جميل الدويهي: النوعان السادس والسابع خلّيك نتفه بعد (إلى يسوع)

 

 

شفت المدينه المن حجر. والليل متل جناح أسود عالطريق. ما في حدا غير الشتي، والصوت أعلى كتير من صوت الملوك . والناس وينن؟ وين هللي قبل مدّه استقبلوك؟ ووين هللي كان أعمى، وناس كانو يعرفوك؟ نسيو الابانا والسلام، وكيف هيك بينكروك؟ ويوضاس بتلاتين فضة باع، واللي ترافعو بالمحكمه، ما صدّقو إنّك إنت هوّي، ولأنّك روح الله حاكموك.

مريم حزينه، وتحت خشبه واقفه، وقلال كانو قلال، بسّ وجوه صفرا من الزعل. وتعجّبو الحرّاس كيف الموت بيصفّي حياة. كيف الصلب عالجلجله بيصير عيد، وكيف نحنا منلبس تياب الجداد، وبيفرحو فيك الولاد. يا الإنت لابس ابيض، وزاح الحجر من مطرحو، تا يرجعو من الموت كلّّ الخاطيين. وتهزّ عرش المملكه، وتهدّ برج الأغنيا والظالمين. وعِليّة الفيها خبز ونبيد رح تضْوي، بعد ما عتّموها الحاكمين.

لا ينكسِر فخّار هالكاس العتيقه، وهالمدى المفتوح كلّو عالضباب، ويتقاسمو هنّي التياب، ويسقوك خلّ، ويطعنوك، ويجلدوك. وهيك بيقول الكتاب. إنّو إله الموت مات. وصار من وقتا صليب الجلجله رمز التمرّد عالغياب.

خلّيك نتفه بعد، هالقنديل يمكن ينطفي، وهيرودس الحاكم أمر تا يقتلو ولاد الزغار. والخيل دعست عالحجار… يا ابن مريم هالمدينه محاصره داير مدار… والناس خافو من الحروب، وما بقي للأرمله كسرة خبز، والزيت نشّف بالجرار … ناطر أنا تا تعود، حاجي هالغضب عا بوابنا اللي مسكّره، وما في حدا، ما في حدا إلاّ إنت بيخلّص الإنسان. وبيخْلع حديد المقبره.

***

*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد