“الهندسة المعمارية للكنائس المارونية (ما بين القرنين الـ 18 والـ19)” للمهندس نبيل نجم… بحث في الجذور لتعميق الهوية اللبنانية

 

 

“الهندسة المعمارية للكنائس المارونية (ما بين القرنين الـ18 والـ19)” دراسة قيّمة بالفرنسيّة صدرت في كتاب للمهندس نبيل نجم، ترتكز على التاريخ والخصائص وصولا إلى النمط الهندسي التي تساهم في فهم أسس البناء الديني ومؤثراته من محاور دخول المسيحية إلى لبنان ودور الموارنة في النسيج الاجتماعي اللبناني، والعودة إلى الجذور، وتعميق الهوية اللبنانية.

الكتاب هو دراسة هندسية اجتماعية تاريخية لـ 13 كنيسة في المتن وكسروان والبترون، موثقة بالصور.

بعد طفولة أمضاها في مصر وتكحلت عيناه بضخامة الكنائس والإيقونات هناك، عاد  نبيل نجم مع أهله إلى لبنان، وكان في الرابعة عشرة من عمره، وسكن في منطقة الزوق، وراح يرتاد الكنائس القديمة  في عينطورة وزوق مكايل زوق مصبح واللويزة… وسرعان ما تولد لديه شعور بأنه أقرب إلى الله فيها وإلى القديسين وشعر بالخشوع والفرح نظرًا إلى هندستها المتميزة بالبساطة والخشوع.

عندما أنجز تخصصه في الهندسة، قرّر البحث والتعمق في الكنائس المارونية القديمة  وهندستها القائمة على العقد والقناطر والزخرفة والتقسيمات الليتورجية. وجمع نتيجة أبحاثه في هذا الكتاب الذي يهدف إلى البحث عن الهوية الهندسية للكنائس المارونية.

زار المهندس نبيل نجم الكنائس في أنحاء العالم، ودهش بعظمة هندستها وزخارفها ولوحاتها التي هي تحف فنية، لكنه لم يجد الله فيها، لأنها  أقرب إلى المتاحف منها إلى بيت للصلاة. في المقابل، عندما زار الكنائس القديمة في القرى اللبنانية وفي الأديار، شعر بفرح اللقاء مع الله، لأن الحجر هو المادة الرئيسة في بنائها ويسيطر عليها جو من الخشوع والتقشّف الذي يعكس جو الشعب الماروني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

كان  الموارنة فلاحين يعملون في الزراعة، وبنوا كنائسهم شبيهة ببيوتها، سقفها قريب وفيها الكثير من البساطة والتواضع، لذا تجعل من يدخل إليها يعود إلى ذاته ويغمره الفرح والراحة.

في كتابه يبرز المهندس تفاصيل الهندسة المعمارية للكنائس المارونية القديمة والقائمة على المستطيل الذهبي وعلى نسب البيت اللبناني القديم، لذا كانت الكنائس أقرب إلى الإنسان وتناسب حجمه. تتميز بالتناسق وبالحفاظ على النسب، وبأن الحجر الذي استُعمل لبنائها من طبيعة أرضنا، ورُكّز على قواعد يعلوها العقد. لذا يشعر الداخل إليها بالقُرب من الله.

يعتبر المهندس نبيل نجم أن الكنيسة تمثل التراث الماروني، ويسأل:  لماذا لا نغذي الذاكرة الجماعية المارونية بالحفاظ على الهوية المعمارية للكنيسة المارونية؟ ويدعو إلى أن تكون هندسة الكنائس الجديدة قائمة على الهوية المعمارية للكنيسة المارونية، معتبرًا أن المسيح موجود ببساطة وتواضع الكنيسة المارونية القديمة المشهورة بفقرها الغني.

اترك رد