بحضور حشد ملفت، وقع الكاتب مازن عبود كتابه “قصص وأزمنة من أمكنة” في قاعة دير سيدة البلمند، في احتفال رعاه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وحضره ممثله رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأسقف غطاس هزيم، بمشاركة شخصيات سياسية وفكرية وثقافية ودينية واجتماعية وحشد من المدعوين.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم كلمة لجورج نجم، تبعتها كلمة للشاعر حبيب يونس قال فيها: “هو الموقع أعلاه، على جبين الصدق، وعلى نبض الحنين، وعلى اجنحة النفس والروح، يتنازل لنا برضاه، عن كل ما في ذاكرته، فيقاسمنا إياه، قربانة كلمة لا يتناولها إلا المؤمنون بها، وقد غطت بخمر معتق في خوابي اديرة الحبر”.
ونوه انطوان مراد بالكاتب واصفاً إياه “بمجموعة أشخاص وحالات في رجل”، وقال: “بدأت بمارون عبود الماروني العلماني واختم بمخائيل نعيمة الارثوذكسي المبكر في العولمة، وبكليهما يذكرني مازن”. وختم متوجهاً إلى عبود: “في يدك بعض أقفال أدبنا التراثي، فلا تفرط بمفاتيحها ولا تتركها فريسة الصدأ والنكران والهجران”.
وتناول الياس العشي فكر وأدب مازن عبود: “الحالم بوطن مثالي وعالم يتساوى فيه الجميع، وفسحة بيئية نظيفة تعيد الاعتبار للريف، بعد أن استولت المدن على الذاكرة”، ورأى في الكتاب “مجموعة قصص قصيرة، استكملت شروطها مجموعة خواطر دافئة وثلة من الأمثال والحكم، ومرور خجول على السياسة والاقتصاد والعولمة”.
ووجد جورج ياسمين أن “الكاتب لم يكف عن تسلق القمم بعيداً عن الحياة المبتذلة، وهو كالسراج يشع حيث يكون، هكذا أراه في بيئته وكنيسته وصداقاته يكفر عن الشر المصنوع بيد البشر”.
وتوجه الكاتب بكلمته إلى البلمند: “بالرغم من العثرات في علاقتنا مع المسلمين كان هناك مساحات تفاهم وتبادل وغنى. أقول إن التطرف سرعان ما يزول ويبقى الاعتدال. أقول إننا صدرنا إلى الغرب حضارة التفاهم والانفتاح فتبنوها هم، لكن أنكون استوردنا منهم حضارة الإلغاء؟ أقف عشية الصوم لكي أقدم رغيفاً واحداً لأمة من المنكوبين. فعمق الأزمة كبير وقعر محيط دموعها المالح لا يدرك. إلا أني أقدم أغلى ما عندي. وأغلى ما عندي الكلمات”.
ونقل هزيم إلى الكاتب عبود تهنئة اليازجي خلال كلمة ألقاها باسمه، متمنيا له التوفيق. ونقل إلى الحضور محبة البطريرك لهم وشكره على حضورهم. وقال: “يضع الكاتب أفكاره بقوالب قصصية بسيطة وسلسة تعكس معرفة بالواقع السياسي والاجتماعي وحتى الديني. وهذا الكتيب يعكس منظار ابن الضيعة، ابن دوما. أحب ضيعته التي عشعشت في كيانه وانعكست في أفكاره فأطفت عليه لمسة مرهفة”.
أضاف: “يتميز كاتبنا في الطرح بالربط ما بين الماضي والحاضر، ليظهر ألماً على تغيرات في المجتمع إلى الأسوأ. وهنا يقتبس من الماضي ما هو جميل ومملوء من الإلفة والحرارة واحترام الآخر وقبوله، فواقع اليوم أصبح مصطنعاً وقائماً على المصلحة، وممنوع فيه الاختلاف الذي تميز به لبنان وجعله جنة غناء. أما في الشأن الكنسي، فإن دل على شيء يدل على إنسان أحب كنيسته ونما فيها ملتزماً قضاياها وأرادها عروسا بهية ناصعة نصوع ثلج لبنان وشامخة شموخ أرزه”.
ولفت الى “طرح الكاتب التقاليد الكنسية لا بل حتى الاجتماعية، بخاصة أننا نسمع اليوم أصواتاً تنظر إليها أنها من الزمان الغابر ولم تعد نافعة، فالإيمان قائم على العقلانية والمعرفة. أليست هذه التقاليد تعبيراً عن الإيمان بطريقة شعبية؟ وكأني أقول إن الزجل أو الشعر أو المسرح وغيرها ليس فناً تعبيرياً. ألم يخلق الله الإنسان بحواس خمس، كلها مقدسة وتساهم بتقديس الإنسان؟ هل الإنسان فكر أم كل ككل؟ بساطة الإيمان هي العمق بذاته، فان لم نتعلم إسلام القلب لله عندها يصبح العلم انتفاخاً”.
ونقل شكر هزيم “الهبة التي تعبر عن محبة وإحساس بالآخر، فريع الكتاب يعود لدعم صندوق البطريركية المخصص لمساعدة المنكوبين”.
وتخلل الاحتفال ترانيم دينية من جوقة البلمند ولفتات تكريمية لرئيس لجنة إدارة حصر التبغ والتنباك ناصيف سقلاوي سلمها عنه عضو اللجنة م. محمود سنجقدار لهزيم وحسان صقر وجورج ياسمين وأنطوان مراد وحبيب يونس وجورج نجم.
كلام الصور
1- غلاف الكتاب
2- مازن عبود موقعاً كتابه
3- وملقياً كلمة
4- من الحضور