تُخبرُني قصَصاً عن أبطالٍ
مرّوا في فيء الشجَرِ العالي
في كتب الأطفالِ
وفي أشرعة الصيّادين…
والخبزُ الأسمر من قمحِ يدَيها
فيه رائحةٌ
أعمق من عطْر النسرين…
نجلسُ تحت الشبّاكِ المفتوحِ معاً
كي نَقرأ شعْراً عن وطني…
عن وجَع الناس المحْرومِين…
عن قهوتِنا…
عن خابية الزيت
الأغلى من ذهبِ الصرّافين…
وأراها في ضوء القِنديل الشاحبِ
تبحث عن شيءٍ
كي تطعمَني
فأقول لها:
إنّ الفقراء يعيشونَ…
يموتونَ مساكين…
وبلادي امرأةٌ أرخص من ماءٍ
وطَحينْ…
عاريةٌ منذ طفولتها
تتقاذفُها في السوقِ
أيادي الجلاّدين…
أعرف يا أمّي أنّك ودّعتِ الدنيا
وأنا في عينيك دموعٌ
كالمطر ِالنازل في تشرين…
وأنا المهْجور هنا كالرمل…
وكم غنّيتُ
لعلّي أفرح في يومٍ
لكنّي منذ ولدتُ حزين…
وأفتّش عن باقة ورد
لكنّ الورد غبارٌ…
والبحر كبيرٌ جدّاً
وأنا عند الشاطئ
تمثالٌ من طِين.
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي
النهضة الاغترابية الثانية – تعدد الانواع.