصاء وضم عدد الكتب والمؤلفات والمعاجم والسير والمجموعات الأدبية والشعرية لكبار المؤلفين العرب من أدباء وشعراء والتي زودت بها ولم تزل عشرات المكتبات العامة والجامعات والمعاهد، لبلغ عدد مكرمات المؤسسة عشرة آلاف كتاب وأكثر.”
شحاده
بدورها قالت رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الثقافي” ميراي شحادة:”فلا تسألوا الفيحاء عن شاعرها، فهو سيد الشعراء الأوفياء، فشباب شعره لا يعرف الهرم ووفاؤه ووداده مضرب المثل. ها هو سابا زريق شاعر الفيحاء الكبير يعتلي منبر الوفاء بشخص حفيده الأديب سابا زريق.ها هو القدر، بعد أكثر من نصف قرن، يحملني إلى هذا الروض الغناء لأجدد أمامكم عهد الوفاء، من شاعر الكورة الخضراء ومنتداه الثقافي إلى شاعر الفيحاء وملاحم قوافيه ولمؤسسته الثقافية”.
المير
وألقى كلمة “منتدى طرابلس الشعري” طلال المير فقال:” ينبغي لنا أن نعترف بأن طرابلس بعد الشاعر إبن منير الطرابلسي قد برز فيها الفقه والدراسات الإسلامية، فسميت مدينة العلم والعلماء، اما الشعر فقد ركد في جحور عميقة الغور لا يؤرقه ومض، فإذا ما برز شاعر لا يلبث أن يخنق في قلمه الإبداع فترتد الموهبة إلى أوكار العتمة السحيقة، وتشاء الأقدار ان يفلت شعاع جريء واثق الخطو هو الشاعر سابا زريق صاحب الموهبة المتحررة من غبار العصر، وتشاء الأقدار ان تمنح المدينة رجلا آخر حمل بدوره المشعل هو سابا قيصر زريق”.
زريق
وختاما قال زريق:”عقد كامل هرول منذ تلك الأمسية من نيسان 2013، إثر صدور الآثار الكاملة لشاعر الفيحاء، حين استعادت كوكبة من الأدباء والمفكرين خلالها سيرة ومسيرة وأدب شاعرنا، بكلمات دافئة وفصاحة بليغة، تحمل في طياتها وفاء نادرا لمن لم يمسك حتى الرمق الأخير عن التغني بهويته الفيحائية، ودفاعه عن وطنه، ونبذه الطائفية البغيضة وهو الذي كان متيما بلغة الضاد، بعشق، ما بعده عشق.في لحظتها، استفاقت في لوثة أدبية منطوية في قعر نفسي، مستحضرة حنينا للكنف المشبع أدبا الذي ترعرعت في حضنه؛ إذ بيني وبين الكتاب قصة قديمة العهد ، فأنشأت مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، التي لم تكل، منذ ولادتها في 7 حزيران 2013″.
وتابع:”دعونا نفي الثقافة حقها ونلجأ إليها ملاذا ينقي النفس من شوائب حياتنا، ولنصوب يراعا على الجهلة، مهما علا شأنهم، وليعم مدادنا بصائرهم، علهم يهتدون. فعلينا إذا تشجيع شبابنا على التعلم والتثقف والتمسك بأهداب الفضائل والعمل ليس كأفراد، بل كجماعات تصبو إلى مجتمع أفضل، مجتمع راق، مجتمع يرذل السلاح والمسلحين، مجتمع مجند لقلب الطاولة على البؤس الذي نعيشه يوميا. ولننشر المعرفة التي على حد قول قائل تقود إلى الألفة، كما يقود الجهل إلى الاختلاف”.
وختم:” ما ينغص فرحتي اليوم هو رحيل عدد من الأعزاء الذين آمنوا برسالة المؤسسة وأثروا منشوراتها بصفحات مضيئة، فذكراهم مؤبدة في قلبي، رحمات الله عليهم. أعاهد فيحائي الحبيبة بأن المؤسسة، إذ هي تطفئ اليوم شمعتها العاشرة، سوف تبقي على شعلتها متوهجة، وسوف تستمر في إبراز فضائل لغة الضاد ما استطاعت إليه سبيلا”.
ثم أقيم حفل كوكتيل تم خلاله توزيع كتب ومؤلفات من إصدار المؤسسة إلى جانب عرض لوحات للمرة الأولى تضمنت صورا للجد والحفيد إلى جانب بعض نماذج من أنشطة المؤسسة والندوات واللقاءات التي أقيمت في مقرها، والكتب والمؤلفات التي أصدرتها المؤسسة وعددها مئة.