من ميراي شحاده إلى… “شاعر الفيحاء”

 

 

كلمة المهندسة والشاعرة ميراي شحاده في احتفال الذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافيّة في السابع عشر من حزيران 2023 في مركز الصفدي الثقافي- طرابلس

 

أصحاب المعالي والسيادة والسعادة

القامات الثقافيّة والحضور الكريم

أعضاء وإدارة مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافيّة

شكراً لكم لأنّني اليوم هنا.

 

 

“لكلّ دوحة غِرّيد، ولكلّ أيكة عندليب، فلا تسألوا الفيحاءَ عن شاعرها، فهو سيّد الشّعراء الأوفياء، ولئن أقعدته السّنون، وتعطّلَت في قيثاره الأوتار، وغصَّت اللّحون وبُحَّ القرار، فشباب شعره لا يعرف الهرم، ووفاؤه ووداده مضرب المثل. ها هو سابا زريق شاعر الفيحاء الكبير يعتلي منبر الوفاء بشخص حفيده الأديب سابا زريق”.

 

ما بُحت به إليكم الآن، هي باقةٌ من حروف أبي، تهادت فوق مسرح الرابطة الثقافية في 31 أيّار 1970 حيث عرّف فيها عبدالله شحاده بالسابوين معاً، الجدّ والحفيد، في ذكرى رحيل الأديب والمربي عبد الهادي شلق.

ما كنت أدري يا أحبّة، أنّ حبلَ السُّرّة  متينٌ متين،تدلّى في نوّاره مذ ذاك الحين،منذ أكثرِ من ربيعٍ واثنينِ وخمسين! وأبت الأبجديّة  عبر السبعلاني أنطونها إلّا وجمعتني في واحاتها العطرة بالحفيد المتبتّلِ في محراب اللغة العربيّة وفاتح صروحها وعاشق دواليها…عرِفه أبي، فتى المنبرآنذاك وعرفته وعرفناه اليوم صانعَ المنابر ومالئ المحابر نبضًا زريّقيًّا وارتقاء حياة.

وهاهو القدر،بعد أكثرِ من نصف قرنٍ، يحملني إلى هذا الروض الغنّاء لأجدّد أمامكم عهد الوفاء، من شاعر الكورة الخضراء ومنتداه الثقافي إلى شاعر الفيحاء وملاحم قوافيه ولمؤسّستِه الثقافيّة التي كحاملات الطّيب يفترُّ من قواريرها شذا الأمجاد وتَضفرُ في راحاتها زغاريدُ اليراعات…وبالحُسن تطوّق معصم الثقافة وتروي الضّاد من المهج مسرفة في المحبة والفكر والإنسانية.

 

وإلى نبيّ قوافيها، إلى شاعر الفيحاء أرفع صلاتي:

طلّ من عليائك يا “أبا قيصر” وانظر

كيف نرنجُ فيحائك استحالَ دواوينَ وكتبَ!

وكيف الشعرُمن ثغر أقاحيك أزكى موائدَ حفيدٍ

عبيرُزهده من القلبِ فاح وانسكبَ…

فصاغ من عشر ربيعٍ، عقودَ ياسمين

زنّر ضوعُها الكونَ واخترقَ الحجبَ

 

أكنت تدري، شاعر الفيحاءِ، أيُّ جسرٍللخلدِ ابتنيتَ

ولك فوق قمم الشعر مملكةٌ

ولحفدة أقلامِك في ثنايا القلوب ممالكُ…

ها نخلُ شعرك رطبُه كتبٌ من محابرِ الهوى

والألى والمعارفُ والمكارمُ تُستلّ من مجامرِ ضوئك.

لا تكفيني، أنا المدنفةُ في عشق الشعر خمسُ دقائقَ

 كي يفيض عنبُ كرمتي مداماً ورحيقَ.

 

نحن في القريضِ على ميعاد نشوتنا، وأروع الشعر ما يؤجّج نشوانا

رعاكِ الله  خيرَ مؤسّسةٍ

للأدب، للشّعر وللحرف عنوانَ

وإلى سنين عديدة يا سيّدها

يُزيدك المولى من سُدرة أعاليه لجينَ!

 

طرابلس في 17 حزيران 2023

 

اترك رد